مشاهدة التلفزيون خلال الجائحة تخلق شراكة بين «نتفليكس» ولندن لتقديم الشاي على طريقة «بريدجرتون»

بعد رفع قيود السفر... إقبال غير مسبوق على عيش تجارب الأفلام والمسلسلات

إقبال كبير على تناول الشاي الإنجليزي بسبب مسلسل «بريدجرتون»
إقبال كبير على تناول الشاي الإنجليزي بسبب مسلسل «بريدجرتون»
TT

مشاهدة التلفزيون خلال الجائحة تخلق شراكة بين «نتفليكس» ولندن لتقديم الشاي على طريقة «بريدجرتون»

إقبال كبير على تناول الشاي الإنجليزي بسبب مسلسل «بريدجرتون»
إقبال كبير على تناول الشاي الإنجليزي بسبب مسلسل «بريدجرتون»

مع ارتفاع نسبة مشاهدة للتلفزيون بواقع 70 في المائة في عام 2021 مقارنة بعام 2020، فقد باتت زيادة شغف الجمهور بالمشاهدة خلال فترات الحظر الناجمة عن الوباء أكبر من أي وقت مضى. الآن ومع إعادة فتح الحدود وتخفيف القيود واستئناف السفر، يقدم مستشارو الرحلات السياحية عروضاً حققت انتشاراً واسعاً تضمنت مسارات ذات طابع تلفزيوني تسمح للمسافرين بالعيش خارج نطاق برامجهم المفضلة.
في بريطانيا؛ حيث جرى الآن رفع جميع قيود السفر، دخلت الفنادق في لندن بشراكة مع شبكة «نتفليكس» لتقديم أنواع شاي مستوحاة من شخصية «ليدي ويسلداون» ابنة المجتمعات الراقية التي ظهرت في حلقات «Bridgerton» الشهيرة. ففي «حديقة يلوستون الوطنية»، يصل المسافرون إلى متنزه «وايومنغ» لا لإلقاء نظرة على نافورة «أودل فيثفول»، ولكن للحصول على فرصة للاستمتاع بارتداء أزياء تنكرية لشخصيات مثل «جون دوتون» التي ظهرت في الدراما الشهيرة «Yellowstone».

لندن من بين الوجهات المفضلة لدى الأميركيين بعد فتح الحدود وإلغاء تعقيدات السفر بسبب الجائحة

وفي كوريا الجنوبية؛ حيث يمكن للمسافرين الذين تم تلقيحهم الآن للدخول دون اشتراطات الحجر الصحي، يتوقع الباعة الجائلون في جزيرة «جيجو» هرولة الزبائن إليهم طلباً لحلوى «دالغونا»، وهي حلوى قرص العسل التي كان لها دور رئيسي في حلقات «Squid Game» المثيرة.
في هذا السياق، قالت إنتونينا باتيز، المدونة التي أدمنت العام الماضي مشاهدة حلقات «أوتلاندر» الدرامية المشبعة بحكايات السفر عبر الزمن حول كلير بوشامب، ممرضة عادت 200 عام في التاريخ إلى الوراء: «عندما تقع في حب شخصية ما، لا يمكنك إخراجها من عقلك». شاهدت باتيز وزوجها ويليام عرض حلقات «ستارز» معاً ويخططان الآن للقيام برحلة مستوحاة من حلقات «أوتلاندر» إلى أسكوتلندا في مايو (أيار) لزيارة مواقع تصوير الحلقات، بما في ذلك «قلعة ميدهوب»، التي كانت بيت عائلة جيمي فريزر في المسلسل.
قالت إنتونينا باتيز إن زوجها ويليام باتيز هو أحد الأسكوتلنديين، وإن اهتمامهم المشترك بالعرض أثار رغبته في استكشاف جذوره، مضيفة: «نشاهد العرض ونبدأ في التواصل مع الشخصيات ونشعر بالرغبة في معرفة المزيد». كان الموسم الخامس من حلقات «أوتلاندر» قيد العرض في فبراير (شباط) 2020. وتُعزى زيادة نسب مشاهدة حلقات «ستراز» بواقع 142 في المائة في المشتركين الجدد في وقت مبكر من الوباء إلى قفزة في أعداد المشاهدين القابعين في منازلهم خلال فترة التوقف التي دامت عامين قبل حلقات الموسم السادس التي ظهرت مؤخراً على الشاشات، وهي فترة زمنية يعرفها المشاهدون باسم «درايدلاندر»، نسبة لمناطق الجذب السياحي المتصلة بحلقات «أوتلاندر» في أسكوتلندا. تشمل هذه المناطق معالم مثل «غلينكو» وقصر «هوليرودهاوس»، الذي زاره لاحقاً أكثر من 1.7 مليون زائر. وقد حقق المحتوى المرتبط بحلقات «أوتلاندر» نحو 350 ألف زيارة لصفحة «Visit Scotland»، ليسبق بذلك الرقم الذي حققته الصفحات المرتبطة بمواقع تصوير أفلام هاري بوتر، وجيمس بوند.
من المقرر أن تقوم عائلة باتيز التي تعيش في مدينة نيويورك، بتتبع مسار مدته 12 يوماً من إعداد برنامج يحمل اسم «Visit Scotland»، يبدأ بمدينة إدنبرة، ومنها إلى «فايف»، ثم غلاسكو، يزورون خلالها القلاع والحدائق؛ حيث وقعت كلير في الحب ومات رفاق جيمي في المعركة. كما كشفت شركات الرحلات الخاصة، بما في ذلك شركات «Nordic Visitor» و«Inverness Tours» عن جولات مخصصة لمواقع الأعمال الدرامية.

