أصدر نادي مكة المكرمة الثقافي الأدبي هذا العام (2022) الطبعة الثانية من كتاب «ابن الثقافة وأبو الرواية: حامد دمنهوري: مقالاته وشعره وقصصه» بزيادات عن الطبعة الأولى الصادرة عن النادي الأدبي بالرياض عام (2010).
مؤلف الكتاب هو الباحث الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقًا، ويمثل الكتاب فرصة لسبر أغوار الرواية السعودية، وتسليط الضوء على حامد الدمنهوري (1922 - 1965) الذي يُعّد أول روائي سعودي، وكرست روايته «ثمن التضحية» التي أصدرها عام 1959 ونشرتها دار الفكر بالرياض أول رواية سعودية.
وفي كتابه «ابن الثقافة وأبو الرواية: حامد دمنهوري» الذي صدرت مؤخراً طبعته الثانية، يشير الأكاديمي السعودي الدكتور عبد الله الحيدري إلى الظروف التي نشأ فيها مؤسس الرواية السعودية، وفي حواره مع «الشرق الأوسط» يوضح الدكتور الحيدري أهمية حامد دمنهوري في الأدب السعودي، وما الفرق بين الطبعتين؟ وريادة الدمنهوري وسبب تسميته "ابن الثقافة وأبو الرواية"، والمقصود بأدب حامد دمنهوري المعلوم وأدبه المجهول، وما أبرز مضامين كتاباته المقالية، وهل كتب القصة القصيرة أم لا، وأسئلة أخرى.
الباحث والأكاديمي السعودي الدكتور عبد الله الحيدري
> كيف تصف مكانة حامد دمنهوري الأدبية؟
- الأديب السعودي حامد حسين دمنهوري (1922 - 1965) متعدد المواهب؛ قرض الشعر، وكتب القصة، وعالج المقالة، وأبدع في الرواية، وبها عُرف أكثر من أي جنس أدبي آخر أنتج فيه، وله عملان روائيان شهيران. هما ثمن التضحية (1959)، ومرت الأيام (1963). ومن هنا فحامد دمنهوري أديب شمولي لم يقتصر في عطائه على جنس واحد، بل تنوع عطاؤه رغم حياته القصيرة التي لم تتجاوز 45 سنة.
غلاف الطبعة الأولى من الكتاب
> كيف كانت ظروف النشر التي تهيأت للدمنهوري والجيل الأدبي في أربعينات القرن الماضي؟
- إذا ما نظرنا إلى تاريخ ميلاد حامد دمنهوري، وهو عام 1922، وربطنا اسمه مع مجايليه من الأدباء الذين ولدوا في هذه السنة أو قبلها أو بعدها بقليل من مثل أحمد محمد جمال، وعبد العزيز الرفاعي، وحسن بن عبد الله القرشي، وغيرهم، وجدنا أن هذا الجيل تفتح على وجود نهضة أدبية تتسم بالشمول في الإنتاج شعراً ونثراً، مع بدء عدد من المطبوعات في الصدور والانتشار. وفي المقدمة؛ صحيفة «أم القرى»، وصحيفة «صوت الحجاز»، ومجلة «المنهل». ومن هنا وجد هذا الجيل السبل أمامه معبّدة من خلال الجيل السابق له؛ جيل محمد سرور الصبّان، وأحمد بن إبراهيم الغزّاوي، ومحمد حسن عوّاد، وعبد القدوس الأنصاري، وحمد الجاسر، وغيرهم، ووجدوا التشجيع ومنافذ النشر مشرعة، فبدأوا الكتابة في وقت مبكر، مع أنهم واجهوا مشكلة توقف الصحف خلال الحرب العالمية الثانية في المدة (1939 - 1945)، ولكن هذا التوقف ربما أسهم في تكوين ثقافتهم من خلال القراءة المكثّفة والاطلاع، ومتابعة أحداث الحرب، وكل هذه روافد لا يستهان بها...
