وفد أوكراني يناقش في واشنطن عواقب الغزو الروسي

مدينة ماريوبول ستحتاج إلى مبالغ كبيرة لإعادة بنائها (رويترز)
مدينة ماريوبول ستحتاج إلى مبالغ كبيرة لإعادة بنائها (رويترز)
TT

وفد أوكراني يناقش في واشنطن عواقب الغزو الروسي

مدينة ماريوبول ستحتاج إلى مبالغ كبيرة لإعادة بنائها (رويترز)
مدينة ماريوبول ستحتاج إلى مبالغ كبيرة لإعادة بنائها (رويترز)

تشهد الولايات المتحدة زيارة متوقعة لكبار المسؤولين الأوكرانيين إلى واشنطن، وذلك لإجراء اجتماعات مع نظرائهم الأميركيين على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وذلك لمناقشة تأثير الغزو الروسي على أوكرانيا والاقتصاد العالمي. ومن المقرر أن يضم الوفد الأوكراني نائب رئيس الوزراء دنيس شميهال، سيرهي مارشينكو وزير المالية، وكيريلو شيفتشينكو محافظ البنك المركزي الأوكراني، ومن المتوقع أن تؤثر الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي تلتها ضد روسيا على النمو الاقتصادي العالمي هذا العام، حيث تتعامل البلدان في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتعطل إمدادات الطاقة.
فيما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شخص مطلع، أنه من المتوقع أن يشارك كبار المسؤولين الروس أيضاً في اجتماعات الربيع، ولم يتضح ما إذا كان أي مسؤول روسي من المستوى الأدنى سيحضر شخصياً.
كما سيشارك المسؤولون الأوكرانيون في اجتماع مائدة مستديرة حول الأزمة في أوكرانيا سيستضيفه البنك الدولي يوم الخميس القادم، وسيكون اجتماع يوم الخميس بمثابة طاولة مستديرة أكثر من مؤتمر المانحين، رغم أن كلاً من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد أنشأوا حسابات منفصلة للتمكن من معالجة التبرعات وترحيلها، ومن المتوقع الإعلان عن تعهدات إضافية الأسبوع المقبل.
وبدا واضحاً الاتحاد الداخلي الأميركي في وجه الغزو الروسي لأوكرانيا، فالتحركات الغربية التي تكاد تكون من أقوى وأسرع الردود على الصعيد الدولي، لم تظهر قوة اتحاد الدول الغربية أمام الغزو الروسي لأوكرانيا فقط، بل استطاعت توحيد القطاعات والمؤسسات الأميركية كذلك، إذ يعتقد العديد من المراقبين أن الفرعين التنفيذي والتشريعي في البلاد متفقان على أسس الرد والتعامل مع الأزمة.
وبالنظر إلى الاستجابة العالمية لهذه الحرب، يكاد يكون معظم الدول الغربية متفقة على معاقبة روسيا وإنزال «وابل» من العقوبات الاقتصادية عليها، والتي تهدف إلى «إرهاق كاهل» الاقتصاد الروسي وشل قدرات الكرملين لإيقاف الماكينة الحربية، واندمج الغرب حول «استراتيجية عقوبات متماسكة» تبع ذلك عدة شرائح من العقوبات، ومن الملاحظ أنه في غضون أسابيع، تجاوزت روسيا كوريا الشمالية وإيران لتصبح «الدولة الأكثر معاقبة».
يذكر أن الولايات المتحدة كثفت جهودها على كافة الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية، وكذلك التشريعية لمساعدة أوكرانيا في الحرب التي تواجهها البلاد من قبل الغزو الروسي، إذ بلغ مجموع المساعدات العسكرية حتى الآن ملياري دولار. ولطالما أكد مشرعون في الكونغرس، أن تمرير إجراءات تشريعية لمساعدة أوكرانيا، سيكون إشارة أكبر لدعم أميركا لأوكرانيا، حيث يمكن للرئيس أن يفعل الكثير من خلال الإجراءات التنفيذية، لكن المشرعين الذين يصوغون مشاريع القوانين ويمررونها يجعلون الإجراءات ثابتة. بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع الرئيس بوتين الآن الاعتماد على الكونغرس المنقسم لإضعاف عزيمة أميركا، فقد وحدت أفعاله في أوكرانيا المتنافسين السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس.


مقالات ذات صلة

مسؤول روسي: موسكو قد تعدّل عقيدتها النووية

أوروبا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (رويترز)

مسؤول روسي: موسكو قد تعدّل عقيدتها النووية

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا ستجري تعديلات على عقيدتها النووية رداً على أفعال الغرب بشأن النزاع في أوكرانيا.