رحلات باتجاه دائم وكثافة جديدة

سياحة المسلسلات والأفلام التي لا تشمل فقط رحلات إلى مواقع التصوير، لكن أيضاً جولات داخل أستوديوهات التصوير وزيارات المتنزهات الترفيهية مثل «The Wizarding World of Harry Potter»؛ حيث جرى تصوير فيلم هاري بوتر، تعد اتجاهاً سياحياً دائماً.
بدأ توافد السياح على سالزبورغ في ستينات القرن الماضي بعد بث حلقات «صوت الموسيقى». وفي العقود الأخيرة، شهدت مواقع مثل نيوزيلندا ارتفاعاً هائلاً في زيارات عشاق حلقات «Lord of the Rings» وجولات الحافلات في مدينة نيويورك، ما أتاح للسائحين فرصة الذهاب إلى موقع تصوير حلقات «Sex and the City» و«The Marvelous Ms. Maisel».
لكن في أوقات الوباء التي نعيشها؛ حيث بات السفر مرادفاً للخطر، وكان السائحون يفاضلون بين رغبات متضاربة لحماية صحتهم وتعويض ما فات من أوقاتهم الضائعة، فقد أخذت ما أطلق عليه «سياحة الشاشات» أبعاداً جديدة، بحسب راشيل كازيز، معالجة صحة نفسية لديها عملاء حريصون على السفر ومقبلون على السير في اتجاه رئيسي آخر لعام 2022 أطلقوا عليه «التطور الكبير»، لكنهم يبحثون عن طرق لتخفيف حدة القلق من الوباء الذي قد يصاحب تلك الطموحات الضخمة.
استطردت كازيز قائلة إن مرضاها يقولون: «لقد حُبسنا طيلة عام ونريد فقط أن نشعر بالجنون. دعونا نفعل ونحقق الخيال الذي طالما حلمنا به»، مضيفة: «إذا كنا نشاهد برنامجاً تلفزيونياً، فنحن نعرف كل شيء عنه، ويمكننا أن نذهب ونخوض تجربة مثيرة».
قابلنا أيضاً سيندي لام، الصيدلانية في منطقة «فيرفاكس» بولاية فيرجينيا، التي تتوق للذهاب إلى المغرب منذ سنوات، لكنها لم تشعر بالثقة والقدرة على تنفيذ ذلك سوى الشهر الماضي، عندما بدأت في مشاهدة مسلسل «Inventing Anna»، المكون من 9 حلقات حول الوريثة الزائفة آنا ديلفي، ويبث عبر قناة «نتفليكس».
في الحلقة السادسة تسافر البطلة إلى مراكش لتقيم في منتجع «مامونيا» الفخم من فئة 5 نجوم؛ حيث حجزت لام وزوجها للإقامة هناك في سبتمبر (أيلول).
قالت لام: «يمكن للجميع نوعاً ما أن يتواصلوا مع آنا (بطلة الحلقات). لقد وجدت شخصيتها رائعة، وعندما ذهبت إلى المغرب شعرت بسعادة غامرة».
لإحساسها بالرغبة الجديدة للضيوف للاستفادة من الأحداث المكتوبة، أعلنت عشرات الفنادق على مدار العام الماضي عن أجنحة ذات طابع مستوحى من الدراما الشعبية. على سبيل المثال، تضم فنادق «Graduate Hotels» جناحاً يحمل اسم «أشياء غريبة» في فرعها بـ«بلومنجتون» بولاية إنديانا، مع مناطق مصممة تشمل غرفة المعيشة والطابق السفلي لحلقات ظهرت فيها شخصيات مهمة مثل شخصية «بايرز». وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، جرى إعداد أضواء الكريسماس وفطائر «إيغو» اللذيذة التي ظهرت في حلقات «Eleven». وتعاون «نادي ويندهام» مع «قناة هولمارك» لتصميم 3 أجنحة تحت عنوان «العد التنازلي لعيد الميلاد»؛ حيث يمكن للضيوف تسجيل الوصول ومشاهدة أفلام عيد الميلاد، وبالفعل نفدت الحجوزات خلال 7 ساعات.
في السياق ذاته، قالت لارا ريتشاردسون، كبيرة مسؤولي التسويق بشركة «Crown Media Family Networks» في رسالة بريد إلكتروني: «كانت هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بشيء كهذا. شيء واحد نسمعه مراراً وتكراراً من المشاهدين، هو أنه بقدر ما يحبون منتجاتنا، فإنهم يريدون تجربة العيش في فيلم (العد التنازلي لعيد الميلاد)».
أصبحت بيوت العطلات أيضاً غامرة بالزوار. فبالنسبة للعائلات، دخلت شركة «Airbnb» في شراكة مع «بي بي سي» لإدراج «هيرل هاوس» في تجسيد حقيقي للمنزل المتحرك الذي ظهر في سلسلة الرسوم المتحركة المحبوبة «Bluey»؛ حيث تمتلك شركة «Vrbo 10» منازل مستوحاة من فيلم «Yes Day»، الذي عرض في 2021 على «نتفليكس» عن الآباء الذين يحذفون كلمة «لا» من مفردات حياتهم.
استغل المشاهير الفرصة للتربح من المنحى الجديد؛ حيث قفزت أيسا راي، مبدعة ونجمة برنامج «Insecure» الذي يعرض على شاشة «HBO»، لعرض نظرة حصرية على حيّها بجنوب لوس أنجليس في فبراير، وذلك بإعداد قائمة خاصة عبر شركة «Airbnb» السياحية التي نظمت رحلات إلى حيها السكني بسعر منخفض بلغ 56 دولاراً.

