«إكستينكشن ريبيليين» تعتصم في حيّ باريسي للتوعية بقضية المناخ

جانب من اعتصام حركة «إكستينكشن ريبيليين» (أ.ف.ب)
جانب من اعتصام حركة «إكستينكشن ريبيليين» (أ.ف.ب)
TT

«إكستينكشن ريبيليين» تعتصم في حيّ باريسي للتوعية بقضية المناخ

جانب من اعتصام حركة «إكستينكشن ريبيليين» (أ.ف.ب)
جانب من اعتصام حركة «إكستينكشن ريبيليين» (أ.ف.ب)

احتل مئات من الناشطين في حركة «إكستينكشن ريبيليين» Extinction Rebellion البيئوية جزءاً من حي «غران بولفار» في وسط باريس بهدف تحويل المنطقة إلى «ساحة عامة» للتوعية المناخية خلال عطلة عيد الفصح.
وكانت المجموعة التي لا تخفي استياءها من «تقاعس» المسؤولين عن مواجهة الأزمة المناخية قد خططت في يناير (كانون الثاني) لهذا الاحتجاج ما بين دورتي الانتخابات الرئاسية الفرنسية، باعتبار أن مسألة المناخ أهملت بدرجة كبيرة خلال الحملة.
وعرقل النشطاء حركة المرور لفترة وجيزة في مساحة تمتد على نحو 300 متر، متمترسين خلف أكوام من التبن ومعتصمين عند تخوم المنطقة والمنافذ المؤدية إلى الشوارع المجاورة.
وربط البعض منهم أنفسهم بحاويات فيها أسمنت لإعاقة فض الاحتجاج، على ما أوضح ناشط لوكالة الصحافة الفرنسية. وجلس نحو عشرين منهم في وضعية التأمل في وجه شرطة مكافحة الشغب.
لكن سرعان ما انقشعت الأجواء بعد بضع ساعات مع انتشار آلات بيانو وأراجيح ومراحيض بدائية في الموقع حيث رفعت شعارات عدة منها «هذا العالم يحتضر، فلنبنِ آخر» و«واجبنا التمرد».
وبقي انتشار الشرطة محدوداً في الموقع واكتفى عناصرها بمراقبة المنافذ والتحقق من محتوى بعض الأكياس.
ولم تتأثر حركة السيارات كثيراً بالوضع وبقيت المتاجر مفتوحة كما محطتي المترو الأقرب إلى الموقع.

وكشفت ناطقة باسم المجموعة لوكالة الصحافة الفرنسية «ننوي البقاء ثلاثة أيام» حتى مساء الاثنين، وهو يوم عطلة بمناسبة عيد الفصح في فرنسا، مشيرة إلى أن ألف ناشط يشارك في هذه الفعاليات التي تشتمل على مؤتمرات وطاولات مستديرة وعروض أفلام وحفلات موسيقية وجلسات يوغا وتأمل.
وأوضحت أن «المسار الانتخابي لم يعد يلبي حاجات السكان» في مجال البيئة، معتبرة أنه جرى «التعتيم» على النقاش البيئوي خلال الحملة.
وأكدت الناطقة باسم المجموعة: «نرفض بطبيعة الحال أفكار اليمين المتطرف»، علماً بأن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن ستتواجه في الدورة الثانية من الانتخابات الأسبوع المقبل مع الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
وتدعو «إكستينكشن ريبيليين» التي تندد بـ«تقاعس» المسؤولين في وجه الاختلال المناخي إلى «ديمقراطية أخرى لا تقوم على التربح والنمو اللامحدود بل تتمحور حول العدالة البيئوية والاجتماعية».
وعُرفت المجموعة بمبادراتها اللافتة في بلدان كثيرة لشد الانتباه إلى قضية المناخ.



حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
TT

حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)

لعقود، تولّى حارس الحدائق جورج كريغ رعاية تمساح طوله 5.5 متر، يُدعى «كاسيوس». وبعد تقاعده، توقّف التمساح عن الأكل، ودخل في حالة «تدهور سريع».

ووفق «الغارديان»، يحاول الباحثون تحديد العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم بعد نفوقه في نهاية الأسبوع.

