غروندبيرغ في عدن للبناء على الهدنة اليمنية

وسط اتهامات للحوثيين بتصعيد الخروق العسكرية في مختلف الجبهات

وزير الخارجية اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي لليمن بعد عودته من صنعاء أول من أمس (سبأ نت)
وزير الخارجية اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي لليمن بعد عودته من صنعاء أول من أمس (سبأ نت)
TT

غروندبيرغ في عدن للبناء على الهدنة اليمنية

وزير الخارجية اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي لليمن بعد عودته من صنعاء أول من أمس (سبأ نت)
وزير الخارجية اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي لليمن بعد عودته من صنعاء أول من أمس (سبأ نت)

على وقع الانتهاكات الحوثية المتصاعدة للهدنة القائمة في اليمن، وصل المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ أمس (الاثنين) إلى العاصمة المؤقتة عدن، ضمن مساعيه للبناء على هدنة الشهرين التي يأمل أن تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار، مع الشروع في التحضير لمشاورات سلام دائم تطوي صفحة الانقلاب الحوثي المستمر للسنة الثامنة.
وفي حين يرتقب أن يجري المبعوث الأممي لقاءات مع قادة الحكومة اليمنية والأطراف الفاعلة بمن فيهم أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، كان قد التقى في الرياض رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك.
وبحسب ما ذكره الحساب الرسمي لمكتب المبعوث الأممي على «تويتر» ناقش اللقاء مع الرئيس العليمي «تنفيذ اتفاق الهدنة»، كما اتفقا على «أهمية البناء على الهدنة من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع من خلال التفاوض».
وفي لقاء المبعوث مع وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، ذكرت المصادر الرسمية أنه بحث مع الأخير «مجمل التطورات على الساحة اليمنية وسبل المحافظة على الهدنة بمساراتها المختلفة وبصورة خاصة فتح طرق مدينة تعز المحاصرة».
ونقلت وكالة «سبأ» أن بن مبارك «شدد على ضرورة فتح الطرق والممرات من وإلى مدينة تعز باعتبارها إحدى أولويات الهدنة ومطلبا إنسانيا للتخفيف على ملايين السكان المحاصرين منذ سبعة أعوام».
وتحدث الوزير اليمني «عن مخاطر خروق الميليشيات الحوثية للهدنة، وحرص الحكومة على تثبيتها كنافذة للأمل بالسلام»، وشدد «على منع استغلال الحوثيين للهدنة لإعادة حشد القوات وتنفيذ استحداثات عسكرية تهدد بانهيار وقف إطلاق النار المؤقت».
وتطرق الوزير بن مبارك إلى الدور الحكومي في إطلاق سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، والجهود المبذولة لتشغيل الرحلات من وإلى مطار صنعاء بالتنسيق مع السلطات المعنية في الدول المستقبلة، مؤكدا حرص القيادة السياسية ممثلة برئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بالجهود الدبلوماسية لإيقاف نزيف الدم اليمني، وإنهاء معاناة اليمنيين وتحقيق تطلعاتهم بالأمن والاستقرار. وجاءت تحركات المبعوث الأممي في الرياض ومغادرته إلى عدن غداة عودة الحكومة والبرلمان وعدد من قادة مجلس القيادة الرئاسي إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق لعقد جلسة البرلمان لأداء أعضاء المجلس اليمين الدستورية ومنح الثقة لحكومة.
وإذ يأمل غروندبيرغ أن تسفر مساعيه عن حدوث اختراق على صعيد التوافق على إطار لإطلاق مشاورات سلام دائم بناء على الهدنة الهشة القائمة منذ الثاني من أبريل (نيسان) تسود المخاوف في الأوساط اليمنية من تعنت الميليشيات الحوثية وعدم جديتها في تحقيق السلام، بخاصة مع جملة الشروط التي وضعتها الجماعة على المبعوث الأممي أثناء زيارته إلى صنعاء، إضافة إلى الخروق العسكرية المستمرة للهدنة وعمليات التحشيد باتجاه مأرب.
وكانت الهدنة الأممية التي وافق عليها الأطراف تقضي بوقف الأعمال العدائية البرية والجوية والبحرية، مع السماح بدخول 18 سفينة من الوقود إلى الحديدة وتسيير رحلتين تجاريتين أسبوعيا من وإلى مطار صنعاء إلى العاصمة المصرية القاهرة والعاصمة الأردنية عمان، غير أن الترتيبات لا تزال مستمرة مع العاصمتين لتسيير الرحلات التي ترى الميليشيات الحوثية في تأخرها إخلالا بالهدنة، وفق ما جاء في تغريدة للمتحدث باسمها محمد عبد السلام فليتة.
ومع التفاؤل الموجود في الشارع اليمني بعودة القيادات السياسية والحكومية إلى عدن، وما يعنيه ذلك من إمكانية الشروع في معالجة ملفات الخدمات والأمن ورواتب الموظفين وإصلاح المؤسسات، يخشى المراقبون من انقلاب الميليشيات الحوثية على التهدئة بخاصة في ظل التقارير اليومية التي تفيد بحدوث عشرات الخروق.
وفي أحدث هذه التقارير أفاد الإعلام العسكري التابع للجيش اليمني بأن الميليشيات تواصل خروقها للهدنة في كافة جبهات القتال، حيث رصدت قوات الجيش الوطني، يوم السبت 16 أبريل، ارتكاب الميليشيا الحوثية 87 خرقاً.
وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية في تقرير له، أن 29 خرقا حدثت في جبهات محور تعز، و24 في محور البرح غرب تعز وفي حيس جنوب الحديدة، و12 في جبهات جنوب مأرب وغربها وشمالها الغربي، و18 في جبهات حرض وبني حسن غرب محافظة حجة، وأربعة خروق في جبهات شرق الجوف.
وأشار التقرير إلى أن الخروق شملت محاولتي تسلل لمجاميع حوثية مسلحة أحبطتهما القوات المسلحة الأولى باتجاه مواقع عسكرية في الأعيرف جنوب مأرب، والثانية باتجاه مواقع عسكرية في الجبهة الشرقية بمحور تعز، إضافة إلى عمليات قنص متكررة نفذتها الميليشيا الحوثية على مواقع قوات الجيش في جبهة حرض غرب محافظة حجة، وأسفرت إحداها عن إصابة أحد الجنود.
وبحسب التقرير العسكري، تنوعت بقية الخروق بين إطلاق نار متواصل من قبل الميليشيا الحوثية على مواقع قوات الجيش في كافة الجبهات المذكورة بالمدفعية والعيارات المختلفة وبالطائرات المسيرة، إضافة إلى استمرارها في الدفع بالتعزيزات بخاصة إلى جبهات القتال جنوب مأرب وتحديدا في مديرية الجوبة.
وفيما اتهم الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بأنها أطلقت طيرانا مسيرا للاستطلاع في معظم الجبهات، تشير بعض التقارير الميدانية إلى أن الميليشيات الحوثية ارتكبت نحو ألفي انتهاك للهدنة منذ بدء سريانها.
ورغم هذه الخروق، لا تزال الأمم المتحدة ومبعوثها غروندبيرغ تصف الهدنة بالصامدة، مع السعي لتنفيذ بقية البنود التي نص عليها الاتفاق لا سيما فتح المعابر بين المناطق الخاضعة للحوثيين والأخرى الخاضعة للحكومة اليمنية، وفك الحصار عن مدينة تعز.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مع ترمب المرحلة المقبلة في ظل وجود مذكرة صادرة من مجلس القضاء الأعلى في العراق بالقبض على ترمب بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن». ورأى الموسوي، وهو نائب عن «الإطار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة». وأضاف: «ترمب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق»، لافتاً إلى أن «زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة الجنود الأميركان في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة الأنبار، لكن العراق سيتعامل مع ترمب بشكل طبيعي».

