النصر: نملك «تسجيلات صوتية» ضد حامد وحمد الله... ونستغرب «تفويض الفيفا»

مسلي آل معمر رئيس نادي النصر (المركز الإعلامي بالنادي)
مسلي آل معمر رئيس نادي النصر (المركز الإعلامي بالنادي)
TT

النصر: نملك «تسجيلات صوتية» ضد حامد وحمد الله... ونستغرب «تفويض الفيفا»

مسلي آل معمر رئيس نادي النصر (المركز الإعلامي بالنادي)
مسلي آل معمر رئيس نادي النصر (المركز الإعلامي بالنادي)

أصدرت إدارة نادي النصر بياناً توضيحياً للرد على بيان اتحاد كرة القدم السعودي، حيث أكد النادي العاصمي تقدمه بشكوى ضد نادي الاتحاد وحامد البلوي وعبد الرزاق حمدالله، بسبب التحريض والتفاوض خلال الفترة المحرمة، مؤكداً تمسكه بحقه في البت في القضية من خلال لجان اتحاد القدم السعودي لا اللجان الدولية.
وقال النادي الأصفر في بيانه المطول: «نظراً لما أوردته بعض وسائل الإعلام من معلومات غير دقيقة خلال الأيام الماضية، وإيضاحاً للحقائق، تود إدارة نادي النصر أن تؤكد لجماهير النادي خاصة والوسط الرياضي عامة، أنها تقدمت بشكوى للجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم، بتاريخ 28 مارس 2022 ضد نادي الاتحاد وحامد البلوي مدير كرة القدم واللاعب عبد الرزاق حمدالله بسبب التحريض والتفاوض مع اللاعب أثناء ارتباطه التعاقدي السابق مع نادي النصر وخلال الفترة المحمية».
وأشارت إدارة النصر على أنها قدمت الأدلة المادية مرفقة مع الشكوى، وهي تسجيلات صوتية موثقة بين الأطراف المتفاوضة، ومن مصادر معروفة ومثبتة، وهذه الشكوى تختلف عن القضية المرفوعة أمام الفيفا ضد اللاعب، حيث أن النزاع القائم أمام الفيفا نزاع تعاقدي بين النصر واللاعب بخصوص التعويض المادي، بينما ترتكز الشكوى المقامة أمام الاتحاد السعودي على مخالفة لائحة الاحتراف المحلية والتفاوض بين الأطراف المذكورة أثناء السريان عقد اللاعب.
وأكدت إدارة النصر أنها استندت في شكواها على المادة 2/55 من لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين للاتحاد السعودي والتي نصت على أن «يخضع اللاعبون غير السعوديون للأحكام الواردة في هذه اللائحة والتعاميم الصادرة من الاتحاد»، كذلك المادة السادسة من الفقرة السابعة للائحة ذاتها والتي نصت على «تختص اللجنة بإيقاع العقوبات الواردة في الفصل الثاني والعشرين على المخاطبين بهذه اللائحة إذا ثبتت مخالفتهم للائحة والقرارات والتعاميم الصادرة».
وواصل بيان نادي النصر: «كذلك على المادة الخامسة فقرة 1 من عقد نادي النصر مع اللاعب والتي نصت على أن يلتزم اللاعب بالامتثال للوائح والتعاميم الصادرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم والفيفا، وكذلك على المادة 22 من لائحة أوضاع اللاعبين في الفيفا ذات العلاقة بالاختصاص القضائي والتي نصت على عدم إخلال الفيفا بحق أي لاعب أو مدرب أو جمعية أو نادٍ في التماس الإنصاف أمام محكمة مدنية في النزاعات المتعلقة بالتوظيف، فإن فيفا يختص بالنظر في النزاعات التعاقدية بين النادي واللاعب ذات البعد الدولي».
وأوضحت إدارة نادي النصر، أنه «بما أن الاختصاص في هذه الشكوى يعتبر حقا أصيلاً للجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين المحلية، وبالعودة إلى التلميحات التي وردت في بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم فجر أمس، فإن إدارة نادي النصر تدعو ياسر المسحل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن يحث الإدارة القانونية في الاتحاد على العمل والتمسك باختصاص لجان الاتحاد وسلطاتها، وعدم تفويض هذه الاختصاصات إلى أطراف خارجية, قد تستغرق لديها القضايا مددا طويلة، كما تطالب إدارة النصر بسرعة البت في القضايا من هذا النوع، وذلك لأنها مرتبطة بالانتهاكات الجسيمة للوائح والقوانين، والتي تسبب إخلالا بشرف المنافسة وعدالتها وقواعدها».
وأكدت إدارة النصر في ختام بيانها، أن «هذه القضية تمس بوضوح القضاء الرياضي، وهذا شأن يهم الجميع، في الوقت الذي تعيش الرياضة السعودية نهضة كبيرة في الإدارة والحوكمة والقانون يقودها الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة الحريص دائماً على ترسيخ مبادئ التنافس الرياضي واحترام اللوائح وتطويرها، وذلك في ظل توجيهات قيادتنا الحكيمة الداعمة لجميع القطاعات بما فيها قطاع الشباب والرياضة».