رواية الدمنهوري الأولى التي اعتبرت أول رواية سعودية (ثمن التضحية)
> ما السمات الفنية للأدب الذي نبغ فيه دمنهوري والجيل الأدبي المعاصر له؟
- من السمات البارزة في أدب جيل حامد دمنهوري؛ التنوع والشمول في الإنتاج الكتابي، وهي مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة التجريب والمغامرة؛ لأن عدداً منهم لم يتضح له المجال الأنسب الذي يمكن من خلاله أن يبدع؛ ولذلك لم يقتصر عطاؤه الكتابي على جنس أدبي واحد، وإنما حاول أن يطرق معظم الأجناس الأدبية، فها هو عبد العزيز الرفاعي يكتب الشعر، والمقالة، والقصة أحياناً، وها هو أحمد محمد جمال يُصدر ديواناً من الشعر في وقت مبكر، ويكتب المقالة، وها هو حسن القرشي يكتب الشعر والقصة والمقالة، ومن هنا لم يكن بالغريب أن يجرّب حامد دمنهوري قلمه في أكثر من مجال متأثراً بجيله، ومستجيباً لنداء الصحافة التي تطلب مدّها بأي مادة تصلح للنشر.
غلاف الطبعة الثانية
> كيف أثّرت إقامة دمنهوري في مصر على تطوره الأدبي؟
- واضح من خلال مسيرة حامد دمنهوري أنه كان هاوياً للكتابة في وقت مبكّر من حياته، وربما كانت من أهم العوامل التي أسهمت في ذلك، إلى جانب موهبته، إقامته في مصر للدراسة الجامعية 5 سنوات في المدة (1939 - 1946) تقريباً؛ حيث درس في دار العلوم بالقاهرة، وحصل منها على الدبلوم، ثم على الشهادة الجامعية من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، فهذه الإقامة في اثنتين من أهم المدن الثقافية العربية شكّلت جوانب مهمة من ثقافة حامد دمنهوري في مسارين؛ المسار المنهجي المتمثل في الدراسة الجامعية، والمسار الثقافي الحر المتمثل في اقتناء الكتب وقراءتها، ولقاء الأدباء والمثقفين، وحضور الندوات الأدبية، والمناقشات الثقافية، والعروض المسرحية، ومعارض الكتب، وغيرها. وكان هذا الجو الثقافي الثري وقوداً فعّالاً أسهم في تشكيل روح حامد دمنهوري المتوثبة الراغبة في رفع مستوى الوطن؛ تعليمياً وثقافياً، وهو ما ظهر بشكل مباشر في مقالاته، وبشكل غير مباشر في روايتيه.
> ما أبرز الأسباب التي دعتك إلى إعادة طباعة الكتاب مرة ثانية عن طريق نادي مكة المكرّمة الثقافي الأدبي؟ وما أبرز الفروق بين الطبعتين الأولى والثانية؟
- أبرز الأسباب؛ نفاد النسخ، وأبرز الإضافات في هذه الطبعة الجديدة العثور على 3 قصائد لحامد دمنهوري، وإضافتها إلى شعره، ليرتفع عدد القصائد إلى 9 قصائد بدلاً من 6 في الطبعة الأولى، والقصائد المضافة هي؛ أمنية، وإغراء، وأضغاث أحلام. ومن الإضافات؛ تحديث القائمة الببليوغرافية، ورفدها بمواد جديدة، واستدراك بعض الأخطاء الطباعية، وإضافة بعض المعلومات إلى سيرته الذاتية.
أما اختيار نادي مكة تحديداً لإصدار هذه الطبعة الجديدة، فلأن حامد دمنهوري من أبناء مكة المكرمة، ومعظم أحداث روايته «ثمن التضحية» في مكة؛ ولذلك رحّب النادي كثيراً بإعادة طباعة الكتاب، وأجدها فرصة لتقديم الشكر لرئيس النادي أ. د. حامد الربيعي، وزملائه في مجلس الإدارة.
