غياب الرئيس العراقي.. ورطة سياسية أم فراغ دستوري؟

جدل في بغداد بشأن تفسير القانون.. وغضب في أربيل لغياب المعلومات عن وضع طالباني الصحي

غياب الرئيس العراقي.. ورطة سياسية أم فراغ دستوري؟
TT

غياب الرئيس العراقي.. ورطة سياسية أم فراغ دستوري؟

غياب الرئيس العراقي.. ورطة سياسية أم فراغ دستوري؟

مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية بالعراق في الثلاثين من أبريل (نيسشان) المقبل، فإن السؤال الأبرز الذي يدور في الأذهان سرا مرة وعلانية مرة أخرى هو: ماذا عن استمرار غياب رئيس الجمهورية الذي دخل عامه الثاني؟
ومع أن منصب رئيس الجمهورية في العراق ذا طبيعة تشريفاتية إلى حد كبير، إلا أنه يعد حارسا للدستور الذي حباه صلاحيات حصرية عندما جرى التصويت عليه أواخر عام 2005. كما أن الطبيعة التوافقية للحكم في العراق تجعل من وجود رئيس للجمهورية، في سياق تداخل السلطات والصلاحيات أحيانا، أمرا ضروريا، حيث إن الرئيس جزء من السلطة التنفيذية التي تتكون من الحكومة (مجلس الوزراء ومجلس الرئاسة) في الدورة الانتقالية (2005 - 2010)، ومجلس الوزراء ورئيس الجمهورية في الدورة الأولى (2010 - 2014).

استنادا إلى حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أكد القيادي الكردي البارز فؤاد معصوم، رئيس كتلة «التحالف الكردستاني» في البرلمان العراقي وأحد الآباء المؤسسين لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» مع جلال طالباني عام 1975، أنه «رغم أن نائب الرئيس يحل محل الرئيس طبقا للدستور في حالة غيابه، وهي الحالة التي عليها الرئيس جلال طالباني الآن، فإنه من الناحية العملية هناك إخلال بمبدأ التوافق في الدولة، حيث إن طالباني لا يمارس المنصب منذ أكثر من سنة، كما أنه لا يوجد نائب سني للرئيس (بعد الحكم على طارق الهاشمي غيابيا بالإعدام)، بينما هناك الآن نائب واحد (خضير الخزاعي ينتمي إلى حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي)، بينما المنصب من الناحية العملية هو من حصة الكرد».
وحيث إن المنصب لم يخرج حتى الآن من حصة الكرد لأن رئيس الجمهورية لا يزال من الناحية النظرية هو جلال طالباني، فإن الدكتور معصوم يلمح، على ما يبدو، إلى أن بقاء هذا الوضع دون معرفة مصير الرئيس أمر قد يكون مربكا لكل الأطراف، بما في ذلك الطرف الكردي، وفي المقدمة منه حزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني) الذي خسر الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إقليم كردستان، حيث حلت حركة التغيير الكردية (كوران) التي يتزعمها نائب طالباني السابق نوشيروان مصطفى في المرتبة الثانية بعد «الحزب الديمقراطي الكردستاني» الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس الإقليم.
وحول الوضع الصحي لطالباني، يقول الدكتور معصوم إن «ما نعرفه، سواء كنا قيادات في (الاتحاد الوطني) أو في عموم الشارع الكردي والعراقي عموما، هو ما ينقله المقربون منه، وهم في المقدمة عائلته وطبيبه الخاص محافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم»، مشيرا إلى «إننا نتلقى تطمينات بشأن وضعه الصحي، لكنه ومع مرور هذه الفترة الطويلة على وجوده في ألمانيا، فإن درجة تلقي العلاج بطيئة وتحتاج إلى وقت».
وبشأن الجدل السياسي والدستوري حول وضع منصب رئيس الجمهورية وهل هو في حالة «خلو» أم «غياب»، قال معصوم: «الدستور العراقي ينص على أن يحل نائب الرئيس محله في حالة غيابه.. وفي غياب تقرير طبي يؤكد طبيعة الحالة الصحية للرئيس، فإن المنصب في حالة غياب يملؤه نائب الرئيس». ويمضي في هذا الاتجاه القيادي الكردي برهان محمد فرج، عضو البرلمان العراقي عن كتلة «التحالف الكردستاني»، حيث أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «البلاد - وكما يقول رجال القانون - ليست في حالة فراغ دستوري حتى نخشى ما نخشاه.. بل كل شيء يمضي بشكل طبيعي مع وجود نائب للرئيس تنتقل الصلاحيات إليه».
غير أن فرج أشار من زاوية أخرى إلى أن «غياب طالباني خلف فراغا سياسيا كبيرا، أثر بشكل كبير في مجمل الأوضاع في العراق عموما». وأضاف أن «الجميع الآن بدأ يدرك كيف كان طالباني مظلة للجميع، ولو كان موجودا لتمكن من جمع المتناقضين، ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه»، مؤكدا أن «من يقول إن منصب رئيس الجمهورية في العراق رمزي أو تشريفاتي، نقول له إن هذا صحيح من الناحية النظرية، ولكنه لا ينطبق على شخصية مثل شخصية جلال طالباني، ولذلك فإن غيابه سياسي وليس دستوريا».
أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد عامر الجميلي، أكد بدوره لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب طالباني يمثل في الواقع ورطة سياسية كبرى للعراق وليس مسألة دستورية، لأن المؤسسات الدستورية في العراق لم تكتمل ولم تترسخ بعد إلى الدرجة التي تجعل كل طرف يعرف حدود دوره طبقا للدستور». ويضيف الجميلي قائلا إن «هناك تداخلا في السلطات وتنازعا في الصلاحيات، مما يجعل كل شيء في البلاد محكوم بالتوافق، الذي هو التسمية المخففة للمحاصصة التي بنيت عليها العملية السياسية في البلاد». ويرى الجميلي أن «غياب طالباني ورطة للأكراد من حيث إن حزبه دخل في أزمة سياسية حادة بعد أن حولت زوجة طالباني القضية إلى مسألة عائلية بحتة، وهو ورطة للعرب السنة لأنهم لا يريدون في هذه المرحلة خلق مشكلة مع الأكراد تتعلق بمنصب الرئيس وهم لديهم تفاهمات جيدة معهم، ولكن المستفيد الوحيد من هذا الغياب هو رئيس الوزراء نوري المالكي، لأن القائم بأعمال الرئاسة قيادي بـ(دولة القانون) التي يتزعمها المالكي، ومن هنا فإنه من الناحية العملية فإن المالكي يدير من طرف خفي مؤسسة الرئاسة أيضا».