«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل
TT

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

في كتابه «هوامش على دفتر الثقافة» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يستعرض الشاعر عزمي عبد الوهاب العديد من قضايا الإبداع والأدب، لكنه يفرد مساحة مميزة لمسألة «الحزن»، وتفاعل الشعراء معها في سياق جمالي إنساني رهيف. ويشير المؤلف إلى أن ظاهرة الحزن لم تعد ترتبط بأسباب عرضية، أو بحدث يهم الشاعر، ويدفعه إلى الحزن كما كان الحال في الشعر العربي القديم.

ومن بين بواعث الحزن ومظاهره في الشعر قديماً، أن يفقد الشاعر أخاً أو حبيبة، فيدعوه هذا إلى رثاء الفقيد بقصائد تمتلئ بالفقد والأسى، مثل الخنساء في رثاء شقيقها، وأبي ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه، وجرير في رثاء زوجته، وهناك من يشعر بقرب الموت فيرثي نفسه، كما فعل مالك بن الريب، وقد يعاني الشاعر مرضاً، فيعبر عن ألمه.

أما في الشعر الحديث، فيعد الحزن ظاهرة معنوية تدخل في بنية العديد من القصائد، وقد استفاضت نغمتها، حتى صارت تلفت النظر، بل يمكن أن يقال إنها صارت محوراً أساسياً في معظم ما يكتبه الشعراء المعاصرون حتى حاول بعض النقاد البحث في أسباب تعمق تلك الظاهرة في الشعر العربي. ومن أبرزهم دكتور عز الدين إسماعيل الذي يعزو أسباب الظاهرة إلى تنامي الشعور بالذات الفردية بدلاً من الجماعية، وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن «اغتراب» الإنسان المبدع؛ إذ يأخذ أشكالاً متعددة، ولعل أقسى أشكال ذلك الاغتراب ما عبر عنه أبو حيان التوحيدي بقوله: «أغرب الغرباء من صار غريباً في وطنه».

ذكر إسماعيل عدة أسباب للحزن منها تأثر الشاعر العربي الحديث بأحزان الشاعر الأوروبي وبالفنين الروائي والمسرحي، وقد توصل إلى أن أحزان الشاعر مصدرها المعرفة، وكأن شاعرنا الحديث تنقصه أسباب للحزن وبالتالي يعمد إلى استيرادها أوروبياً من شعراء الغرب.

وفي كتابه «حياتي في الشعر» يواجه صلاح عبد الصبور مقولات النقاد حول أنه شاعر حزين، موضحاً أن هؤلاء يصدرون عن وجهة نظر غير فنية، لا تستحق عناء الاهتمام مثل آراء محترفي السياسة أو دعاة الإصلاح الأخلاقي التقليديين. وانبرى عبد الصبور لتفنيد النظريات التي يأتي بها هؤلاء النقاد لمحاكمة الشعر والشاعر قائلاً: «لست شاعراً حزيناً لكني شاعر متألم، وذلك لأن الكون لا يعجبني ولأني أحمل بين جوانحي، كما قال شيللي، شهوة لإصلاح العالم، وهي القوة الدافعة في حياة الفيلسوف والنبي والشاعر، لأن كلاً منهم يرى النقص فلا يحاول أن يخدع نفسه، بل يجهد في أن يرى وسيلة لإصلاحه».

