عسيري لـ («الشرق الأوسط»): الحوثيون خرقوا الهدنة.. وننتظر توجيهات القيادة السياسية

قال إن المتمردين اشتكبوا مع المقاومة في عدن وتعز ومأرب والضالع

يمنيون ينقلون مواد غذائية في شوارع عدن أمس في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية (أ.ف.ب)
يمنيون ينقلون مواد غذائية في شوارع عدن أمس في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية (أ.ف.ب)
TT

عسيري لـ («الشرق الأوسط»): الحوثيون خرقوا الهدنة.. وننتظر توجيهات القيادة السياسية

يمنيون ينقلون مواد غذائية في شوارع عدن أمس في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية (أ.ف.ب)
يمنيون ينقلون مواد غذائية في شوارع عدن أمس في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية (أ.ف.ب)

أكد العميد أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك توجيهات من القيادة السياسية في دول التحالف، في ضبط النفس إلى أقصى درجاته، وذلك بعد تجاوزات من الميليشيات الحوثية في خرق الهدنة التي بدأت، مساء أول من أمس، مشيرًا إلى أن هناك اشتباكات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية، وقعت في عدن وتعز والضالع ومأرب، إضافة إلى سقوط مقذوفات في منطقتي نجران وجازان.
وأوضح العميد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، في اتصال هاتفي، أن الميليشيات الحوثية فاقدة للمصداقية، حيث ننفذ عمليات عسكرية بمراقبة المجال الجوي اليمني، من دون عمليات قتالية، كون أنه لا يوجد مراقبة على الأرض، وأن الحوثيين فاقدون المصداقية، حيث تبيّن لنا أن الحوثيين لم يلتزموا بالهدنة التي بدأت، مساء أول من أمس.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف، إن قوات التحالف تنتظر التوجيه على المستوى السياسي في استمرار الهدنة من عدمها، ثم المستوى العسكري يبدأ بالتنفيذ، وذلك بعد 24 ساعة من التقييم، حيث لا تزال قوات التحالف تلتزم بأقصى درجات ضبط النفس، في ظل اختراق الحوثيين للهدنة.
وأشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أن إحساس مسؤولية قوات التحالف لدى الشعب اليمني أعلى من الميليشيات الحوثية، وبالتالي نسعى إلى وصول تلك المساعدات الإغاثية والطبية إلى المستفيدين، من دون أن يكون هناك استغلال لفرصة الهدنة، أو القيام بعمليات قتالية من قبل الحوثيين ضد المقاومة الشعبية.
ولفت العميد عسيري إلى أن الميليشيات الحوثية، دخلت أمس مدينة لودر، وقامت بعمليات قتالية في عدن والضالع ومأرب وتعز، وذلك بعد ساعات من بدء الهدنة المقررة.
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف، أن السفن التي تدخل المياه الإقليمية اليمنية، لا بد من تفتيشها، وهو أمر قرار أممي وحكومي من الدولة الشرعية نفسها، وأن المزايدات لا تأتي بنتيجة، وقال: «إذا كان لدى السفينة الإيرانية مواد إغاثية، عليها أن تسلمها إلى الأمم المتحدة في جيبوتي من أجل التفتيش، حيث إن هناك قرارا أمميا، وحكومة شرعية فرضت الحظر على المياه الإقليمية اليمنية، ولا تريد أحد أن يعبر المياه إلا بعد أن يتم تفتيشها، وأن المفتشين من قبل الأمم المتحدة، لهم الحق بزيارة السفن والتفتيش».
من جهة أخرى، أوضح مصدر مسؤول في وزارة الدفاع، أنه في تمام الساعة العاشرة صباحًا أمس (الأربعاء)، سقطت مقذوفات في منطقتي نجران وجازان، كما تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر الميليشيا الحوثية ولم يكن هناك أي إصابات، ولله الحمد.
وأكد المصدر أن موقف القوات المسلحة السعودية، كان ضبط النفس التزاما بالهدنة الإنسانية التي قررتها قوات تحالف عملية «إعادة الأمل».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.