* المخفي والمعلوم

* وبينما تجنب قياديون في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» الخوض في الحديث عن غياب طالباني القسري عن المشهد السياسي في العراق وإقليم كردستان بسبب المرض الذي ألم به أواخر عام 2012، فإن القيادي في حركة التغيير (كوران) وعضو البرلمان العراقي لطيف مصطفى أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب الرئيس طالباني له تأثير سياسي وليس دستوريا، لأن صلاحياته المحدودة أصلا يمكن أن تدار من قبل نائبه، لكنه كشخصية كبيرة كان يلعب خلال وجوده دور المظلة للجميع وكان يقدم خبرته كسياسي متمرس وما يمتلكه من حنكة بما يفيد العملية السياسية، وهي أمور يجب أن تقال بتجرد».
وردا على سؤال بشأن ما يقال عن أن حركة التغيير هي المستفيد الأكبر من غياب طالباني بصفتها خرجت من رحمه وتتمتع الآن بثقل كبير في كردستان، قال مصطفى إن «حركة التغيير لم تستفد أبدا من غياب طالباني، لأنها انبثقت من صميم الجماهير وكانت موجودة خلال وجود مام جلال في السلطة، ولكنها استفادت من الأخطاء الكبيرة في الإقليم على أصعدة الفساد والمحاصصة وتقسيم السلطة بين الحزبين وما أدى إليه ذلك من تراكم الأخطاء»، مشيرا إلى أن «المسألة معكوسة، وهي أن غياب طالباني وابتعاده هما الذان أثرا في حزبه وليس حركة التغيير».
وفي إطار حكاية المخفي والمعلوم في غياب طالباني، وهو أحد أبرز قيادات المعارضة العراقية لنظام الرئيس السابق صدام حسين وأحد القادة التاريخيين للحركة الكردية، فإن قياديا كرديا، فضل عدم ذكر اسمه، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «تضارب المعلومات عن صحة الرئيس جلال طالباني أمر لم يعد مقبولا على كل المستويات، حيث لا أحد يعرف ما المصلحة التي تخفيها عائلته وطبيبه الخاص الذي هو محافظ كركوك التي تبعد عن ألمانيا آلاف الكيلومترات ومع ذلك يعلن بين فترة وأخرى معلومات عن صحة الرئيس، قوامها أنه في تحسن دائم».
ويضيف القيادي الكردي أن «هناك على ما يبدو اتفاقا بين عائلة الرئيس والدكتور نجم الدين على مثل هذا الأمر الذي لم يعد يخدم أحدا في العراق بشكل عام أو في إقليم كردستان». ويتابع قائلا إنهم «قالوا قبل فترة إنه يتجول في ألمانيا، وفي الوقت الذي نقول فيه كيف هم وحدهم يعرفون أنه يتجول في ألمانيا، فإنه أما كان الأجدى أن يرفقوا ذلك بفيلم فيديو من باب المصداقية، بل حتى الصور التي سبق لهم أن نشروها ليست محل اطمئنان».
ويتساءل القيادي الكردي: «إذا كان يستطيع أن يتجول، فلماذا لم يرفع سماعة الهاتف ويطمئن حزبه، حيث وصلت الخلافات بين قيادييه الكبار إلى درجة تهدد وحدته». ويعيد القيادي الكردي إلى الأذهان ما قيل عن التمديد لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من أن «الرئيس اتصل هاتفيا وقال إنه موافق على التمديد، فإذا كان قادرا على الموافقة على التمديد لبارزاني، فلماذا لم يقل أي كلمة بخصوص ما يحصل لـ(الاتحاد الوطني)؟».

