«بيوت الحفر» تحفة معمارية في غريان الليبية

الساحة الخارجية لـ«داموس» (أ.ف.ب)
الساحة الخارجية لـ«داموس» (أ.ف.ب)
TT

«بيوت الحفر» تحفة معمارية في غريان الليبية

الساحة الخارجية لـ«داموس» (أ.ف.ب)
الساحة الخارجية لـ«داموس» (أ.ف.ب)

تنتشر تجويفات حُفرت بطريقة بدائية داخل سفح الجبل في مدينة غريان، شمال غربي ليبيا، يُطلق عليها بيوت الحفر أو «الداموس»، وهي تحف معمارية تاريخية مهجورة يأمل السكان في أن تساهم السياحة في إحيائها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويعود تاريخ بعض هذه المنشآت إلى أكثر من 2300 سنة، لكن قلة منها تركت أثراً، إذ لا يزال حوالي عشرة منها فقط صامداً، فيما يبقى «داموس» عائلة بالحاج «شاهداً» على تاريخ المنطقة.
وتتميز هذه المنشآت باعتدال درجة الحرارة طوال العام، فهي باردة صيفاً ودافئة شتاء، لكون الصخور المحيطة بها تعزل بإحكام درجات الحرارة، لتعمل عمل أجهزة التكييف المشغلة بالكهرباء.
وفي هذا الموقع توجد ثماني حجرات وفناء واسع ونظام للمياه وتصريفها. وقد يُخيل للزائر أن المكان أشبه بقصر ملكي شُيد على يد مئات المهندسين والعمال، وليس بناء حفره بضعة أشخاص بأدوات بسيطة.
وتتم عمليات الحفر في مرحلتها الأولى باختيار تركيب صخري يكون بمثابة السقف، لتليها أعمال حفر في أسفل التركيب الصخري، ثم طلاء الحائط والسقف بالجبس أو الطين لمنع تفتت الصخور أو تساقطها. أما المرحلة الأخيرة فتختص بالتصميم وتركيب ملحقات «الداموس»، حيث تُصنع الأبواب على هيئة أقواس دائرية، من جذوع النخيل المربوطة بأغصان الزيتون. وتُستخدم لذلك مسامير خشبية «طرية» من جذوع الزيتون الخضراء. وتقام في جدران الغرف حفر مختلفة الأشكال تُخزن فيها لوازم المنزل الصخري.
ويقول الباحث التاريخي يوسف الختالي، إن بيوت الحفر هذه «لها استخدامات أربعة، وبالتالي صُممت لتكون متعددة المهام وصالحة لكل الحقب التاريخية المتعاقبة، وهو سبب إضافي يدل على أهميتها المعمارية في التاريخ الليبي».
ويوضح الختالي شكل هذه المهام والاستخدامات، قائلاً: «أولها هو لغرض السكن البشري، والثاني مصمم للعبادة، إذ توجد دياميس في مدن الجبل حُفرت كمعابد يهودية ومسيحية، قبل تحويل معظمها إلى مساجد للمسلمين».



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.