الجنرال الإيراني قاسم سليماني (أ.ب)

وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية تصريحه قائلاً: «في حال زار ترمب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ لتلك المذكرة بشكل حقيقي بحق ترمب».

أبو مهدي المهندس (أ.ف.ب)

يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أعلن صدور أوامر قبض بحق ترمب على خلفية أوامر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 2021. وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن «القرار يستند إلى أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ»، مؤكداً أن «إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب».

القضاء العراقي وأزمة تطبيق القانون

قانونياً، وطبقاً لما أكده الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإأن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص سواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي».

وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هنا هي التي تطبق وهي ولاية القضاء العراقي»، مبيناً أن «إصدار أمر قبض بحق ترمب في وقتها وفق مذكرة القبض الصادرة من القضاء العراقي وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجراء من الناحية القانونية صحيحاً».

مركبة محترقة في مطار بغداد أصابها أحد الصواريخ الثلاثة (خلية الإعلام الأمني)

ورداً على سؤال بشأن تنفيذ المذكرة، يقول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول الدولي بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية، والثانية هي انضمام العراق إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1948 وهي تحاكم الأشخاص بمختلف الجرائم، ومنها جرائم العدوان التي تنطبق على عملية الاغتيال التي نُفذت بأمر ترمب وفقاً للمادة 6 من قانون هذه المحكمة التي تتطلب دخول العراق فيها أولاً». وأوضح التميمي أنه «مع كل هذه الإجراءات القانونية، لكن ترمب في النهاية أصبح رئيس دولة وهو يتمتع بالحصانة وفقاً اتفاقية فيينا».

أول المهنئين لترمب

وفي الوقت الذي تبدو عودة ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية مقلقة لبعض الأوساط العراقية، إلا أن العراق الرسمي كان من أول المهنئين؛ إذ هنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ترمب، وتطلع إلى أن «تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على تعزيز الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه والحوار البنَّاء في المنطقة»، كما هنَّأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، معرباً عن أمله في «تعزيز العلاقات الثنائية» خلال «المرحلة الجديدة». وكتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين». كما أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني كانا أول المهنئين لترمب؛ نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط الأكراد مع الجمهوريين. وكتب نيجرفان بارزاني على منصة «إكس» قائلاً: «أتقدم بأحرّ التهاني إلى الرئيس ترمب ونائب الرئيس المنتخب فانس على فوزهما في الانتخابات». وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز شراكتنا وتعميق العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة».

أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فقد عبّر من جهته إلى أهمية «تعميق الشراكة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».

اقرأ أيضاً