* الدستور حمال الأوجه

* بين «الخلو» و«الغياب» تأتي المسافة التي يتحرك فيها رجال القانون وخبراء الدستور في العراق. غير أن المفارقة اللافتة للنظر أنه كلما مضت الأيام، فإن الاهتمام بصحة طالباني ومرضه يقل تدريجيا. ويبدو أن لذلك أسبابا كثيرة، في المقدمة منها أن قضية طالباني، وبعد أن رفضت عائلته كل محاولات التدخل أو الاستفسار أو حتى القبول بزيارته إلى مشفاه في ألمانيا، تحولت قضيته إلى قضية حزبية وعائلية مزدوجة في إقليم كردستان. ففي بغداد حيث إن منصب رئيس الجمهورية، باستثناء كونه الحارس على الدستور، فإن المشكلة تكاد تكون في الدستور المختلف عليه. ولما كان اهتمام العراقيين بالدستور قد تراجع بعد أن ثبت أنه لم يسهم في حل القضايا والأزمات بسبب الخلافات العميقة حوله، فإن اهتمامهم بصحة الرئيس أو مرضه لم يعد قضية محورية. لكن الأمر في إقليم كردستان مختلف تماما. فطالباني هو الأمين العام لـ«الاتحاد الوطني الكردستاني»، وزوجته التي تمسك وحدها بملف صحته، بمعاونة طبيبه الخاص وعضو المكتب السياسي لـ«الاتحاد الوطني» ومحافظ كركوك نجم الدين كريم، هي الأخرى عضو بالمكتب السياسي للحزب ولعلها ثالث ثلاثة في قيادة الحزب بعد غياب الرئيس؛ وهم كل من كوسرت رسول علي، وبرهم صالح، وهيرو إبراهيم أحمد. وبينما لا يوجد حل في كردستان حتى على صعيد إمكانية عقد مؤتمر الحزب لتحديد مستقبله في ظل استمرار غياب زعيمه، فإن الأمر في بغداد تحول إلى خلاف دستوري، حيث إن هناك رأيين في هذا الإطار. فهناك رأي يقول إن المنصب ليس في حالة «خلو» ما دامت الصلاحيات تتحول تلقائيا إلى نائب الرئيس، حيث يقول الخبير القانوني طارق حرب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «رئيس الجمهورية الآن بحكم الغائب عن ممارسة سلطاته بسبب المرض، ومن ثم فإن نائبه يتحمل المسؤولية الدستورية بالنيابة عنه، حيث إن صلاحياته تنتقل طوعيا إلى النائب. ومن هنا فإننا طبقا للمادة 72 من الدستور، فإننا لسنا في حالة فراغ دستوري»، مشيرا إلى أن «هذه الصلاحيات هي المصادقة على أحكام الإعدام وإصدار المراسيم الجمهورية وغيرها من الصلاحيات، ولكن لو كنا في حالة فراغ دستوري فإنه لا بد في غضون شهر من تحمل رئيس مجلس النواب مسؤولية رئيس الجمهورية يجري انتخاب رئيس جديد».
لكن المستشار القانوني أحمد العبادي له رأي آخر في هذه القصة، حيث يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الدستور واضح في مثل هذه الأمور، ولكن لا ينبغي اجتزاؤه، بل هو حالة متكاملة». ويضيف العبادي أن «المادة 72 من الدستور تنص وفي الفقرة (ج) منها على أنه في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سبب من الأسباب (لم يحدد الدستور المرض أو غيره)، فإنه يجري انتخاب رئيس جديد لإكمال المدة المتبقية لولاية رئيس الجمهورية». ويشير العبادي إلى أنه «عند استبدال رئيس الجمهورية، فإن المادة 75 حددت ذلك بما يلي (أولا: تقديم استقالته إلى رئيس البرلمان. ثانيا: يحل نائب رئيس الجمهورية محل الرئيس عند غيابه. ثالثا: يحل نائب الرئيس محل الرئيس عند خلو منصبه لأي سبب كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جمهورية جديد خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من تاريخ الخلو. رابعا: في حال خلو منصب الرئيس، يحل رئيس مجلس النواب محل الرئيس في حال عدم وجود نائب له على أن يجري انتخاب رئيس جديد خلال 30 يوما»، واصفا «ما يحصل الآن إنما هو خرق دستوري وليس مجرد فراغ دستوري».