ونفق «كاسيوس»، حامل الرقم القياسي العالمي في موسوعة «غينيس»، لاعتقاد أنه يبلغ 110 أعوام على الأقل، في «مارينلاند ميلانيزيا» بجزيرة غرين الأسترالية، حيث عاش منذ عام 1987.

ولا يزال السبب الدقيق لنفوقه مجهولاً، لكنّ الاحتمال الأكبر يتعلّق بالشيخوخة. وجاء النفوق بعد أسابيع من رحيل أفضل صديق له، مالك «مارينلاند ميلانيزيا»، جورج كريغ، عن الجزيرة، وانتقاله إلى دار للمسنّين.

التمساح العملاق ينفق والعزاء يتدفّق (رويترز)

من جهته، قال حفيد كريغ، تودي سكوت: «يسهُل افتراض أنّ التوتر عجَّل نفوقه، خصوصاً أنّ صلةً وثيقةً تربط جدّي و(كاسيوس)».

وأضاف: «بعد مغادرة كريغ الجزيرة، راح التمساح يرفض الطعام، وبعد أسبوعين وجدناه فاقداً للوعي. 37 عاماً قضياها معاً، وبُعيد أسابيع من الانفصال، فقدنا أحدهما».

كان «كاسيوس» قد وقع في الأسر على أيدي باحثَيْن معنيَيْن بدراسة التماسيح، غراهام ويب وتشارلي مانوليس، في نهر فينيس عام 1987.

وبعد مدّة قضاها في العمل داخل مزرعة للماشية، سافر كريغ آلاف الكيلومترات، ونُقل «كاسيوس» إلى جزيرة غرين، حيث عاش منذ ذلك الحين.

وبتشريح «كاسيوس»، يأمل الباحثون في تحديد عمره الحقيقي الذي لطالما اعتمد على التقديرات.

في هذا السياق، أكد سكوت أنه بمجرّد النظر إلى «كاسيوس»، يمكن إدراك تقدّمه في السنّ.

وأضاف: «بلغ طوله 5.48 متر وتجاوز وزنه الطنّ. كان يبدو أقرب إلى ديناصور حيّ. بدا كأنه حيوان قديم».

ومن المقرَّر عدّ الحلقات الموجودة على عيّنة من عظم فخذه، في محاولة لتحديد عمره، على غرار حلقات الأشجار. كما أُخذت عيّنة من كل عضو رئيسي، وجرى الحفاظ على جلده ورأسه.

عمره الحقيقي حيَّر العلماء (إ.ب.أ)

وعبَّر سكوت عن اعتقاده بأنّ «كاسيوس» لطالما كان «مختلفاً جداً» عن التماسيح الأخرى في جزيرة غرين، بناءً على خبرته بمجال تربية صغار التماسيح طوال 14 عاماً.

وعادةً، يُزال بيض التماسيح من العشّ داخل الحظائر، لئلا تأكلها الذكور. وإنما في التسعينات، ترك كريغ بيضة عن طريق الخطأ.

روى سكوت: «فقست، فوجدنا تمساحاً صغيراً على رأس (كاسيوس) في الصباح». قرّر كريغ ترك التمساح الرضيع الذي أطلق عليه اسم «زينا»، تيمّناً بالأميرة المُحاربة، مع «كاسيوس»، فتولّى تربيتها لـ14 عاماً.

وإذ ذكر أنّ «كاسيوس» كان يحفظ قِطع الطعام في فمه، ثم يمنحها لـ«زينا»، أكّد: «لم يسبق توثيق هذا النوع من السلوك».

من ناحية أخرى، كان «كاسيوس» محبوباً ممَّن زاروه في «مارينلاند ميلانيزيا» لعقود، فتابع سكوت أنّ رسائل التعزية بعد نفوقه تدفّقت من أنحاء العالم، لافتاً إلى أنّ المركز سيركّز على استمرار إرث التمساح العملاق.

اليوم، يعيش أقدم تمساح معروف في العالم، يُدعى «هنري»، في مركز «كروك وورلد» للحفاظ على الحيوانات بجنوب أفريقيا. ومن المقرَّر بلوغه 124 عاماً في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.