أوروبا قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي (رويترز)

قائد الجيش الأوكراني: الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي

قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، اليوم (الأحد)، إن الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي، ولكن تم اتخاذ جميع القرارات اللازمة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجلس داخل مقصورة طائرة «إف - 16» بالدنمارك في 20 أغسطس (آب) 2023 (أ.ب)

زيلينسكي يطلب ضوءاً أخضر أميركياً لشن ضربات أعمق في روسيا

كثف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغوط على الولايات المتحدة للسماح لكييف بالتوغل في عمق الأراضي الروسية، بعد أن التقى ممثلوه بمسؤولين أميركيين كبار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة نشرها حساب حاكم منطقة ساراتوف لمبنى تضرر إثر هجوم بمسيرات أوكرانية الاثنين الماضي (إ.ب.أ)

«الدفاع» الروسية تعلن إسقاط 158 مسيرة أوكرانية

أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 158 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق 15 منطقة روسية ليلاً بينها اثنتان فوق العاصمة موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)

قضاة فرنسيون سيحددون الخطوة التالية في التحقيق مع مؤسس «تلغرام»

بافيل دوروف مالك ومؤسس «تلغرام» (رويترز)
بافيل دوروف مالك ومؤسس «تلغرام» (رويترز)
TT

قضاة فرنسيون سيحددون الخطوة التالية في التحقيق مع مؤسس «تلغرام»

بافيل دوروف مالك ومؤسس «تلغرام» (رويترز)
بافيل دوروف مالك ومؤسس «تلغرام» (رويترز)

من المقرر أن يحدد قضاة تحقيق في فرنسا، اليوم (الأربعاء)، ما إذا كانوا سيُخضعون بافيل دوروف، مالك ومؤسس «تلغرام»، المولود في روسيا، لتحقيق رسمي بعد اعتقاله في إطار تحقيق بارتكاب جريمة منظمة على تطبيق التراسل.

وبحسب «رويترز»، سلّط اعتقال دوروف لدى نزوله من طائرة خاصة في مطار قريب من باريس مساء يوم السبت، الضوء على المسؤولية الجنائية لمقدمي التطبيقات، وأثار جدلاً بشأن النقطة التي تنتهي عندها حرية التعبير ومن أين يبدأ تنفيذ القانون.

ومن المتوقع أن يصدر القضاة قرارهم بحلول الساعة الثامنة مساء اليوم (18:00 بتوقيت غرينتش)، أي بعد مرور 96 ساعة أو أربعة أيام على احتجاز دوروف، وهي أقصى مدة يمكن احتجازه فيها قبل أن يقرر القضاة ما إذا كانوا سيُخضعونه لتحقيق رسمي.

وذكرت صحيفة «بوليتيكو» أن السلطات الفرنسية أصدرت أيضاً مذكرة اعتقال بحق نيكولاي، شقيق دوروف وأحد مؤسسي «تلغرام»، وأن مذكرتي اعتقال الأخوين صدرتا في مارس (آذار).

ورداً على سؤال عن تقرير الصحيفة، قال مكتب المدعي العام في باريس إنه لا يعلق على أوامر الاعتقال لأنها تخضع لسرية التحقيق. وأضاف أن الشخص الوحيد الذي يتم استجوابه في هذه المرحلة بهذه القضية هو بافيل دوروف.

وسلّط القبض على دوروف الضوء أيضاً على العلاقة المتوترة بين «تلغرام»، الذي لديه زهاء مليار مستخدم، والحكومات.

ووضع المتهم رهن التحقيق الرسمي في فرنسا لا يعني إدانته أو إحالته بالضرورة إلى المحاكمة، لكنه يشير إلى أن القضاة يرون أن القضية فيها ما يكفي للمضي قدماً نحو التحقيق. وقد يستمر التحقيق لسنوات قبل الإحالة إلى المحاكمة أو حفظ التحقيق.

وإذا ما وُضع دوروف رهن التحقيق الرسمي، فسيقرر القضاة أيضاً ما إذا كانوا سيضعونه في الحبس الاحتياطي وسينظرون أيضاً فيما إذا كان سيحاول الفرار.

وقال مصدر في مكتب المدعي العام في باريس إن تحديثاً بشأن التحقيق من المرجح أن يصدر في وقت متأخر من اليوم (الأربعاء).

ولا يستهدف التحقيق بصفة عامة في هذه المرحلة أشخاصاً بعينهم.

وقال ممثلو الادعاء إن التحقيق يركز على شبهة التواطؤ في جرائم تشمل إدارة منصة على الإنترنت تسمح بمعاملات غير مشروعة وحيازتها صور انتهاكات جنسية لأطفال وعمليات اتجار في المخدرات واحتيال ورفضها تقديم معلومات إلى السلطات وتقدم خدمات تشفير للمجرمين.

ولم يذكر مكتب الادعاء العام ما هي الجريمة أو الجرائم التي يشتبه في أن دوروف نفسه قد ارتكبها.