يتحدث الشاعر أيضاً عن قضيتين أثارهما بعض النقاد عن شعره، أولاهما أن حزن هذا الجيل الجديد من الشعراء المعاصرين حزن مقتبس عن الحزن الأوروبي، وبخاصة أحزان اليوميات. وكذلك قولهم إن الشعراء يتحدثون عن مشكلات لم يعانوها على أرض الواقع كمشكلة «غياب التواصل الإنساني» من خلال اللغة، كما تتضح عند يوجين يونيسكو أو «الجدب والانتظار» عند صمويل بيكيت وإليوت، أو «المشكلات الوجودية» عند جان بول سارتر وكامو، وبخاصة «مشكلة الموت والوعي».

وشرح عبد الصبور كيف أن الحزن بالنسبة إليه ليس حالة عارضة، لكنه مزاج عام، قد يعجزه أن يقول إنه حزن لكذا ولكذا، فحياته الخاصة ساذجة، ليست أسوأ ولا أفضل من حياة غيره، لكنه يعتقد عموماً أن الإنسان «حيوان مفكر حزين».

ويضيف عبد الصبور: «الحزن ثمرة التأمل، وهو غير اليأس، بل لعله نقيضه، فاليأس ساكن فاتر، أما الحزن فمتقد، وهو ليس ذلك الضرب من الأنين الفج، إنه وقود عميق وإنساني».

لكن ما سبب الحزن بشكل أكثر تحديداً عن الشاعر صلاح عبد الصبور؟ يؤكد أنه هو نفسه لا يستطيع الإجابة ويقول: «أن أرد هذا الحزن إلى حاجة لم أقضها، أو إلى فقد شخص قريب، أو شقاء طفولة، فذلك ما لا أستطيعه».

ومن أشهر قصائد صلاح عبد الصبور في هذا السياق قصيدة تحمل عنوان «الحزن» يقول في مطلعها:

«يا صاحبي إني حزين

طلع الصباح فما ابتسمت

ولم ينر وجهي الصباح»

لقد حاول التحرر فيها من اللغة الشعرية التقليدية عبر لغة يراها أكثر مواءمة للمشهد، لكن كثيرين اعترضوا على تلك اللغة، في حين أنه كان يريد أن يقدم صورة لحياة بائسة ملؤها التكرار والرتابة. ويؤكد الناقد د. جابر عصفور أن السخرية والحزن كلاهما ركيزتان أساسيتان في شعر عبد الصبور، وهو ما جعل عصفور يسأل الأخير في لقاء جمعهما: «لماذا كل هذا الحزن في شعرك؟» فنظر إليه عبد الصبور نظرة بدت كما لو كانت تنطوي على نوع من الرفق به ثم سأله: «وما الذي يفرح في هذا الكون؟».

وتحت عنوان «ظاهرة الحزن في الشعر العربي الحديث»، يوضح الباحث والناقد د. أحمد سيف الدين أن الحزن يشكل ظاهرة لها حضورها وامتدادها في معظم التجارب الشعرية الحديثة، خلافاً لما كان عليه الحال في الشعر العربي القديم. ويميز سيف الدين بين حزن الإنسان العادي وحزن المبدع الذي يتسم بحساسية خاصة، حيث يستطيع أن يحول حزنه وألمه إلى مادة إبداعية.

ويلفت الكتاب إلى أن هناك أسباباً متنوعة للحزن، منها أسباب ذاتية يتعرض لها الشاعر في حياته كالمرض أو الفقر أو الاغتراب. أيضاً هناك أسباب موضوعية تتصل بالواقع العربي، وما فيه من أزمات ومشكلات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. ومن ثم، فالحزن ليس فقط وعاء الشعر، إنما هو أحد أوعية المعرفة الإنسانية في شمولها وعمقها الضارب في التاريخ.