وساطة «حميميم» تخفض التوتر بين الشرطة الكردية وقوات دمشق في القامشلي

قصف تركي على مناطق «قسد» في ريفي الحسكة والرقة

مقاتل سوري معارض في  ريف حلب شمال البلاد في الخامس من الشهر الجاري (إ.ب.أ)
مقاتل سوري معارض في ريف حلب شمال البلاد في الخامس من الشهر الجاري (إ.ب.أ)
TT

وساطة «حميميم» تخفض التوتر بين الشرطة الكردية وقوات دمشق في القامشلي

مقاتل سوري معارض في  ريف حلب شمال البلاد في الخامس من الشهر الجاري (إ.ب.أ)
مقاتل سوري معارض في ريف حلب شمال البلاد في الخامس من الشهر الجاري (إ.ب.أ)

قال سكان إن المدفعية التركية قصفت بشكل عنيف ليل الجمعة - السبت، مناطق متفرقة بريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي وشمال محافظة الرقة تسببت بموجة نزوح وأثارت الهلع بين المدنيين، في وقت كشفت مصادر سورية مطلعة أن الوسيط الروسي أبلغ «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، أن فصائل المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي تريد اجتياح بلدتي الدرباسية وعاموده لتصل إلى مدينة القامشلي، إذا لم تنسحب من المربع الأمني، وتكسر الحصار عن المربعات الأمنية في القامشلي والحسكة، الأمر الذي دفع قوات «قسد» للخروج من الدوائر الحكومية وتسليمها دون مواجهات تذكر.
ونقل شهود عيان وسكان من بلدة تل تمر الواقعة بريف الحسكة الشمالي، أن المدفعية التركية المتمركزة في مناطق عملية «نبع السلام»، ولليوم الثاني على التوالي، تقصف بشكل عنيف قرى تل جمعة وأم الكيف والطويلة وتل شنان والدردارة المحاذية لمناطق التماس مع الجيش التركي وفصائل سورية موالية لها، الأمر الذي تسبب بنزوح عدد كبير من أهالي تلك المنطقة، كما قصفت قرى دادا عبدال وعقرية وخربة شعير بريف ناحية أبو راسين بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ تسببت بأضرار مادية طالت ممتلكات ومنازل بعض الأهالي.
وقال مصدر عسكري من «مجلس تل أبيض العسكري»، التابع لـ«قسد»، إن الجيش التركي نفذ قصفاً صاروخياً مستهدفاً قرى بلدة عين عيسى التابعة لريف الرقة الشمالي، وقصف قرى المشيرفة وبير عيسى ودبس وهوشان وفاطسة ومشيرفة والخالدية وصيدا ومخيم عين عيسى ومطعم صقر والطريق الدولي السريع (إم 4) وصوامع البلدة، كما تعرضت قرى ريف عين عيسى الشرقي والغربي لقصف مدفعي وصاروخي مكثف، وقالت القيادة العامة لقوات «قسد»، في بيان نشر على موقعها الرسمي أول من أمس الجمعة، «الدولة التركية استفادت من انشغال العالم بالحرب في أوكرانيا، وزادت من عمليات الاستهداف، وضرورة تقديم سبل تقوية وآليات حماية شعب المنطقة وإيقاف هذه الهجمات».
وقال آرام حنا المتحدث الرسمي للقوات لـ«الشرق الأوسط»، إن تركيا تسعى للحصول على ضوء أخضر، «لشن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا بما يحقق مصالحها ومطامعها (الإرهابية)، وترى في انشغال العالم بالحرب الأوكرانية - الروسية الفرصة لتنفيذ هذا الهجوم»، مشيراً إلى أن الهجمات التركية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتفسح المجال للتنظيمات الإرهابية بتجميع صفوفها لارتكاب المجازر، حسب حنا، موضحاً أنهم على تواصل يومي مع الضامن الروسي حول هذه الخروقات، «لكنها لا تترجم إلى خطوات فاعلة وجدية لوقف انتهاكات الاحتلال التركي»، منوهاً بأنهم قوات دفاعية: «ترد على مصادر إطلاق النار بالشكل والتوقيت المناسب، وبادرت (قسد) باتخاذ كافة التدابير اللازمة التي تضمن أمن وسلامة المنطقة، والوقوف في وجه المطامع التركية».
