قمة كلاسيكية بين ليفربول ويونايتد اليوم... وسيتي ينتظر برايتون غداً ويترقب

مؤجلات الدوري الإنجليزي قد تلعب دوراً في مسار اللقب أو صراع المربع الذهبي

صلاح نجم ليفربول خلال التدريبات حيث يأمل استعادة شهية التهديف في مواجهة يونايتد (رويترز)
صلاح نجم ليفربول خلال التدريبات حيث يأمل استعادة شهية التهديف في مواجهة يونايتد (رويترز)
TT

قمة كلاسيكية بين ليفربول ويونايتد اليوم... وسيتي ينتظر برايتون غداً ويترقب

صلاح نجم ليفربول خلال التدريبات حيث يأمل استعادة شهية التهديف في مواجهة يونايتد (رويترز)
صلاح نجم ليفربول خلال التدريبات حيث يأمل استعادة شهية التهديف في مواجهة يونايتد (رويترز)

يأمل ليفربول في أن يخطف صدارة الدوري الإنجليزي لكرة القدم مؤقتاً، وذلك عندما يستضيف مانشستر يونايتد القادر على إسداء خدمة جليلة لمنافسه اللدود سيتي، القطب الثاني لمدينة مانشستر، في حال فوزه على مطارده المباشر اليوم (الثلاثاء) في مباراة مؤجلة من المرحلة الثلاثين.
ويتصدر سيتي الترتيب مع 74 نقطة، متقدماً بفارق نقطة عن ليفربول الباحث عن رباعية تاريخية، بعدما تأهل إلى نهائي كأس إنجلترا على حساب سيتي بالذات بفوزه 3 - 2، إذ استهل تحديه بالفوز بكأس الرابطة، فيما تنتظره تحديات جمة في الدوري ومسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث بلغ الدور نصف النهائي ليواجه فياريال الإسباني.
ولن تكون مهمة رجال المدرب الألماني يورغن كلوب سهلة بمواجهة فريق «الشياطن الحمر» العائد بقوة إلى سباق حجز مقعد في المسابقة الأم الموسم المقبل، بفضل ثلاثية نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو في الفوز على نوريتش سيتي 3 - 2 السبت، في المرحلة الثالثة والثلاثين، ليتقدم للمركز الخامس برصيد 54 نقطة.
واستغل يونايتد بأفضل طريقة ممكنة سقوط منافسيه المباشرين توتنهام الرابع (57) وآرسنال السادس (54 مع مباراة أقل) توالياً أمام برايتون وساوثهامبتون بالنتيجة ذاتها صفر - 1.
وتميل الأرقام لصالح ليفربول الذي لم يذُق طعم الخسارة أمام منافسه في الدوري خلال سبع مباريات، حيث حقق 4 انتصارات مقابل 3 تعادلات، آخرها فوزه الكبير ذهاباً 5 - صفر في أولد ترافورد، في حين فشل «الشياطين الحمر» في هز الشباك في «أنفيلد» في أربع من مبارياته الخمس الأخيرة، علماً بأن ثلاثاً منها انتهت بالتعادل السلبي.


رونالدو ورقة يونايتد الرابحة (أ.ب)