حامد دمنهوري
> وصفتَ دمنهوري في عنوان الكتاب بأنه «أبو الرواية وابن الثقافة»، فماذا تقصد بهذا العنوان؟
- يكتسب هذا الكتاب عنوانه من زاويتين شكّلتا شخصية حامد دمنهوري؛ الأولى، عمله الثقافي المتواصل مدة تزيد على ربع قرن، وتسنمه مناصب مهمة في الجانب الثقافي، والأخرى شهرته الروائية الكبيرة، وأهمية أعماله في البناء الروائي في المملكة، وكونها البداية الفعلية للرواية الفنية.
> ورد في مقدمة كتابك وصف أدب حامد دمنهوري، بأن «بعضه معلوم، وبعضه شبه مجهول»، فماذا تقصد؟
- أدب حامد دمنهوري شبه المجهول هو إنتاجه المجموع لأول مرة في هذا الكتاب، وهو إنتاجه الشعري، والمقالي، وفي القصة القصيرة. أما أدبه المعلوم فهو الرواية، ومنها اكتسب شهرته الواسعة، وبخاصة روايته «ثمن التضحية» التي تُرجمت إلى عدد من اللغات الحية مثل؛ الإنجليزية، والروسية، والصينية، ولقيت اهتماماً نقدياً كبيراً؛ لكونها أهم منعطف في الرواية السعودية، وبها يُؤرخ لبدء الرواية الفنية في المملكة العربية السعودية؛ ولهذا وُصف حامد دمنهوري من قبل بعض النقاد بأنه أبو الرواية.
> ما بداية كتابات حامد دمنهوري في الصحافة قبل التأليف؟ وما نصيب الشعر في حياته؟
- بالاطلاع على إنتاج حامد دمنهوري، نلحظ أنه كان مهيأً ثقافياً فور عودته من الابتعاث، بدليل أننا بدأنا نقرأ إنتاجه في عام 1947. وهو العام الذي عاد فيه إلى الوطن، ومن أقدم النصوص التي بين أيدينا قصيدته «فجر» التي ألقاها أمام الملك فيصل رحمه الله عندما كان نائباً عن والده في الحجاز، وذلك في الحفل الذي أُقيم بحي جرول بمكة المكرّمة في 9 صفر من عام 1366هـ (1947)، ومطلعها...
لاحَ الصباحُ وفي يديه ضياؤه
وعلى أزاهره طغتْ أشذاؤه
إلى أن يقول...
هذا الحجازُ وفي جوانحه الهوى
يهفو إليكَ وفي يديكَ لواؤه
> هل ترك دمنهوري تراثاً شعرياً؟
- دمنهوري شاعر مقلّ جداً، وكل ما استطعت العثور عليه من شعره 9 قصائد فقط، وتواريخ نظمها قديمة تمثل بواكير أدبه، وسبق نشر معظمها في الصحف المحلية، ثم أعاد نشرها بعض مؤلفي كتب المختارات، وبالتحديد صالح جمال حريري في كتابه «من وحي البعثات السعودية» الصادر في عام 1949، وعبد السلام طاهر الساسي في كتابه «شعراء الحجاز في العصر الحديث» الصادر في عام 1950. ويبدو أن حامد دمنهوري انصرف عن الشعر في وقت مبكر، إذ لا نجد له قصائد نشرت في أخريات حياته، إضافة إلى أن القصائد المنشورة في كتابي الحريري والساسي تعود إلى ما قبل عام 1950، أي قبل وفاته بـ15 عاماً.
> هل ثمة سبب - برأيك - لانصرافه عن الشعر؟
- ربما يكون من أسباب انصرافه عن الشعر ميله إلى السرد أكثر من الشعر، وبخاصة أن روايته الأولى «ثمن التضحية» الصادرة في عام 1959م لقيت ترحيباً كبيراً في الأوساط الأدبية والنقدية.