* فتش عن إيران

* استنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من شخصية كردية على صلة بمواقع قريبة من صناع القرار الأكراد، فإن الرئيس جلال طالباني، الذي تعددت الروايات بشأن وضعه الصحي، شخصية طموحة جدا ويحب الحياة، حيث إنه طبقا لهذه الشخصية «كان يتمتع بصحة جيدة، لا سيما خلال الفترة الانتقالية من رئاسته، ولكنه خلال الدورة الحالية التي توشك على الانتهاء، فإن الحظ لم يحالفه، حيث إنه قضى معظم هذه الفترة بين المشافي العالمية من (مايو كلينك) بالولايات المتحدة إلى مشفاه الحالي في ألمانيا، بل حتى حين يكون وضعه الصحي مستقر فإنه كان يقضي فترات طويلة في منتجع دوكان بمحافظة السليمانية».
وتضيف هذه الشخصية أن «طالباني، وإن كان ربما أدرك أنه قد لا يحصل على فترة رئاسية ثالثة التي لا يقرها الدستور العراقي، إلا أنه قدم خدمة كبرى لرئيس الوزراء نوري المالكي حين وقف صيف عام 2011 ضد عملية سحب الثقة منه بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى، وهي العملية التي اشترك فيها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم (القائمة العراقية) قبل انشقاقها إياد علاوي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر».
وفي وقت كان فيه المجتمعون في أربيل قدموا طلبا إلى الرئيس طالباني بسحب الثقة لكي يرفعه بدوره إلى البرلمان، فإنه تراجع في اللحظات الأخيرة. لكن زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي كشف في لقاء تلفزيوني عن أنه حين سأل طالباني عن رفضه طلب سحب الثقة عن المالكي قال: «إن إيران هي التي ضغطت علي ومنعتني من تقديم طلب سحب الثقة».
الرئيس طالباني، لم يرد حتى الآن ولو عن طريق طبيبه الخاص، الذي قال إنه يتجول في ألمانيا، عما قاله الجلبي. ولعله لن يرد لا على الجلبي ولا على أي أمر آخر يتعلق بفترة تاريخية عصيبة عاشها طالباني بكل تفاصيلها. وفي الوقت الذي كان فيه طالباني يخطط، طبقا لما كشفته الشخصية الكردية، أن «يعيش أكثر من 90 سنة، يقضي الشطر الأكبر منها بعد انتهاء فترته الرئاسية الحالية في كتابة مذكراته التي لا بد أنها ستكون - لو كتبت بخط يده - وثيقة تاريخية في غاية الأهمية».
وحيث إن الأعمار والمقادير بيد الله، فإن المؤشرات كلها تدل على أن الفترة الرئاسية لطالباني سوف تنتهي عند نهاية انتخابات أبريل المقبل في العراق بكل آمالها وآلامها، فإن ما يبدو الأكثر إيلاما أنه لم يعد بعد ذاك من يسأل: أين الرئيس؟ وقد تميط زوجته وطبيبه الخاص عن الحقيقة مهما كانت مرة.

* مسلسل أحداث
* انتخب طالباني، (80 سنة)، رئيسا لمرحلة انتقالية في أبريل (نيسان) 2005، مما جعله أول رئيس كردي في تاريخ البلاد.
* أعيد انتخابه في أبريل 2010 لولاية ثانية لأربع سنوات. وبعدما ركز في ولايته الأولى على التهدئة مع جارتي العراق سوريا وإيران اللتين كانت تتهمهما الولايات المتحدة بدعم التمرد في العراق، عمل طالباني خلال ولايته الثانية على إبقاء الحوار مفتوحا بين الفرقاء السياسيين في ظل صراع مستمر على السلطة.
* أواخر عام 2012 أصيب الرئيس جلال طالباني بوعكة صحية، تصورها الكثيرون أول الأمر أنها طارئة، نقل على أثرها إلى مستشفى مدينة الطب ببغداد، لكنه وبعد أيام قلائل وبعد أن أعلن الفريق الطبي الذي جاء من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيران قرر أن ينقل إلى ألمانيا لاستكمال العلاج.
* بعد مرور أكثر من سنة، لم يستكمل الرئيس علاجه. وفي وقت قيل إنه في حالة موت سريري، فإن الفوضى التي غرق فيها العراق جعلته يعيش هو الآخر في حالة موت سريري.



فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟
TT

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية، بقيادة ميشال بارنييه، في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)، على رأس الحكومة الجديدة. يأتي قرار التعيين في الوقت الذي تعيش فيه فرنسا أزمة برلمانية حادة بسبب غياب الأغلبية وهشاشة التحالفات، مما يضفي على الحياة السياسية جواً من عدم الاستقرار والفوضى. كان هذا القرار متوقَّعاً حيث إن رئيس الوزراء الجديد من الشخصيات المعروفة في المشهد السياسي الفرنسي، والأهم أنه كان عنصراً أساسياً في تحالف ماكرون الوسطي وحليف الرئيس منذ بداية عهدته في 2017. تساؤلات كثيرة رافقت إعلان خبر التعيين، أهمها حظوظ رئيس الوزراء الجديد في تحقيق «المصالحة» التي ستُخرِج البلاد من الأزمة البرلمانية، وقدرته على إنقاذ عهدة ماكرون الثانية.

أصول ريفية بسيطة

وُلِد فرنسوا بايرو في 25 مايو (أيار) عام 1951 في بلدة بوردار بالبرينيه الأطلسية، وهو من أصول بسيطة، حيث إنه ينحدر من عائلة مزارعين، أباً عن جدّ. كان يحب القراءة والأدب، وهو ما جعله يختار اختصاص الأدب الفرنسي في جامعة بوردو بشرق فرنسا. بعد تخرجه عمل في قطاع التعليم، وكان يساعد والدته في الوقت ذاته بالمزرعة العائلية بعد وفاة والده المفاجئ في حادث عمل. بدأ بايرو نشاطه السياسي وهو في سن الـ29 نائباً عن منطقة البرانس الأطلسي لسنوات، بعد أن انخرط في صفوف حزب الوسط، ثم رئيساً للمجلس العام للمنطقة ذاتها بين 1992 و2001. إضافة إلى ذلك، شغل بايرو منصب نائب أوروبي بين 1999 و2002. وهو منذ 2014 عمدة لمدينة بو، جنوب غربي فرنسا، ومفتّش سامٍ للتخطيط منذ 2020.

شغل بايرو مهام وزير التربية والتعليم بين 1993 و1997 في 3 حكومات يمينية متتالية. في 2017 أصبح أبرز حلفاء ماكرون، وكوفئ على ولائه بحقيبة العدل، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد 35 يوماً فقط، بسبب تورطه في تحقيق يتعلق بالاحتيال المالي. ومعروف عن فرنسوا بايرو طموحه السياسي، حيث ترشح للرئاسة 3 مرات، وكانت أفضل نتائجه عام 2007 عندما حصل على المركز الثالث بنسبة قاربت 19 في المائة.

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف (إ.ب.أ)

شخصية قوية وعنيدة

في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون: كيف ضغط رئيس (الموديم) على إيمانويل ماكرون»، كشفت صحيفة «لوموند» أن رئيس الوزراء الجديد قام تقريباً بليّ ذراع الرئيس من أجل تعيينه؛ حيث تشرح الصحيفة، بحسب مصادر قريبة من الإليزيه، أن بايرو واجه الرئيس ماكرون غاضباً، بعد أن أخبره بأنه يريد تعيين وزير الصناعة السابق رولان لوسكور بدلاً منه، واستطاع بقوة الضغط أن يقنعه بالرجوع عن قراره وتعيينه هو على رأس الحكومة.

الحادثة التي نُقلت من مصادر موثوق بها، أعادت إلى الواجهة صفات الجرأة والشجاعة التي يتحّلى بها فرنسوا بايرو، الذي يوصف أيضاً في الوسط السياسي بـ«العنيد» المثابر. ففي موضوع آخر نُشر بصحيفة «لوفيغارو» بعنوان: «فرنسوا بايرو التلميذ المصاب بالتأتأة يغزو ماتنيون»، ذكرت الصحيفة أن بايرو تحدَّى الأطباء الذين نصحوه بالتخلي عن السياسة والتعليم بسبب إصابته وهو في الثامنة بالتأتأة أو الصعوبة في النطق، لكنه نجح في التغلب على هذه المشكلة، بفضل عزيمة قوية، واستطاع أن ينجح في السياسة والتعليم.

