ليفربول ومانشستر سيتي أمام مواجهة للتاريخ في نصف نهائي كأس إنجلترا

الصراع بين الغريمين الكبيرين يتجدد في ويمبلي اليوم

يورغن كلوب وجوسيب غوارديولا وصراع لا ينتهي (رويترز)
يورغن كلوب وجوسيب غوارديولا وصراع لا ينتهي (رويترز)
TT

ليفربول ومانشستر سيتي أمام مواجهة للتاريخ في نصف نهائي كأس إنجلترا

يورغن كلوب وجوسيب غوارديولا وصراع لا ينتهي (رويترز)
يورغن كلوب وجوسيب غوارديولا وصراع لا ينتهي (رويترز)

سيكون رهان ليفربول في تحقيق رباعية تاريخية على المحكّ أمام مانشستر سيتي الساعي إلى ثلاثية بدوره اليوم (السبت) في مباراة نصف نهائي كأس إنجلترا التي ستحقق حلم أحد الأندية في الخلود الكروي وتحطّم آخر. يتنافس رجال الألماني يورغن كلوب على أن يصبحوا أول فريق إنجليزي يفوز بالألقاب الأربعة الكبرى كلها في موسم واحد، وذلك بعدما بدأوا المشوار في فبراير (شباط) الماضي بالفوز بكأس الرابطة، والعبور إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الأسبوع الحالي عقب مواجهة مثيرة مع بنفيكا البرتغالي الأربعاء. وفي حين تشير التوقعات إلى علو كعب ليفربول في تخطّي فياريال الإسباني (الذي أقصى بايرن ميونيخ الألماني) في نصف نهائي المسابقة الأوروبية الأمّ، فإن سيتي متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون العقبة الرئيسية أمام طموحات الـ«ريدز». ويتربّع سيتي على الصدارة بلا أريحية بفارق نقطة واحدة عن ليفربول، مع بقاء سبع مباريات على النهاية عقب تعادلها 2 - 2 نهاية الأسبوع الماضي. ويسعى فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا أيضاً إلى حصد لقب دوري أبطال أوروبا، وقد يواجه ليفربول في النهائي إذا تغلّب على ريال مدريد الإسباني في نصف النهائي.
ولدى سيتي أيضاً إنجاز نادر يسعى إلى تحقيقه، وهو أن يصبح ثاني فريق إنجليزي فقط يفوز بثلاثية البريميرليغ، ودوري أبطال أوروبا، وكأس إنجلترا. هذان الهدفان الكبيران لـ«سيتيزنس» و«ريدز» يعنيان أن الرهانات ستكون عالية عندما يلتقيان للمرة الثانية في غضون أسبوع، وهذه المرة في ويمبلي لحجز بطاقة في نهائي الكأس. وعليه، فإن أحد الفريقين سيغادر الملعب منتشياً، في حين يتعيّن على الآخر استعادة التركيز.
وأكد كلوب في هذا السياق، أنه يستمتع باحتدام المعركة، وقال «كان سيتي قوياً جداً الأسبوع الماضي ولم نكن في أفضل حالاتنا؛ لذا أود أن أرى مباراة نكون فيها في أفضل حالاتنا أيضاً»، مضيفاً «سيكون ذلك ممتعاً؛ لذلك دعونا نجربه». وتطرق مدرب بوروسيا دورتموند السابق إلى أهمية مواجهة سيتي قائلاً «يجب أن نتعامل (مع المباراة) على أنها مباراة نهائية، علينا أن نفعل ذلك». وأردف «هذا هو الوضع إلى حدٍ كبير، وهذه هي الطريقة التي تعاملنا بها بالفعل منذ يناير (كانون الثاني)، منذ أن بدأنا هذه المهمة الصغيرة. عليك أن تبذل قصارى جهدك». وأضاف «ويمبلي ملعب كبير لذا علينا تغطية الكثير من العشب والركض كثيراً وسد الفجوات الكبيرة، ولكن أعتقد أنه سيكون رائعاً. بالطبع، سيستخدم الفريقان المباراة الأخيرة للتحليل وسنرى من يستخدمها بشكل أفضل». وأحرز ليفربول لقب مسابقة الكأس سبع مرات في تاريخه آخرها عام 2006، غير أن النجاح لم يكن حليفه ففشل في رفع ألقابه أو حتّى الوصول إلى المربع الذهبي منذ أن تسلم كلوب زمام الأمور الفنية في النادي في عام 2015. وبمواجهة فريق أحرز اللقب 6 مرات آخرها عام 2019، وصف المدرب الألماني مباراته أمام سيتي بـ«منافسة هائلة، منافسة ضخمة» و«من الواضح أننا حتّى الآن لم نصل سابقاً إلى نصف النهائي؛ لذا فهي أول تجربة لنا في الدور قبل النهائي في ويمبلي... نحن هنا، وهذا يعني كل شيء بالنسبة لنا لأكون صادقاً». كان كلوب قادراً على البدء بالمصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والهولندي فيرجيل فان دايك على مقاعد البدلاء في التعادل 3 - 3 مع بنفيكا الأربعاء؛ ما جعل لاعبيه الثلاثة الأساسيين جاهزين لمواجهة اليوم.
في المقابل، تعرض مانشستر سيتي لضربات عدة بعد تعادله السلبي مع أتلتيكو مدريد الإسباني في إياب ربع نهائي دوري الأبطال. ورغم تأهل سيتي إلى دور الأربعة، قال غوارديولا إنهم يواجهون «مشكلة كبيرة» بعد إصابة البلجيكي كيفن دي بروين وكايل ووكر، في حين أنهى فيل فودين المباراة بضمادة على رأسه. وأقر لاعب خط الوسط الإسباني رودري بأن الجدول المزدحم كان له أثره.
وقال، إن «الروزنامة مجنونة. لقد خضنا هاتين المباراتين ضد أتلتيكو، وقبلها بأيام ضد ليفربول. عليك أن تعمل بنسبة 100 في المائة، والآن لدينا ليفربول مرة أخرى، والعديد من المباريات الصعبة في الوقت نفسه». وأضاف «علينا أن نصفّي أذهاننا ونتعافى ونعطي أفضل شكل في المباراة المقبلة». وربما لا تحتفظ كأس إنجلترا ببريقها السابق نفسه، لكن حقيقة أن مباراة اليوم تجمع اثنين من أقوى فرق العالم تضيف إثارة إضافية للمناسبة. ويلعب في نصف النهائي الثاني اليوم، الأحد، تشيلسي الساعي إلى محو خيبة خسارة لقب دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، عندما يواجه كريستال بالاس.