> ماذا عن فن المقالة لديه؟ وهل توافر لك عند الجمع عدد كبير منها؟
- أخلص حامد دمنهوري لفن المقالة، ومارس كتابتها منذ عام 1947، حتى العام الذي توفي فيه، وهو عام 1965. وقد نشرت جريدة البلاد السعودية أول مقالة له في عام 1947، وعنوانها «نشأة شعر الكونيات في الأدب العربي»، ثم مقالة أخرى بعنوان «قال الأولون» في العام نفسه، ومقالة ثالثة بعنوان «التأليف المدرسي المفقود» في العام الذي يليه، وهو «1948». وهذه المقالات المبكّرة كتبها بين سن الـ26 والـ27 فقط، وربما كانت له محاولات سابقة لم نعثر عليها، أو نشرت إبان دراسته الجامعية في مصر.
وأول ملحوظة يمكن أن تذكر في سياق النظر إلى هذه المقالات الثلاث؛ أن الأولى كان فيها أسيراً لقراءته في كتب التراث، ومن هنا اعتمد في أفكارها على كتاب الأغاني، وربما كانت المقالة في أصلها نواة بحث قدمه في الجامعة. أما المقالتان الأخريان فقد بدت شخصيته الكتابية واضحة، إذ طرح أفكاراً جديدة بناها من خلال مشاهداته وعمله التربوي، وظهرت أصالته فيهما. ويظهر أن الصدى الذي أحدثته المقالتان شجعه لتنويع منافذ النشر، فانتقل بقلمه إلى مجلة المنهل فنشر فيها بحثاً مكوناً من 3 حلقات عن الأمثال العامية وعلاقتها باللغة العربية عام 1959، ثم عاد إلى التراث مرة أخرى بكتابة بعض المقالات في مجلة المنهل. منها؛ الشاعر الأمير، والعرجي شاعر الغزل، ولم ينسَ الهم التربوي فكتب بضع مقالات في جريدة البلاد السعودية. منها؛ معلم المدرسة المفترى عليه، ورسالة المعلم في عصر الذرة.
وهذه المرحلة التي تمتد من عام 1947 إلى عام 1953، ومدتها 7 سنوات، يمكن أن نطلق عليها مرحلة «التجريب والتثقيف»، وتتسم بمحاولة إثبات الوجود وممارسة الكتابة جنباً إلى جنب مع زملائه ومجايليه، مع حرص على التنويع في الموضوعات بين تراثية ومعاصرة.
> كم عدد المقالات التي نشرها في تلك الفترة؟
أصدر نادي مكة المكرمة الثقافي الأدبي هذا العام (2022) الطبعة الثانية من كتاب «ابن الثقافة وأبو الرواية... حامد دمنهوري... مقالاته وشعره وقصصه» بزيادات عن الطبعة الأولى الصادرة عن النادي الأدبي بالرياض عام 2010. مؤلف الكتاب هو الباحث الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقاً. ويمثل الكتاب فرصة لقراءة تاريخ الرواية السعودية، وتسليط الضوء على حامد دمنهوري (1922 - 1965) الذي يُعّد أول روائي سعودي، واعتُبرت روايته «ثمن التضحية» التي أصدرها عام 1959 ونشرتها دار الفكر بالرياض، أول رواية سعودية. ويوضح الدكتور الحيدري في حوار مع «الشرق الأوسط»، أهمية حامد دمنهوري في الأدب السعودي، وما الفرق بين الطبعتين، وريادة دمنهوري وسبب تسميته «ابن الثقافة وأبو الرواية»، والمقصود بأدب حامد دمنهوري المعلوم، وأدبه المجهول، وما أبرز مضامين كتاباته المقالية.