يشرح غيوم روكيت من صحيفة «لوفيغارو» بأنه وراء مظهر الرجل الريفي الأصل البشوش، يوجد سياسي محنّك، شديد الطموح، بما أنه لم يُخفِ طموحاته الرئاسية، حيث ترشح للرئاسيات 3 مرات، و«لن نكون على خطأ إذا قلنا إنه استطاع أن يستمر في نشاطه السياسي كل هذه السنوات لأنه عرف كيف يتأقلم مع الأوضاع ويغيّر مواقفه حسب الحاجة»، مذكّراً بأن بايرو كان أول مَن هاجم ماكرون في 2016 باتهامه بالعمل لصالح أرباب العمل والرأسماليين الكبار، لكنه أيضاً أول مع تحالف معه حين تقدَّم في استطلاعات الرأي.

على الصعيد الشخصي، يُعتبر بايرو شخصية محافظة، فهو أب لـ6 أطفال وكاثوليكي ملتزم يعارض زواج المثليين وتأجير الأرحام، وهو مدافع شرس عن اللهجات المحلية، حيث يتقن لهجته الأصلية، وهي اللهجة البيرينية.

رجل الوفاق الوطني؟

عندما تسلّم مهامه رسمياً، أعلن فرنسوا بايرو أنه يضع مشروعه السياسي تحت شعار «المصالحة» ودعوة الجميع للمشاركة في النقاش. ويُقال إن نقاط قوته أنه شخصية سياسية قادرة على صنع التحالفات؛ حيث سبق لفرنسوا بايرو خلال الـ40 سنة خبرة في السياسة، التعاون مع حكومات ومساندة سياسات مختلفة من اليمين واليسار.

خلال مشواره السياسي، عمل مع اليمين في 1995، حيث كان وزيراً للتربية والتعليم في 3 حكومات، وهو بحكم توجهه الديمقراطي المسيحي محافظ وقريب من اليمين في قضايا المجتمع، وهو ملتزم اقتصادياً بالخطوط العريضة لليبيراليين، كمحاربة الديون وخفض الضرائب. وفي الوقت ذاته، كان فرنسوا بايرو أول زعيم وسطي يقترب من اليسار الاشتراكي؛ أولاً في 2007 حين التقى مرشحة اليسار سيغولين رويال بين الدورين الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية للبحث في تحالف، ثم في 2012 حين صنع الحدث بدعوته إلى التصويت من أجل مرشح اليسار فرنسوا هولاند على حساب خصمه نيكولا ساركوزي، بينما جرى العرف أن تصوّت أحزاب الوسط في فرنسا لصالح اليمين.

ومعروف أيضاً عن رئيس الوزراء الجديد أنه الشخصية التي مدّت يد المساعدة إلى اليمين المتطرف، حيث إنه سمح لمارين لوبان بالحصول على الإمضاءات التي كانت تنقصها لدخول سباق الرئاسيات عام 2022، وهي المبادرة التي تركت أثراً طيباً عند زعيمة التجمع الوطني، التي صرحت آنذاك قائلة: «لن ننسى هذا الأمر»، كما وصفت العلاقة بينهما بـ«الطيبة». هذه المعطيات جعلت مراقبين يعتبرون أن بايرو هو الأقرب إلى تحقيق التوافق الوطني الذي افتقدته الحكومة السابقة، بفضل قدرته على التحدث مع مختلف الأطياف من اليمين إلى اليسار.

ما هي حظوظ بايرو في النجاح؟رغم استمرار الأزمة السياسية، فإن التقارير الأولية التي صدرت في الصحافة الفرنسية توحي بوجود بوادر مشجعة في طريق المهمة الجديدة لرئيس الوزراء. التغيير ظهر من خلال استقبال أحزاب المعارضة لنبأ التعيين، وعدم التلويح المباشر بفزاعة «حجب الثقة»، بعكس ما حدث مع سابقه، بارنييه.

الإشارة الإيجابية الأولى جاءت من الحزب الاشتراكي الذي عرض على رئيس الوزراء الجديد اتفاقاً بعدم حجب الثقة مقابل عدم اللجوء إلى المادة 3 - 49 من الدستور، وهي المادة التي تخوّل لرئيس الحكومة تمرير القوانين من دون المصادقة عليها. الاشتراكيون الذين بدأوا يُظهرون نيتهم في الانشقاق عن ائتلاف اليسار أو «جبهة اليسار الوطنية» قد يشكّلون سنداً جديداً لبايرو، إذا ما قدّم بعض التنازلات لهم.