إلى ذلك، نجحت الوساطة الروسية بقيادة قائد القوات الروسية بقاعدة حميميم، في ضبط التوتر بين قوات الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة والقوات الحكومية المنتشرة في المربع الأمني بمدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، حيث أزالت «الأسايش» الحواجز الحجرية والكتل الإسمنتية على المدخل الرئيسي المؤدي نحو المربع الأمني ودوار السبع بحرات ومجمع الأجهزة الأمنية وسط القامشلي، كما خففت القيود أمام حركة السير والتنقل من وإلى مطار القامشلي. وشاهد موفد «الشرق الأوسط» عودة الموظفين والعاملين في المؤسسات الحكومية إلى العمل والدوام الرسمي بشكل طبيعي.
غير أن عاملين في المخابز الحكومية، نقلوا في اتصال هاتفي، أن قوات «الأسايش» تواصل حصارها لليوم الثامن، وتمنع دخول الطحين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في الحسكة والقامشلي، إذ توقف عمل مخبزي الحسكة الأول في الحسكة والبعث الآلي في القامشلي، وذكر مدير مخبز البعث بالقامشلي سطام المحمود، في تصريحات صحافية لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن المخبز «متوقف جراء استيلاء (الأسايش) على المخبز بعد حصار دام أربعة أيام، ومنعهم للعمال من تشغيل المخبز، كما منعت تسليم مادة الطحين لعمال المخبز من المستودعات لتعويض انقطاع التوريدات إليه».
وفي ريف حلب الشمالي، طالب مجالس مقاطعة مدينة عفرين الكردية ومنطقة الشهباء الخاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية وقوات «قسد» في حلب شمال سوريا، عبر بيان رسمي، المنظمات الدولية، بالضغط على الحكومة السورية لفك الحصار عن أحياء كردية بالمحافظة، واتهموا الحكومة بالمضي في الحل الأمني، واتباع سياسية الحصار والتجويع بحق المدنيين السوريين، وطالبوا بضرورة ضمان حرية تنقل الأفراد وإدخال المواد الغذائية والأدوية والمحروقات والطحين إلى المنطقة، كما جددوا بدعوات لإزالة حواجز الفرقة الرابعة من جميع الطرق المؤدية إلى الشيخ مقصود والأشرفية وإقليم الشهباء.
من جهة ثانية، كشفت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سورية معارضة، أن الوسيط الروسي ضغط على قيادة قوات «قسد» لسحب قواتها من المراكز التابعة للحكومة السورية في القامشلي، وعودة الموظفين التابعين للحكومة، وأكدت أن القوات الروسية التي تقود المفاوضات بين الحكومية السورية وقوات «قسد» منذ ثلاثة أيام، لفك الحصار عن المربع الأمني الذي يضم أغلب المديريات الحكومية في مدينة الحسكة، والسماح بدخول المواد الغذائية وتسليم الفرن الرئيسي في مدينة القامشلي للحكومة، الذي استولت عليه القوات منذ 10 أيام.
وأضافت المصادر، أن المفاوضين من «قسد» طالبوا بإقالة محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، وفك الحصار عن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، لكن الوسيط الروسي أنهى اللقاء، وأبلغهم أن فصائل المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي «سوف تجتاح مدينتي الدرباسية وعاموده غرب مدينة القامشلي، ولن تقف عندها فقط بل سوف تصل إلى القامشلي، الأمر الذي دفع (قسد) للخروج من الدوائر الحكومية التي سيطرت عليها مؤخراً».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.