قرقاش: «التنمية» العنوان العريض للمرحلة المقبلة في المنطقة

أكد أهمية تغليب الأدوات السياسية على خلافات الماضي

الدكتور أنور قرقاش خلال منتدى الإعلام الإماراتي (الشرق الأوسط)
الدكتور أنور قرقاش خلال منتدى الإعلام الإماراتي (الشرق الأوسط)
TT

قرقاش: «التنمية» العنوان العريض للمرحلة المقبلة في المنطقة

الدكتور أنور قرقاش خلال منتدى الإعلام الإماراتي (الشرق الأوسط)
الدكتور أنور قرقاش خلال منتدى الإعلام الإماراتي (الشرق الأوسط)

قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، إن العنوان العريض للمرحلة المقبلة في المنطقة هو التنمية ومد جسور التعاون وتغليب الأدوات السياسية على خلافات الماضي، مشيراً إلى أن بلاده تستعد لمرحلة جديدة في مسيرتها التنموية الطموحة خلال الخمسين عاماً المقبلة، مودعة عقداً شهدت فيه المنطقة العربية كثيراً من التحديات الصعبة.
وأوضح الدكتور قرقاش أن تقدم الإمارات هو أساس مهم من أسس النجاح لمشروع الاستقرار والازدهار في المنطقة، الذي لا يمكن أن تكتمل أركانه من خلال ازدهار جزر منفصلة ومعزولة، مؤكداً أنه لا بد من إيجاد إطار تكاملي يكفل نشر هذا النجاح على مستوى المنطقة.
وجاء حديث المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات خلال منتدى الإعلام الإماراتي، الذي ينظمه بصفة دورية «نادي دبي للصحافة» تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضور الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام.
وناقش المنتدى جملة من الموضوعات المهمة التي انصبت على تحليل متطلبات تطوير منظومة العمل الإعلامي خلال المرحلة المقبلة بما يواكب سرعة المتغيرات المحيطة سواء على مستوى المنطقة أو العالم؛ حيث تحدث الدكتور قرقاش حول دور الإعلام الإماراتي خلال المرحلة المقبلة في ضوء المتغيرات الإقليمية والعالمية المحيطة، أمام جمع من قيادات المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والقنوات التلفزيونية والإذاعية ولفيف من الأكاديميين والكُتّاب والمفكرين وصنّاع الرأي، ونشطاء التواصل الاجتماعي.
وشدد الدكتور قرقاش، وهو المتحدث الرئيس لمنتدى الإعلام الإماراتي، على أهمية امتلاك السرد في التناول الإعلامي للإنجازات المتحققة على أرض الإمارات، وقال: «الإمارات قصة نجاح كبيرة نحتاج أن نملك سرد تفاصيلها»، مؤكداً الدور المحوري للإعلام الإماراتي في نقل رسالة البلاد إلى العالم والتعبير عن مواقفها الواضحة.
ولفت إلى مسؤولية الإعلام المحلي في نقل النموذج الإماراتي التنموي الطموح الذي لا يهدف فقط إلى تحقيق النجاح داخلياً، ولكنه يتطلع إلى الارتقاء بالمنطقة برمتها من خلال منظومة مشروعات طموحة والترويج لقيم التسامح والتعايش؛ حيث تبرز الحاجة إلى إيجاد منصات حوار عربية وإقليمية تخدم مرحلة تصفية الخلافات والمشكلات وتسهم في بناء مسارات جديدة للتعاون.
وتطرق إلى القوة الناعمة التي باتت اليوم من أكثر ما يميز الإمارات وتأثيرها الإيجابي، مؤكداً وجود كثير من الرموز التي نجحت في ترسيخ أسس متينة للقوة الناعمة الإماراتية، التي أصبحت من أبرز وسائل التعريف بإنجازات الدولة ونجاحاتها ونقل رسالتها إلى العالم.
من جهتها، قالت منى المرّي نائبة الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة: «تقف الإمارات اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تستعد فيها لبدء مسيرة تنموية طموحة، في وقت يموج فيه العالم بمتغيرات سريعة ومتلاحقة بأبعاد متشعبة، ما يجعل من تطوير رسالة إعلامية قوية ومؤثرة تواكب الطموح الإماراتي في التقدم المستمر ضمن مؤشرات التنافسية العالمية مطلباً أساسياً، لتأكيد حضور الإمارات الفاعل على الخريطة الدولية بكل ما تقدمه من إسهامات هدفها بناء مستقبل أفضل لشعب الإمارات وشعوب المنطقة والعالم».
وشهد المنتدى نقاشاً مهنياً اتسم بالصراحة والانفتاح حول آفاق تطوير القطاع الإعلامي في دولة الإمارات من خلال 3 مرتكزات رئيسية، هي المحتوى والشباب وأدوات ووسائل توصيل الرسالة الإعلامية؛ حيث اتفق الحضور على أهمية إيجاد رؤى جديدة يمكن من خلال النهوض بصناعة محتوى إعلامي محلي بمواصفات عالمية وفق معطيات العصر والمحركات الأساسية التي تتحكم في مستوى نجاح الوسيلة الإعلامية ومعايير هذا النجاح، وفي مقدمتها مدى الانتشار والتأثير.


مقالات ذات صلة

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

المشرق العربي جنود إسرائيليون يقودون مركباتهم في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية كما شوهد من شمال إسرائيل الأربعاء 27 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رأى موقع «بوليتيكو» أن اتفاق وقف إطلاق النار «انتصار كبير للبيت الأبيض»، وقالت «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد تذكّره بأنه وضع الشرق الأوسط على طريق تسوية دائمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.