وفي هذا الإطار، برَّر بوريس فالو، الناطق باسم الحزب، أسباب هذا التغيير، بالاختلاف بين الرجلين حيث كان بارنييه الذي لم يحقق حزبه أي نجاحات في الانتخابات الأخيرة يفتقد الشرعية لقيادة الحكومة، بينما الأمر مختلف نوعاً ما مع بايرو. كما أعلن حزب التجمع الوطني هو الآخر، وعلى لسان رئيسه جوردان بارديلا، أنه لن يكون هناك على الأرجح حجب للثقة، بشرط أن تحترم الحكومة الجديدة الخطوط الحمراء، وهي المساس بالضمان الصحّي، ونظام المعاشات أو إضعاف اقتصاد البلاد.

يكتب الصحافي أنطوان أوبردوف من جريدة «لوبنيون»: «هذه المرة سيمتنع التجمع الوطني عن استعمال حجب الثقة للحفاظ على صورة مقبولة لدى قاعدته الانتخابية المكونة أساساً من كهول ومتقاعدين قد ترى هذا الإجراء الدستوري نوعاً من الحثّ على الفوضى».

كما أعلن حزب اليمين الجمهوري، على لسان نائب الرئيس، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن اليمين الجمهوري سيمنح رئيس الحكومة الجديد شيئاً من الوقت، موضحاً: «سننتظر لنرى المشروع السياسي للسيد بايرو، ثم نقرر». أما غابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق عن حزب ماكرون، فأثنى على تعيين بايرو من أجل «الدفاع على المصلحة العامة في هذا الظرف الصعب».

أما أقصى اليسار، الممثَّل في تشكيلة «فرنسا الأبية»، إضافة إلى حزب الخضر، فهما يشكلان إلى غاية الآن الحجر الذي قد تتعثر عليه جهود الحكومة الجديدة؛ فقد لوَّحت فرنسا الأبية باللجوء إلى حجب الثقة مباشرة بعد خبر التعيين، معتبرة أن بايرو سيطبق سياسة ماكرون لأنهما وجهان لعملة واحدة.

فرانسوا بايرو يتحدث في الجمعة الوطنية الفرنسية (رويترز)

أهم الملفات التي تنتظر بايرو

أهم ملف ينتظر رئيس الوزراء الجديد الوصول إلى اتفاق عاجل فيما يخص ميزانية 2025؛ حيث كان النقاش في هذا الموضوع السبب وراء سقوط حكومة بارنييه. وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن الميزانية الجديدة والمصادقة عليها قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024، لولا سقوط الحكومة السابقة، علماً بأن الدستور الفرنسي يسمح بالمصادقة على «قانون خاص» يسمح بتغطية تكاليف مؤسسات الدولة وتحصيل الضرائب لتجنب الشلّل الإداري في انتظار المصادقة النهائية. أوجه الخلاف فيما يخّص القانون تتعلق بعجز الميزانية الذي يُقدَّر بـ60 مليار يورو، الذي طلبت الحكومة السابقة تعويضه بتطبيق سياسة تقشفية صارمة تعتمد على الاقتطاع من نفقات القطاع العمومي والضمان الاجتماعي، خاصة أن فرنسا تعاني من أزمة ديون خانقة حيث وصلت في 2023 إلى أكثر من 3200 مليار يورو. الرفض على المصادقة قد يأتي على الأرجح من اليسار الذي يطالب بإيجاد حل آخر لتغطية العجز، وهو رفع الضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء. وكان فرنسوا بايرو من السياسيين الأكثر تنديداً بأزمة الديون، التي اعتبرها مشكلة «أخلاقية» قبل أن تكون اقتصادية؛ حيث قال إنه من غير اللائق أن «نحمّل أجيال الشباب أخطاء التدبير التي اقترفناها في الماضي».

الملف الثاني يخص نظام المعاشات، وهو ملف يقسم النواب بشّدة بين اليمين المرحّب بفكرة الإصلاح ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة، إلى اليسار الذي يرفض رفع سنّ التقاعد، معتبراً القانون إجراءً غير عادل، وبالأخص بالنسبة لبعض الفئات، كذوي المهن الشاقة أو الأمهات.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد شهدت حركة احتجاجات شعبية عارمة نتيجة إقرار هذا القانون، وبالأخص بعد أن كشفت استطلاعات الرأي أن غالبية من الفرنسيين معارضة له. صحيفة «لكبرس»، في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون ماذا كان يقول عن المعاشات» تذكّر بأن موقف رئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع كان متقلباً؛ فهو في البداية كان يطالب بتحديد 60 سنة كحّد أقصى للتقاعد، ثم تبنَّى موقف الحكومة بعد تحالفه مع ماكرون.