- عدد المقالات 35 مقالة رُتبت في الكتاب بحسب أقدميتها في النشر، وأولها مقالته «نشأة شعر الكونيات في الأدب العربي» المنشورة في جريدة البلاد السعودية 1947، وعمره 26 سنة، وآخرها مقالته «العالم الصغير» المنشورة عام 1972، أي بعد وفاته. وقد نشرت مقالاته في عدد من الصحف والمجلات السعودية. هي مجلة المنهل، ومجلة المعرفة، وجريدة البلاد السعودية، وجريدة اليمامة، وجريدة الندوة. ولجريدة اليمامة نصيب الأسد منها، إذ نشر فيها 16 مقالة خلال عامي 1963 و1964. ومعظمها في زاويته الثابتة «تجارب الآخرين».
> حسب رصد الكاتب للسياق التاريخي، نلاحظ هناك فترة توقف وانقطاع لدى حامد دمنهوري عن الكتابة... ألم يكن منتظماً فيها؟
- نعم، توقف حامد دمنهوري عن الكتابة الصحافية 4 سنوات في المدة (1954 - 1957)، ففي هذه السنوات لم نعثر على نصوص مقالية منشورة له، والسبب الرئيس في نظري انغماسه في العمل عندما كلّف عام 1953 مديراً عاماً للثقافة بوزارة المعارف في العام الذي أعلن فيه عن قيام الوزارة، ثم وكيلاً للوزارة للشؤون الثقافية حتى وفاته، ويظهر أن وزارة المعارف في مستهل نشأتها كانت مثقلة بأعباء كثيرة وعمل مكثف وزيارات ميدانية واجتماعات لا تتوقف، فكان هذا فيما يبدو سبباً لتوقف دمنهوري عن الكتابة الصحافية، ثم ما لبث بعد أن استقرت الأمور في الوزارة أن عاد إلى معشوقته الكتابة بدءاً من عام 1959 عندما نشر روايته «ثمن التضحية» على حلقات في جريدة حراء، وأصدرها في كتاب في العام نفسه، ثم كتب سلسلة من المقالات. منها؛ جيل المستقبل، وصحفنا مطالبة بتكوين الشخصية السعودية، والثقافة للجميع، والنصف الآخر يواجه الحياة، والإذاعة ودورها الثقافي.، وراق له أن يتخذ زاوية أسبوعية جعل عنوانها «من تجارب الآخرين»، ونشر 10 حلقات عامي 1963 و1964.
> هل يمكن تصنيف حامد دمنهوري أنه كاتب تنويري؟
- بالاطلاع على إنتاجه المقالي نلحظ رغبته في التنوير والتثقيف والتغيير من خلال نقله لتجارب الأمم المتقدمة ونقد بعض السلوكيات في مجتمعه.
وحين ندرس المرحلة التي تتميز بغزارة الإنتاج لديه، وشهدت ولادة روايته الثانية «ومرت الأيام» عام 1963 فإنه يمكن أن نطلق عليها مرحلة «التنوير»؛ لأن حامد دمنهوري في طرحه الأدبي على مستوى الرواية والكتابة المقالية كان ينشد تغييراً وإصلاحاً مجتمعياً، وجاءت أفكاره مشبعة بحماسة وطنية للرقي بالوطن والمواطنين في التعليم والسلوك والثقافة، وأبرز ما تتضح أفكاره في هذا السياق في زاويته «من تجارب الآخرين» التي ألحّ من خلالها على أهمية الاستفادة من المنجزات الناجحة على مستوى العالم ونقلها إلى بلادنا، سواء في الصناعة والتقدم، أو في السلوك، كالاهتمام بالوقت والعناية بالنظافة، وتطبيق النظام واحترامه، وإذا كان من تعليل لغزارة إنتاج حامد دمنهوري في هذه المرحلة فإننا يمكن أن نضع أيدينا على أكثر من سبب. في المقدمة؛ النضج الثقافي والفكري، وارتباطه العملي بالصحافة مشرفاً على مجلة المعرفة، وعضواً بمؤسسة اليمامة الصحافية، وإلحاح الصحف والمجلات عليه للكتابة، والنجاح الكبير الذي أحدثته روايته «ثمن التضحية».