الشاي على شاشة التلفزيون.
الآن في لندن (وبوسطن)
جرى بث مسلسل «Bridgerton» على شاشة «نتفليكس»، عن الأسرة والحب والشائعات المدمرة، وشاهده 82 مليون أسرة في عام 2021. (على سبيل المقارنة، شاهد في عام 2013 الحلقة الأخيرة من «Breaking Bad» 10.3 مليون مشاهد فقط، فيما شاهد أحدث بث مباشر، بما في ذلك حلقات «Tiger King» و«Maid 70» مليون مشاهد).
عندما يجري عرض الموسم الثاني من حلقات «Bridgerton» للمرة الأولى الجمعة، سيقدم فندق «Beaverbrook Town House»، الذي تم بناؤه من مبنيين مستقلين على الطراز الجورجي في تشيلسي بلندن، تجربة «Bridgerton» التي تشمل قضاء يوم في لندن وتناول مشروبات في الريف البريطاني بمكان قريب بـ«لينسبرا». وسيقام في اليوم نفسه حفل شاي على غرار ما جرى في الحلقات ذاتها، يُطلق عليه اسم حفل «الحدث الاجتماعي لهذا الموسم». في بوسطن، يقدم فندق «فيرمونت كوبلي بلازا» ما يطلق عليه «باقة المجتمع الراقي»؛ حيث يجري تناول شاي بعد الظهيرة وسط الورود على غرار أحداث المسلسل.
كان لدى شركة «كونتيكي» للسفر الجماعي للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، خط سير رحلة مستوحى من حلقات «Bridgerton» أيضاً، وكان مقرراً السفر في سبتمبر 2021. ولكن عندما تحتم إلغاء الرحلات عندما ضرب «متغير دلتا» العالم، دخلت الشركة مؤخراً في شراكة مع «أمازون برايم» لتنظيم رحلة إلى جزر هاواي، مستوحاة من فيلم «I Know What You Did Last Summer» الذي عرض في يوليو (تموز).
ووقّعت كل من «Netflix» و«Amazon Prime» عقود شراكة مع العلامات التجارية التي تتعامل مع هذا النوع من النشاطات. وقال آدم أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لشركة «كونتيكي»: «مع خروجنا من فترة الوباء، فإن الرغبة في خوض تجارب تتسم بالمغامرة أصبحت أقوى من أي وقت مضى. يتعلق الأمر بالتعرف على الوجهات، وخلق تلك اللحظات الرائعة على منصة (إنستغرام)، التي تعيد إحياء مشاهد من الأفلام والمسلسلات. وهو عمل كبير بالنسبة لنا».
طغى مسلسل «Squid Game»، أو الحبار، وهو مسلسل إثارة كوري جنوبي، على شعبية حلقات مثل «Bridgerton» الذي يعرض على «Netflix». وعلى الرغم من وقف عرض العمل، فإن المسافرين يحجزون لقضاء إجازاتهم في مناطق التصوير. وأفادت «Remote Lands»، وهي وكالة سفر تعمل في آسيا، عن زيادة بنسبة 25 في المائة عن حجوزات السفر إلى كوريا الجنوبية وأعدت دليلاً للسياح في سيول ومساراً مخصصاً لهم.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».