وعلى طاولة رئيس الوزراء الجديد أيضاً ملف «الهجرة»؛ حيث كان برونو ريتيلو، وزير الداخلية، قد أعلن عن نصّ جديد بشأن الهجرة في بداية عام 2025، الهدف منه تشديد إجراءات الهجرة، كتمديد الفترة القصوى لاحتجاز الأجانب الصادر بحقهم أمر بالترحيل أو إيقاف المساعدات الطبية للمهاجرين غير الشرعيين. سقوط حكومة بارنييه جعل مشروع الهجرة الجديد يتوقف، لكنه يبقى مطروحاً كخط أحمر من قِبَل التجمع الوطني الذي يطالب بتطبيقه، بعكس أحزاب اليسار التي هددت باللجوء إلى حجب الثقة في حال استمرت الحكومة الجديدة في المشروع. وهذه معادلة صعبة بالنسبة للحكومة الجديدة. لكن محللّين يعتقدون أن الحكومة الجديدة تستطيع أن تنجو من السقوط، إذا ما ضمنت أصوات النواب الاشتراكيين، بشرط أن تُظهر ليونة أكبر في ملفات كالهجرة ونظام المعاشات، وألا تتعامل مع كتلة اليمين المتطرف.

إليزابيث بورن (أ.ف.ب)

بومبيدو

دوفيلبان

حقائق

رؤساء الحكومة الفرنسيون... معظمهم من اليمين بينهم سيدتان فقط


منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، ترأَّس حكومات فرنسا 28 شخصية سياسية، ينتمي 8 منها لليسار الاشتراكي، بينما تتوزع الشخصيات الأخرى بين اليمين الجمهوري والوسط. ومن بين هؤلاء سيدتان فقط: هما إيديت كريسون، وإليزابيث بورن.هذه قائمة بأشهر الشخصيات:جورج بومبيدو: ترأَّس الحكومة بين 1962 و1968. معروف بانتمائه للتيار الوسطي. شغل وظائف سامية في مؤسسات الدولة، وكان رجل ثقة الجنرال شارل ديغول وأحد مقربيه. عيّنه هذا الأخير رئيساً للوزراء عام 1962 ومكث في منصبه 6 سنوات، وهو رقم قياسي بالنسبة لرؤساء حكومات الجمهورية الخامسة. لوران فابيوس: ترأَّس الحكومة بين 1984 و1986. ينتمي للحزب الاشتراكي. شغل منصب وزير المالية، ثم وزيراً للصناعة والبحث العلمي. حين عيّنه الرئيس الراحل فرنسوا ميتران كان أصغر رئيس وزراء فرنسي؛ حيث كان عمره آنذاك 37 سنة. شغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الوطنية. تأثرت شعبيته بعد محاكمته بوصفه مسؤولاً عن الحكومة في قضية الدم الملوّث الذي راح ضحيته أكثر من 4 آلاف فرنسي. كما تكرر اسمه في مفاوضات الملف النووي الإيراني.جاك شيراك: إضافة لوظيفته الرئاسية المعروفة، ترأَّس جاك شيراك الحكومة الفرنسية مرتين: المرة الأولى حين اختاره الراحل فاليري جيسكار ديستان وكان ذلك بين 1974 و1976، ثم إبان عهدة الرئيس فرنسوا ميتران بين 1986 و1988. شغل مناصب سامية، وتقلّد مسؤوليات عدة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، حيث كان عمدة لمدينة باريس، ورئيس حزب التجمع الجمهوري اليميني، ووزيراً للزراعة.دومينيك دوفيلبان: شغل وظيفة رئيس الحكومة في عهدة الرئيس جاك شيراك بين 2005 و2007، وكان أحد مقربي الرئيس شيراك. كما شغل أيضاً حقيبة الخارجية ونال شعبية كبيرة بعد خطابه المعارض لغزو العراق أمام اجتماع مجلس الأمن في عام 2003. حين كان رئيس الوزراء، أعلن حالة الطوارئ بعد أحداث العنف والاحتجاجات التي شهدتها الضواحي في فرنسا.فرنسوا فيون: عيّنه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في منصب رئيس الوزراء بين 2007 و2012، وهو بعد بومبيدو أكثر الشخصيات تعميراً في هذا المنصب. شغل مناصب وزارية أخرى حيث كُلّف حقائب التربية، والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والعمل. أصبح رسمياً مرشح حزب الجمهوريون واليمين والوسط للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، وأُثيرت حوله قضية الوظائف الوهمية التي أثّرت في حملته الانتخابية تأثيراً كبيراً، وانسحب بعدها من الحياة السياسية.