ويعود آخر هدف ليونايتد في مواجهاته في عقر دار ليفربول إلى ديسمبر (كانون الأول) 2018 والخسارة 1 - 3، سجله جيسي لينغارد.
ويتسلح ليفربول بسلسلة من 10 انتصارات توالياً على أرضه في «البريمييرليغ» وخسارته مرة واحدة في مبارياته الـ24 الأخيرة في مختلف المسابقات (أمام إنتر الإيطالي في دوري أبطال أوروبا)، وبتحويل «أنفيلد» إلى حصن، حيث لم يخسر على أرضه هذا الموسم في الدوري، إذ فاز في 12 مباراة وتعادل في ثلاث.
ومن المتوقع أن يجري كلوب تغييرات عديدة على تشكيلته الفائزة في نصف نهائي الكأس على سيتي، فيما سيعتمد مرة جديدة على الثنائي الهجومي المتفجر المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني.
ورغم تراجع مستوى صلاح في الفترة الأخيرة، حيث لم يسجل سوى هدف في مبارياته الـ12 الأخيرة بقميص فريقه ومنتخب «الفراعنة»، فإنه يعد مرعب «الشياطين»، إذ زار شباكه 7 مرات في مبارياته الخمس الأخيرة في مختلف المسابقات.
وسيكون ماني ورقة رابحة لليفربول أيضاً بعدما قاده للفوز على سيتي بتسجيله هدفين، فيما عاد قلب الدفاع الفرنسي الفارع الطول إبراهيما كوناتي للواجهة، بتسجيله ثلاثة أهداف في مبارياته الثلاث الأخيرة بعدما انتظر 19 مباراة لافتتاح رصيده مع ليفربول.
في الجانب الآخر، يسعى يونايتد للبناء على فوزه أمام نوريتش لمتابعة انتصاراته، علماً بأنه لم يفُز سوى بمباراتين من الثماني الأخيرة في مختلف المسابقات، مقابل ثلاثة تعادلات والعدد نفسه من الهزائم.
ويأمل المدرب الألماني رالف رانغنيك في أن يستعيد جهود مدافعه الفرنسي رافائيل فاران عقب تعافيه من إصابة طفيفة منعته من خوض المباراتين الأخيرتين، في حين يستمر غياب لوك شو والمهاجم الأوروغوياني المخضرم إدينسون كافاني. كما اطمأن المدرب الألماني على حالة نجم خط وسطه البرتغالي برونو فرنانديز الذي تعرض لحادث سير خلال انتقاله إلى ملعب التدريب أمس، وأكد يونايتد أن اللاعب لم يتعرض لأي إصابات وشارك في المران بشكل طبيعي. وعزز رونالدو آمال يونايتد بمقعد في دوري الأبطال بتسجيله الـ«هاتريك» رقم 60 في مسيرته، رافعاً رصيده إلى 15 هدفاً في الدوري هذا الموسم في 26 مباراة، كما يأمل في أن يضع حداً لفشله في التسجيل في خمس مباريات خاضها خارج معقل فريقه في عام 2022.
ولم تمنع ثلاثية رونالدو أو الانتصار على نوريتش جماهير يونايتد من صب غضبها على الفريق في ظل عدم الرضا عن الأداء وإدارة النادي. واحتج الآلاف من مشجعي يونايتد قبل المباراة أمام نوريتش مطالبين برحيل ملاك النادي، قبل أن يتعرض اللاعبون لهتافات غاضبة خلال اللقاء وبعده، بعدما فرط الفريق في تقدمه بهدفين لتصبح النتيجة 2 - 2 مع متذيل المسابقة، قبل أن ينقذ رونالدو الفريق بالهدف الثالث.
ولدى رانغنيك علاقة وطيدة بأكثر من لاعب في ليفربول منافس (اليوم)، منهم نابي كيتا الذي سبق أن وصف المدرب الألماني بأنه كان يعامله «مثل الابن»، حينما ضمه لفريق ريد بول سالزبورغ النمساوي قبل أن يضمه أيضاً لفريق لايبزيغ الألماني. كما لعب رانغنيك (63 عاماً) دوراً في مسيرة السنغالي ساديو ماني وإبراهيما كوناتي وتاكومي مينامينو، عندما بدأ هؤلاء المسيرة في ريد بول عام 2012. وبالإضافة إلى ذلك، قام رانغنيك بالتوقيع مع البرازيلي روبرتو فيرمينو عندما كان مدرباً لهوفنهايم، كما لعب المدافع جويل ماتيب تحت قيادته في شالكه الألماني. وقال رانغنيك عن ليفربول: «إنهم فريق جيد للغاية. ليس من سبيل الصدفة أن يكونوا جيدين بهذا القدر... يورغن كلوب قام ببناء هذا الفريق في ستة أعوام ونصف العام».
وأضاف: «6 أو 7 لاعبين كانوا في الفرق التي دربتها قبل أن يشتهروا».
في المقابل، يسعى سيتي، بعيداً عن الحسابات ونتائج منافسيه، للفوز في مباراته المؤجلة من المرحلة الثلاثين غداً (الأربعاء) أمام برايتون المنتشي بفوزه في مباراتيه الأخيرتين خارج أرضه أمام توتنهام وآرسنال. وقبلها، سيكون الديربي اللندني بين تشيلسي وآرسنال حاسماً في السباق على دوري الأبطال في مباراة مؤجلة من المرحلة الخامسة والعشرين.
ولم يعد آرسنال يملك ترف إهدار النقاط، إذ منذ عودة عجلة المنافسات للدوران بعد النافذة الدولية، مُني بثلاث هزائم توالياً في توقيت صعب، لذا عليه العودة بالنقاط الثلاث أمام تشيلسي الذي سيضمن بنسبة كبيرة المقعد الثالث المؤهل للمسابقة القارية الأم في حال فوزه.
ويلعب غداً أيضاً إيفرتون مع ليستر سيتي في لقاء مؤجل من المرحلة الثامنة عشرة، ونيوكاسل مع كريستال بالاس وبيرنلي مع ساوثهامبتون من المرحلة الثلاثين.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».