أعمار الكوريين قد تقل عاماً... فما السبب؟

يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)
يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)
TT
20

أعمار الكوريين قد تقل عاماً... فما السبب؟

يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)
يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)

تتبع كوريا الجنوبية نظاماً غريباً لحساب الأعمار يختلف عن ذلك السائد في بقية دول العالم.
فوفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (في لحظة ولادته). وعندما يتم عمره عاما واحدا بالحساب المتبع عالمياً، يصبح عمر الطفل عامين بحساب عمره الكوري.

ونظام حساب العمر الكوري مشتق من جذور صينية، حيث كانت اللغة والكتابة الصينية مستخدمة على نطاق واسع في كوريا، وأثّرا على تطور اللغة الكورية الحديثة.
وفي حين أن النظام التقليدي في الصين قد توقف العمل به، إلا أنه لا يزال سارياً في كوريا الجنوبية.
وقد سبب هذا التقليد الكوري لحساب العمر قدراً كبيراً من الإرباك، إلا أنه قد ينتهي قريباً، حيث أشار الرئيس المنتخب يون سوك يول، الذي من المقرر أن يبدأ فترة ولايته في مايو (أيار)، إلى أنه سيعمل على إلغائه، ما سيعني أن عمر كل شخص في كوريا سيقل عاماً واحداً.

وقال لي يونغ هو، رئيس اللجنة الانتقالية للرئيس المنتخب، إن الإدارة القادمة تتطلع إلى اتباع الطريقة نفسها التي يتبعها بقية العالم لحساب العمر.
وأثناء الوباء، كانت هناك أيضاً دعوات لتوحيد حساب العمر في كوريا مع الحساب العالمي، بعد أن استخدمت السلطات الصحية العمر الدولي والعمر الكوري بالتبادل لتحديد الفئة العمرية المؤهلة لتلقي اللقاح - مما أدى إلى الكثير من الالتباس.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها المسؤولون الكوريون الجنوبيون إلغاء هذه الطريقة القديمة لحساب العمر.
ففي عامي 2019 و2021، اقترح اثنان من أعضاء مجلس النواب مشاريع قوانين تقضي بإلغاء هذه الطريقة، ولكن لم يتم الموافقة على هذه المشاريع.
وينقسم الخبراء حول ما يعنيه الإجراء الجديد للمجتمع الكوري. فقد قال جانغ يو سيونغ، الباحث البارز في مركز أبحاث الدراسات الشرقية في جامعة دانكوك لـ«بي بي سي» إن «طريقة حساب العمر في كوريا هي انعكاس لتقاليدنا، ومن ثم هناك قلق من أن إلغاء هذه الطريقة سيعني تخلينا عن تقاليدنا وتفردنا وثقافتنا».
ولكن هناك أمرا واحدا يتفق عليه الخبراء جميعا، وهو أنه حتى لو تم تبني طريقة حساب العمر العالمية، فمن غير المرجح أن يتوقف مواطنو كوريا، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، عن استخدام «حساب العمر الكوري» في أي وقت قريباً.



الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
TT
20

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)

احتفلت الأوبرا المصرية بذكرى رحيل الموسيقار سيد مكاوي من خلال تقديم روائع ألحانه لكبار المطربين في حفل، مساء الخميس، بالتزامن مع فعاليات أقامها صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة الفاطمية احتفاء بالموسيقار الراحل وبالشاعر صلاح جاهين.

فعلى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، عدداً من ألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوى، التى تحمل طابعاً مميزاً يمزج الأصالة بالحداثة، من بينها أغاني «أوقاتي بتحلو»، و«شعورى ناحيتك»، و«مصر دايماً مصر»، و«الصهبجية»، و«أنا هنا يا ابن الحلال»، و«وحياتك يا حبيبي»، و«قال إيه بيسألوني»، و«اسأل مرة عليا»، و«حلوين من يومنا»، و«الأرض بتتكلم عربي»، إلى جانب نخبة من الألحان التى جمعت بصمات عدد من كبار الموسيقيين، وفق بيان للأوبرا المصرية.

فيما نظم صندوق التنمية الثقافية، فعالية بعنوان «ليلة الوفاء: في ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي»، في قصر الأمير طاز بالقاهرة التاريخية، تكريماً لمسيرة اثنين من أبرز رموز الفن والثقافة في مصر، وتضمنت افتتاح معرض كاريكاتير، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، يضم لوحات تجسّد ملامح من سيرة مكاوي وجاهين، وتعكس تأثيرهما العميق في الوجدان المصري، وتعيد تقديمهما برؤية فنية معاصرة.

وشارك في الفعالية المعماري حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بتقديم عرض تفاعلي بعنوان «رباعيات معمارية»، بمشاركة المخرجة والممثلة عبير لطفي، في تجربة فنية تتداخل فيها عناصر الشعر والصورة مع المعمار، مستوحاة من الرباعيات الشهيرة لصلاح جاهين وأعماله مع الفنان سيد مكاوي.

ويتضمن البرنامج عرضاً فنياً لنتاج ورشة «لحن وكلمة»، التي أُقيمت بإشراف الدكتور علاء فتحي والشاعر سامح محجوب بالتعاون مع الشاعر جمال فتحي والموسيقار خالد عبد الغفار، بتقديم أعمال فنية مستوحاة من تراث جاهين ومكاوي، وتُعيد تقديمهم من منظور إبداعي معاصر.

جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)
جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)

ويقول الشاعر جمال فتحي: «الاحتفالية في قصر الأمير طاز انطلقت من فكرة الاحتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقدمنا أوبريت من كتابتي بعنوان (شارع البخت) نتاج ورشة عمل بين بيت الشعر العربي وبيت الغناء العربي، وقدمنا في البداية تحية للرمزين الكبيرين وذكرنا عملهما الخالد (الليلة الكبيرة)».

وأضاف فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خلال الاحتفالية فكرة مختلفة للاحتفاء بالموسيقار سيد مكاوي والشاعر صلاح جاهين، لنؤكد على امتداد إبداعهما عبر الأجيال التالية»، وأوضح أن «سيد مكاوي يمثل بصمة خاصة في عالم الموسيقى والغناء، فقد أخد الطابع الموسيقي التعبيري لدى سيد درويش مع الطابع الطربي لدى زكريا أحمد وجمع بين السمتين في بصمة خاصة تميز أعماله التي اشتهر بها مع أم كلثوم، أو فؤاد حداد في (المسحراتي) أو أعماله في الإذاعة، كل ذلك ترك بصمة في الوجدان وفي الموسيقى المصرية».

وبالتزامن؛ نظم مركز إبداع بيت السحيمي بشارع المعز، عرضاً فنياً بعنوان «رباعيات من زمن فات» لفرقة «ومضة» لعروض خيال الظل والأراجوز، سلطت الضوء على مسيرة (جاهين ومكاوي) الفنية والشخصية، وقدمت نماذج مختارة من أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشكّل علامة فارقة في تاريخ الشعر والغناء والموسيقى المصرية.