ياسين لـ («الشرق الأوسط»): لم نرخص لسفن إيرانية بدخول المياه الإقليمية

قال إن على السفن والطائرات الإغاثية الخضوع للتفتيش قبل دخولها صنعاء.. ومسؤول إيراني يرفض ذلك

ياسين لـ («الشرق الأوسط»): لم نرخص لسفن إيرانية بدخول المياه الإقليمية
TT

ياسين لـ («الشرق الأوسط»): لم نرخص لسفن إيرانية بدخول المياه الإقليمية

ياسين لـ («الشرق الأوسط»): لم نرخص لسفن إيرانية بدخول المياه الإقليمية

أكدت الحكومة اليمنية الشرعية، أنها لم تمنح تصريحا لدخول السفينة الإيرانية (إيران مشهد) إلى المياه الإقليمية، والتي غادرت ميناء بندر عباس أول من أمس، في اتجاه ميناء الحديدة، مشيرة إلى أن السفينة تحمل على متنها إلى جانب المساعدات الإغاثية والإنسانية، العشرات من الإيرانيين، وأجانب حقوقيين لا يملكون تأشيرة الدخول إلى الأراضي اليمنية وعليها تحمل المسؤولية، في المقابل أعلنت طهران نيتها عدم السماح بتفتيش السفن الإيرانية المتوجهة إلى اليمن، والتي تحمل مساعدات.
وأوضح الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة اليمنية الشرعية تثمن المساعدات الإغاثية والإنسانية التي تقدمت بها الشعوب المختلفة لمساعدة اليمنيين في أزمتهم، والتزامهم بشروط تقديم المساعدات التي أعلنت عنها قيادة دول التحالف، وكذلك وزارة الخارجية اليمنية، مؤكدًا أن دخول الطائرات إلى المجال الجوي، أو السفن إلى المياه الإقليمية، لا يتم إلا بتصريح، وكذلك تأشيرة دخول تمنح لهم على الفور.
وقال الدكتور ياسين، إن وزارة الخارجية اليمنية، لم تمنح أي تصريح للسفينة الإيرانية التي غادرت ميناء بندر عباس أول من أمس، والتي تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية، والمتجهة إلى ميناء الحديدة، مشيرًا إلى أن هناك 60 شخصا إيرانيا، وسبعة من الجنسيات الأجنبية، يتبعون لمنظمات حقوقية، ولم يحملوا تأشيرة دخول الأراضي اليمنية، وبالتالي دخولهم مخالف للقانون، وعليهم تحمل المسؤولية الكاملة.
ولفت وزير الخارجية اليمني المكلف إلى أن دول قيادة التحالف، حددت مواقع لتفتيش المساعدات من الطائرات أو السفن، قبل وصولها إلى اليمن، حيث على السفن التوجه إلى جيبوتي من أجل التفتيش والتدقيق على حمولة المواد الإغاثية والطبية التي تحملها، والطائرات في بعض مطارات دول التحالف.
وذكر الدكتور ياسين، أن وزارة الخارجية اليمنية التي تعمل مؤقتا من الرياض، منحت الكثير من تأشيرات الدخول، للهيئات الإغاثية والإنسانية التي وصلت إلى مطار صنعاء خلال الفترة الماضية، وذلك بعد تواصلها مع الوزارة، وتم تسهيل أمورهم على الفور من دون أي تعقيد في المسألة، ومنحهم تأشيرة الدخول قبل إقلاع الطائرات من مكانها.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السفينة تحمل ما يزن 1500 طن من المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية، حيث تعمل دول قوات التحالف على التحقق منها، قبل دخولها إلى اليمن، مثل بقية المنظمات الإغاثية الأخرى. وأضاف: «تحرك السفينة الإيرانية نحو اليمن، من دون إذن الحكومة اليمنية، وكذلك دول التحالف، هو استفزاز واضح للمجتمع الدولي، ولا بد من معرفة هوية الأشخاص الذين على متن السفينة، وما هي أدوارهم، وهل سيعودون جميعهم أم لا، وكذلك وجود الحقوقيين على متن السفينة لا داعي له».
من جهة أخرى، قالت مرضية أفخم، الناطقة باسم الخارجية الإيرانية، بأن «طهران لا تسمح لدول قيادة التحالف، بتفتيش سفينتها التي تحمل مساعداتنا الإنسانية». وقال مسؤولون إيرانيون بأن السفينة متوجهة إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون على البحر الأحمر، وعلى متنها 60 شخصا.
فيما حذر مسؤول عسكري إيراني كبير، الولايات المتحدة من أن اعتراض سفينة مساعدات إيرانية في طريقها إلى اليمن «قد يشعل نارا» سيصعب احتواؤها، وذلك بعد أن طالبت واشنطن طهران بتوجيه السفينة إلى مركز المساعدات التابع للأمم المتحدة في جيبوتي.
وقال الجنرال مسعود جزائري المسؤول الثاني في القوات المسلحة الإيرانية، بأن من حق إيران توصيل مساعدات الإغاثة إلى اليمن التي تشهد هدنة إنسانية، رافضا طلب واشنطن بتوجيه السفينة إلى جيبوتي لتبديد المخاوف من احتمال أن تكون شحنتها عسكرية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.