الاحتلال يعترض مسيرة مشت من حيفا إلى القدس

30 ضابطًا و50 مستوطنًا يقتحمون الأقصى ويشتمون بعد سماع تكبير المصلين

الاحتلال يعترض مسيرة مشت من حيفا إلى القدس
TT

الاحتلال يعترض مسيرة مشت من حيفا إلى القدس

الاحتلال يعترض مسيرة مشت من حيفا إلى القدس

اعترضت قوات الجيش وحرس الحدود الإسرائيلية مسيرة «حيفا - الأقصى»، أمس، وهي على مشارف مدينة القدس ومنعتها من التقدم نحو هدفها في منطقة أبو غوش من دون أي تفسير، مما جعل المشاركين يتجهون نحو بيت حنينا، مؤكدين «أن هدف هذا الاعتراض هو التخريب على المسيرة حتى لا تصل إلى المسجد الأقصى المبارك. وقد سحبنا البساط من تحت أقدامهم ولم نرد الاستفزاز».
وقال أحد المشاركين في المسيرة إن «قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي والشرطة وحرس الحدود، اعترضت المسيرة بسبع سيارات جيب عسكرية تابعة للجيش وقوة من 25 جنديا. فحاصروا المشاركين فيها، بحجة أنهم دخلوا إلى المناطق الخاضعة لسلطتهم (القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين) من دون تنسيق مسبق. واضطرتهم بذلك إلى استقلال حافلة تدخل بهم إلى حي بيت حنينا، حيث تم استقبالهم هناك بحفاوة بالغة من جماهير الحي وغيرهم من أهل القدس يتقدمهم الشيخ جميل حمامي، عضو الهيئة الإسلامية العليا. وألقى الشيخ فاضل وشاحي، أحد المشاركين في المسيرة، كلمة عبر فيها عن شكره لأهل حيفا وأبناء الحركة الإسلامية فيها وجميع المشاركين على الفكرة الإبداعية التي انتصرت للقدس والأقصى. وألقى الشيخ جميل حمامي كلمة، قال فيها إن محاولات الاحتلال لمنع وصول المسيرة إلى القدس ستفشل بفضل عزيمة رجال الأقصى.
وكانت المسيرة قد انطلقت من مدينة حيفا باتجاه المسجد الأقصى مشيًا على الأقدام، منذ يوم السبت الماضي، لمسافة مائتي كيلومتر. وقد شارك فيها العشرات من نشطاء الحركة الإسلامية. ووقفت في محطات عدة في أم الفحم وقرى زيمر ومدينة الطيرة واللد والرملة، وستصل إلى المسجد الأقصى ظهر اليوم (الخميس). وفي كل محطة احتشد المئات يستقبلونها ويشاركون في دعم فكرتها لمناصرة الأقصى وإبقائه في صلب الاهتمام وصد المؤامرات المحاكة ضده.
وسيبيت المشاركون في الأقصى، الليلة، ليتوجهوا يوم غد، بعد صلاة الجمعة، إلى أطلال قرية أجزم المهجرة للمشاركة في مهرجان العودة للتأكيد على أن النكبة تذكرنا بمأساة الأقصى والقرى المهجرة، وأن الشعب الفلسطيني مع القدس والأقصى ومع حق العودة.
وقال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية – الشق الشمالي، التي بادرت إلى المسيرة، إن «المسيرة جاءت في الوقت التي يتعرض فيه المسجد الأقصى لاعتداءات وغطرسة من قبل الاحتلال، لذلك نقول إن غطرسته وغباءه ومحاولاته السيطرة على الأقصى ستفشل، لأن هذه المسيرة ستشكل من أرواحنا ودمائنا وأنفسنا درعًا بشريًا يحمي القدس والأقصى». وأضاف أن هذه المسيرة انطلقت من حيفا الساحلية وستحط في الأقصى ولكنها لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي، وهي تشكل بداية خلاص القدس والمسجد الأقصى من هذا الاحتلال.
وأكد الشيخ صلاح أن هذه المسيرة تحمل رسالة ونداء للأمة العربية والإسلامية بضرورة أن تنتصر للقدس والأقصى.
الجدير ذكره أنه في الوقت الذي حاولت فيها السلطات الإسرائيلية منع المسيرة من التقدم، كانت مجموعة من 30 ضابط شرطة وحرس الحدود، تدخل الأقصى في «زيارة استكشاف». وفي الوقت نفسه دخلت مجموعة من نحو 50 مستوطنًا يهوديًا بحماية قوات الاحتلال. وقد راح المصلون والمصليات يهتفون «الله أكبر». فشتم أحد الضباط الذات الإلهية. فردوا عليه بالصراخ والتأنيب.
وفي السياق نفسه، أفاد «كيوبرس»، المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى، أن سلطات الاحتلال، عاقبت المسن أبو بكر الشيمي، بإبعاده شهرين عن المسجد الأقصى، وبلدية الاحتلال حررت له مخالفة غرامتها المالية 475 شيقلا (120 دولارا) بسبب تعليقه لافتة على جدار عام رفعها المبعدون والمبعدات عن المسجد الأقصى باللغتين العربية والإنجليزية تُعرّف المارة بقضيتهم، كُتِبِ عليها: «هل تعلم لماذا نحن هنا؟ إسألنا» و«أنا مُبعد عن المسجد الأقصى». وعبّر المُبعد أبو بكر عن عدم استغرابه من المخالفة لأنها جاءت - حسب تعبيره - بسبب غيظهم وامتعاضهم من صمود المبعدين على أبواب المسجد. وأضاف لـ«كيوبرس»: «إن هذه اللافتة توصل قضيتنا للمسلمين والسياح الأجانب المارين من طريق باب السلسلة، الأمر الذي يخشاه الاحتلال. إلا أن إجراءات الإرهاب التي يتخذها الاحتلال بحقنا لن تزيدنا إلا ثباتا وصمودا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.