الحكومة اللبنانية بصدد تطوير سياستها تجاه أزمة اللاجئين وتطالب بدعم المجتمع الدولي

وزارة العمل تتحدث عن «أرقام مخيفة» على صعيد مزاحمة السوريين للعمال اللبنانيين

الحكومة اللبنانية بصدد تطوير سياستها تجاه أزمة اللاجئين وتطالب بدعم المجتمع الدولي
TT

الحكومة اللبنانية بصدد تطوير سياستها تجاه أزمة اللاجئين وتطالب بدعم المجتمع الدولي

الحكومة اللبنانية بصدد تطوير سياستها تجاه أزمة اللاجئين وتطالب بدعم المجتمع الدولي

أعلن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس أمس أن الحكومة اللبنانية «عندما أوقف قبول النازحين السوريين كانت التخمة قد بلغت مداها»، مشيرًا إلى أن الحكومة بصدد تطوير سياستها تجاه الأزمة، في حين تفاقمت آثار اللجوء السوري على مستوى البطالة في لبنان، بعد ارتفاعها إلى 25 في المائة، وسط انتقادات لقيود فرضتها الحكومة على دخول اللاجئين السوريين، إضافة إلى «قيود» فرضتها وزارة العمل لتنظيم العمالة السورية.
وأوضح وزير العمل اللبناني سجعان قزي أن لبنان «يفرض شروطًا على العمالة السورية، وليس قيودًا»، مؤكدًا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الشروط «تنسجم مع جميع القرارات الدولية المرتبطة بتنظيم العمالة الأجنبية، ومع قوانين العمل في جميع بلدان العالم». ويكرر مسؤولون لبنانيون أن تأثير اللجوء السوري على سوق العمل اللبناني تضاعف منذ عام 2012 مع ازدياد أعداد اللاجئين حتى فاق مليون لاجئ في لبنان.
وقال قزي إن التأثير «طال اليد العاملة اللبنانية والمؤسسات وأصحاب العمل على حد سواء»، موضحًا أن فرص العمل في السوق المحلية «تضاءلت أمام اليد العاملة اللبنانية، ما رفع نسبة البطالة في لبنان، منذ عام 2012، إلى 25 في المائة، تبلغ نسبة الشباب منهم 36 في المائة»، مشيرًا إلى أن العاطلين عن العمل «تضاعف عددهم إلى 346 ألف لبناني». وأشار إلى «أرقام مخيفة» على صعيد مزاحمة العمال السوريين للبنانيين في سوق العمل، قائلاً إن «مليونًا و170 ألف لبناني يعيشون اليوم تحت خط الفقر في لبنان، وهي أرقام المنظمات الدولية التي رصدت ذلك». وأوضحت الحكومة اللبنانية أمس أنه لم تنظر إلى النازحين السوريين «إلا كإخوة اقتلعتهم المجزرة المتمادية من ديارهم وحقولهم ودساكرهم»، كما قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام في المؤتمر السنوي لجامعة الحكمة وعنوانه «النازحون السوريون ومستقبل لبنان: التداعيات والتحديات»، مشيرًا إلى أن اللجوء السوري «استهلك بنانا التحتية وجعل من اقتصادنا مريضا لا تأتيه العناية الفائقة، وأضعف حدودنا البرية، وجعل نسبة غير اللبنانيين القاطنين معنا نصف عدد الشعب اللبناني»، لافتًا إلى أن هذا الواقع «غير مسبوق في العالم وفي التاريخ، فتصدينا للأزمة ورسمنا سياسة للحكومة أقرت بإجماع الوزراء»، مشيرًا إلى «أننا الآن بصدد تطوير هذه السياسة مستفيدين من تمثلنا لأصناف هذه الوليمة الفكرية الدسمة». وقال: «نحن شركاء العرب في هذه المحنة وشركاء العالم أيضا»، طالبًا المؤازرة «اللازمة أولا من إخوتنا العرب الذين يبذلون منحهم بوساطة المنظمات الدولية والمؤسسات غير الحكومية». كما توجه إلى دول العالم «التي تبدي تعاطفها معنا وتظهر الرغبة في استقبال أعداد من الإخوة السوريين الموجودين عندنا، الانتباه إلى أن أعداد الذين استقبلتهم قد يوازي موسم سنة من الولادات. ونلفت إلى أن لبنان عندما أوقف قبول النازحين كانت التخمة قد بلغت مداها فيما لم يتخم البحر المتوسط بعد من جثث الغرقى الذين يحاولون اللجوء إلى أوروبا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.