اغتيال صاحبة صيدلية في مقر عملها في جبل لبنان

TT

اغتيال صاحبة صيدلية في مقر عملها في جبل لبنان

أثارت جريمة قتل صاحبة إحدى الصيدليات داخل مقر عملها في منطقة المتن في جبل لبنان ليل أمس الثلاثاء، مجدداً المطالبة بحماية الصيدليات مع ارتفاع نسبة الجريمة في لبنان في الفترة الأخيرة ولا سيما تلك التي تطول العاملين بالقطاع الصحي، فيما لا تزال التحقيقات جارية لكشف الملابسات.
وأغلقت صيدليات لبنان أمس أبوابها رفضاً للجريمة التي راحت ضحيتها الصيدلانية ليلى رزق، وذلك بناءً على دعوة نقيب الصيادلة جو سلوم، فيما أكد وزير الداخلية بسام مولوي أن «ملابسات الجريمة ستُكشف بجهود الأجهزة الأمنية المثابرة»، متعهداً السعي للقبض على المتورطين. وكتب على حسابه على «تويتر»: «أعطيت أوامري لجمع كامل المعلومات التقنية وتحليلها ووضعها في خدمة التحقيق الذي أتابعه لحظة بلحظة».
وفيما أشارت المعلومات إلى العثور على جثة رزق في مرحاض الصيدلية، اعتبر سلوم أن «الجريمة المروعة هي جديدة بالشكل والأسلوب»، داعياً الدولة إلى «وجوب التشدد بضبط الحدود ومراقبة المقيمين من غير اللبنانيين»، مشيراً إلى «حصول تطورات جديدة في ملابسات الجريمة، إلا أن سرية التحقيق تمنع كشفها، وأن هناك تضارباً في المعلومات حول ما إذا تمت سرقة الصيدلية أم لا». وإذ وصف سلوم الجريمة بـ«الأبشع»، أكد أن الدعوة إلى إقفال الصيدليات اليوم (أمس) جاءت حداداً على الزميلة الضحية ليلى رزق لرفع الصوت ورفضاً لما حصل بالأمس، مطالباً بحماية الصيادلة في أثناء قيامهم بواجبهم.
وصدرت مواقف مستنكرة للجريمة معتبرة أن ازدياد الجرائم في لبنان هو نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون مع التشديد على ضرورة الإسراع بكشف الجناة وإنزال أشد العقوبات بهم.
وقال رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي في بيان له: «يوماً بعد يوم تأتي الحوادث الأليمة لتزيد حالة الفلتان الأمني في البلاد، والأشد ألماً أنها تطول أحد أبرز أركان القطاع الصحي»، مناشداً «السلطات الأمنية والقضائية المختصة الإسراع في إجراء التحقيقات لكشف الجناة وجميع المتورطين أياً كانوا، والتشدد بمعاقبتهم، خصوصاً أن هناك تزايداً في التعرض لأوجه القطاع الصحي كافة من أطباء وممرضين وصيادلة في هذه الفترة الحرجة والحساسة، والتي يكون فيها المرضى بأمس الحاجة إلى حبة دواء تخفف عنهم ألمهم وبؤسهم من هذه الحالة التي وصلنا إليها». وأضاف قائلاً: «إن تحول الطبيب والصيدلي والممرض إلى مكسر عصا، سيزيد من حالة الاهتراء التي نحن فيها، وأخشى أن نصل إلى مرحلة لا نجد فيها دواءً ولا من يداوي».
بدورها دانت نقابة الممرضات والممرضين في لبنان الجريمة، وقالت في بيان: «هو العنف مجدداً يتجلى بأبشع صوره في الجريمة الوحشية التي طالت الدكتورة ليلى رزق أثناء قيامها بواجبها المهني في صيدليتها في منطقة المروج، وهذا ما حذرت منه النقابات الصحية في وقفتها التحذيرية الأخيرة لأن الفلتان الأمني تخطى الخطوط الحمر وأصبح يشكل خطراً حقيقياً على أمن المواطن وعلى العاملين في القطاع الصحي بشكل خاص».
وحذرت النقابة «من مغبة الاستمرار في هذا المنحى الانحداري الخطير الذي سيقضي على ما تبقى من القطاع الصحي ويزيد من هجرة العاملين فيه بحثاً عن ظروف عمل آمنة»، وطالبت الأجهزة الأمنية والقضائية بـ«كشف الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بحقهم كي يشكل العقاب رادعاً لكل من تسول له نفسه التعدي على حياة الناس الذين يضحون من أجل المجتمع والمرضى».
كذلك، طالب مجلس نقابة الصيادلة في لبنان بـ«تحريك مشروع قانون حصانة الصيدلي وبتوحيد جهود النقابات الطبية والصحية في هذا المجال، من خلال طرح مشروع قانون يضمن حصانة العاملين في الميدان الطبي والصحي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».