عدن تطلق «معركة تنموية» في المحافظات المحررة

دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط»: مرحلة جديدة لتحقيق السلام واستعادة الدولة

جانب من حضور مراسم أداء القسم في عدن (الشرق الأوسط)
جانب من حضور مراسم أداء القسم في عدن (الشرق الأوسط)
TT

عدن تطلق «معركة تنموية» في المحافظات المحررة

جانب من حضور مراسم أداء القسم في عدن (الشرق الأوسط)
جانب من حضور مراسم أداء القسم في عدن (الشرق الأوسط)

انطلقت من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن «معركة» استعادة اليمن الكبير وإعادة تنميته وبنائه وتطبيع الأوضاع في مختلف المناطق، عبر توحيد وتحالف جميع القوى الوطنية بمشاركة ومباركة الدول الإقليمية والمجتمع الدولي.
وأوضح العميد طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن عدن تفتح الأفق لتحالف وطني باتجاه صنعاء، لاستعادة اليمن. وأضاف صالح عقب مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الجديد، بقوله «كان النصر الأول ضد إيران في عدن، وفي مثل هذا الشهر الفضيل، تشارك فيه الدم الجنوبي بالدم الإماراتي والسعودي، إدراكاً مبكراً لخطورة المعركة».
من جانبه، وصف راجح بادي سفير اليمن لدى قطر ما حدث في عدن باليوم «التاريخي» الذي لن يمّحى من ذاكرة اليمنيين، وقال في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «اليمنيين يعلقون آمالهم على ما حدث في عدن، لتوحيد صفوفهم وتوجيه طاقاتهم وقدراتهم من أجل استعادة الدولة وهو الهدف الأكبر والأسمى الذي تحدث عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي لاستعادة الدولة سلماً أو حرباً بمساندة أشقائنا في التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية».
وبعودة رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الجديد، والبرلمان ومجلس الشورى، والحكومة اليمنية، للبدء في ممارسة مهامهم من الداخل اليمني للمرة الأولى بهذا الحجم منذ الانقلاب الحوثي على الدولة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، يطلق اليمنيون مرحلة جديدة لاستعادة الدولة وبنائها.
بدوره، اعتبر مروان نعمان نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عودة المجلس الرئاسي وكل أجهزة الدولة، لحظة تاريخية فاصلة في تاريخ اليمن ومرة أخرى تكون عدن محورها، فقد كانت على مدى مراحل تاريخ اليمن الحديث منطلقاً للم شمل اليمنيين وتوحيد كلمتهم.
ولفت نعمان في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عدن مرة أخرى تشهد مرحلة تاريخية جديدة في حاضر ومستقبل اليمن من خلال توحيد كلمة كل اليمنيين لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتحقيق السلام المستدام والاستقرار والازدهار والانطلاق باليمن نحو المستقبل المشرق الذي يتطلعون إليه في إطاره الخليجي والعربي».
ونوه نائب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة بعملية «الانتقال السلمي والسلس للسلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي بقيادة الدكتور رشاد العليمي، بدعم ومساندة كبيرة من الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة».
وأضاف «هناك حالة تفاؤل كبيرة لدى مختلف شرائح المجتمع في اليمن والآمال معلقة على القيادة الجديدة للبلاد من أجل انطلاق عملية التنمية والتعافي الاقتصادي والاندماج في الاقتصاد الخليجي».
إلى ذلك، أكد مسؤول يمني أن «عدن لطالما كانت عنواناً للسلام والبناء والمدنية، واحتضان جميع اليمنيين منذ القدم». وأضاف مفضلاً عدم ذكر اسمه «عودة الرئاسة والبرلمان والحكومة والشورى، تعني عودة الحياة لجميع اليمنيين، الأيام المقبلة ستشهد معركة تنموية كبيرة في المحافظات المحررة، وعودة للأمن والاستقرار، كما ستشهد تركيزا على تحقيق السلام واستعادة الدولة بمساندة إقليمية ودولية».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.