مقالات ذات صلة

دوري أبطال أوروبا: كلوب بروغ يلطخ سجل أستون فيلا المثالي

رياضة عالمية سجل قائد كلوب بروغ هانس فاناكن هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء (رويترز)

دوري أبطال أوروبا: كلوب بروغ يلطخ سجل أستون فيلا المثالي

ألحق كلوب بروغ البلجيكي الخسارة الأولى بأستون فيلا الإنجليزي بالفوز عليه 1 - 0 الأربعاء ضمن الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بروغ )
رياضة عالمية يقضي قدوس بالفعل عقوبة إيقاف تلقائية لثلاث مباريات (رويترز)

تغريم قدوس لاعب وست هام وإيقافه مباراتين إضافيتين

قال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اليوم الأربعاء إنه غلظ عقوبة إيقاف محمد قدوس جناح وست هام يونايتد لتصبح خمس مباريات مع تغريمه 60000 جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جونسون يفتتح رباعية توتنهام في شباك أستون فيلا (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي

كان من الواضح أن أداء إلكاي غوندوغان وماتيو كوفاسيتش وكايل ووكر تأثر نتيجة تقدمهم في السن.

رياضة عالمية لا يمكن الهروب من حقيقة أن السيتي خسر ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي (أ.ب)

بعد 3 هزائم متتالية... هل مانشستر سيتي في أزمة؟

بعد هزيمة مانشستر سيتي أمام سبورتينغ لشبونة بنتيجة 4 - 1 مساء الثلاثاء قال برناردو سيلفا إن فريقه «في مكان مظلم» على الرغم من أن بيب غوارديولا لم يوافقه الرأي

The Athletic (لشبونة)
رياضة عالمية تشابي ألونسو (رويترز)

ألونسو: علينا أن نتعلّم من الخسارة الكبيرة أمام ليفربول

قال تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق باير ليفركوزن الألماني لكرة القدم، إن فريقه سيتعلّم من الخسارة الكبيرة صفر-4 التي تعرّض لها الفريق أمام ليفربول.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».