ضغوط من داخل «الحركة الإسلامية» لإسقاط حكومة نفتالي بنيت

منصور عباس (وسط) ، رئيس حزب الرآم الإسلامي المحافظ ، يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع سياسي لتهنئته بالفوز الانتخابي في قرية المغار شمال إسرائيل.
منصور عباس (وسط) ، رئيس حزب الرآم الإسلامي المحافظ ، يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع سياسي لتهنئته بالفوز الانتخابي في قرية المغار شمال إسرائيل.
TT

ضغوط من داخل «الحركة الإسلامية» لإسقاط حكومة نفتالي بنيت

منصور عباس (وسط) ، رئيس حزب الرآم الإسلامي المحافظ ، يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع سياسي لتهنئته بالفوز الانتخابي في قرية المغار شمال إسرائيل.
منصور عباس (وسط) ، رئيس حزب الرآم الإسلامي المحافظ ، يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع سياسي لتهنئته بالفوز الانتخابي في قرية المغار شمال إسرائيل.

في ظل دعوات كثيرة من قادة عديدين في «الحركة الإسلامية الجنوبية»، للانسحاب من الائتلاف الحكومي مع نفتالي بنيت، على خلفية اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، أمس (الأحد)، ويوم الجمعة الماضي، عقدت قيادتها جلسة طارئة، أمس، للتداول في الأمر وإقرار موقف.
وسبق الاجتماع تصريحات من رئيس «مجلس الشورى» في «الحركة الإسلامية»، د. محمد سلامة أبو علي، ومن مسعود غنايم، الرئيس السابق لكتلة «الحركة الإسلامية» في «الكنيست» (البرلمان الإسرائيلي)، والشيخ إبراهيم عبد الله صرصور، الرئيس الأسبق لهذه الكتلة، وعلاء الدين جبارين، أحد المرشحين المتقدمين في قائمتها الانتخابية، الذين طالبوا جميعاً بالانسحاب من الائتلاف وإسقاط الحكومة.
وقال رئيس «مجلس الشورى»، في بيان نشره على صفحته في «فيسبوك»: «يا نواب (الموحدة)، انتصروا لأقصاكم ومسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم، وانسحبوا فوراً من ائتلاف جائر يستهدف أقدس مقدساتنا في فلسطين وبلاد الشام. لا ردّ الله حكومة تعتدي عبر شرطتها ووحداتها على الأطفال والنساء والشيوخ والشبان والصحافيين والحرّاس والعاملين، ولا تُبالوا بمن يقول: (ما البديل؟)».
وأضاف: «البديل كان ولم يزل وسيبقى تقديم مصلحة الاحتلال في القدس، ومواصلة حصار غزة، وتحجيم الضفة، واستثمار الوقت لتهويد المزيد والمزيد في القدس والضفة وسائر فلسطين».
وصرح جبارين، أمس، بأنه «يعلن البراءة من هذه الكتلة»، في أعقاب تصاعد الانتهاكات في الأقصى، مع استمرار وجود «القائمة الموحدة» في الحكومة. ونشر على صفحته في «فيسبوك»، شريط فيديو لجندي احتلال يضرب رجلاً أمام طفله عند أحد بوابات الأقصى، وكتب معقباً: «وصل السيل الزبى... هنا انتهت القصة».
وكان الشيخ إبراهيم صرصور قد نشر بياناً في نهاية الأسبوع، قال فيه إنه يعترف بفشل مشروع الانضمام إلى الائتلاف في هذه الحكومة، وطالب «الموحدة» بالانسحاب منها. وقال: «ولاء وانتماء (الحركة الإسلامية) وكوادرها ومؤسساتها وأنصارها ومؤيديها لقضية فلسطين عموماً، وللقدس والمسجد الأقصى خصوصاً، عميقة عمق الزمان والمكان»... وتابع: «كنت ضد الدخول إلى الائتلاف الحكومي منذ البداية، احترمتُ قرار حركتي الإسلامية بهذا الشأن، وقلت: (لنرى إلى أين تصل الأمور). وأصبح من الواضح الآن أن هذه الحكومة فاشية كغيرها، ولن تحقق على المستوى الداخلي ولا الفلسطيني أي إنجاز يمكن أن يُشار إليه بالبنان، لذلك، أنا شخصياً مع إسقاط الحكومة فوراً، وليكن ما يكون».
وسبقه إلى ذلك النائب السابق مسعود غنايم، الذي أشار إلى وجود حالة من التذمر الشديد في أوساط نشطاء «الحركة الإسلامية الجنوبية»، إزاء عدم انسحاب نواب «الموحدة». لكن رئيس «القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، النائب منصور عباس، لم يستجب لهذه المطالب، وقال إن كتلته تواصل من خلال موقعها داخل الائتلاف الحكومي، العمل على وقف التوتر والصدامات وحماية الأقصى من الاعتداءات.
ودافع عن هذا الموقف أيضاً الشيخ عبد المالك دهامشة، عضو «الكنيست» والرئيس السابق لكتلتها البرلمانية، فقال: «لو تمت إعادة الانتخابات من جديد فستكون (القائمة العربية الموحدة) هي الحزب الأكبر، ولكن كنا نفضل ألا تكون هناك انتخابات؛ فمن مصلحة الشعب عامة ومصلحة العرب في هذه الدولة خاصة، ألا تكون هنالك انتخابات، وأن يستمر النهج الموجود والحكومة الموجودة لنستطيع تحقيق مكاسب أكثر وترسيخ هذا النهج من جديد».
وأضاف دهامشة: «تفضل (القائمة العربية الموحدة) أن يستمر هذا الائتلاف وهذه الحكومة، ولكن إذا لم تستمر فلسنا أكبر الخاسرين. غيرت (القائمة العربية الموحدة)، ومنصور عباس، تاريخ السياسة الإسرائيلية في هذه البلاد، وقلبوا الطاولة على وجوه كبار هذه الدولة، وعلى اليمين، ولكن لا يزال هناك مَن ينتقد ويناكف. يكفي أننا نعرف بأننا سلكنا الطريق القويم وقلبنا السياسة الإسرائيلية رأساً على عقب؛ فلأول مرة في التاريخ يتم اعتبار العرب والأحزاب العربية عضواً شرعياً يستطيع أن يقرر للدولة كيف يكون الائتلاف والسياسة، وهذا الأمر لم يكن ليحدث لو أن الأحزاب العربية قررت أن تكون على الهامش السياسي في اللعبة السياسية».



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.