الحوثيون يمنعون المبادرات الخيرية وتوزيع الصدقات على الفقراء

TT

الحوثيون يمنعون المبادرات الخيرية وتوزيع الصدقات على الفقراء

واصلت الميليشيات الحوثية منذ مطلع شهر رمضان تضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بهدف منعهم من توزيع المساعدات العينية والنقدية على الفقراء الذين زادت أعدادهم إلى أرقام غير مسبوقة بسبب توقف الرواتب وانحسار سبل العيش.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية وأخرى حقوقية في صنعاء بأن الجماعة منعت طيلة الأيام الماضية عدداً من رجال الأعمال ونحو 18 مبادرة شبابية تطوعية من توزيع المساعدات النقدية والعينية التي جرت العادة على توزيعها كل عام خلال شهر رمضان على الأسر الفقيرة.
وقالت المصادر إن الجماعة ألزمت عبر هيئة الزكاة التابعة لها مؤسستي حيدر فاهم وهائل سعيد التجاريتين وجمعيات وتجاراً آخرين بعدم توزيع أي صدقات أو مساعدات للفقراء هذا العام والاكتفاء بتوريدها لصالح هيئة الزكاة وهي الكيان الحوثي الذي تم استحداثه للتحكم في أموال الصدقات.
وتقدر المصادر أن منع الانقلابيين لبيوت تجارية كبرى في اليمن من توزيع المعونات حرم في رمضان الجاري أزيد من 150 ألف أسرة يمنية فقيرة قابعة تحت سيطرة الميليشيات في صنعاء ومدن أخرى من الحصول على مساعدات.
وعلى الصعيد ذاته، شكت أٌسر فقيرة في صنعاء من حرمانها وأطفالها من الحصول على معونات بسبب المنع الحوثي للتجار وغيرهم من توزيعها لهم ولغيرهم من الأسر المتعففة.
ويقول السكان في صنعاء إن الهدف من وراء منع الانقلابيين لأعمال الخير في رمضان هو من أجل الاستحواذ على أكبر كمية من المواد الغذائية والمبالغ المخصصة لهم واحتكار آلية توزيعها وحصرها على الموالين عقائدياً للجماعة، خصوصاً المنحدرين من صعدة (معقل الميليشيات).
وحملت بعض الأسر في صنعاء الجماعة مسؤولية حرمانها وذويها من الحصول على المساعدات وما تعانيه في الوقت الحالي من أوضاع متدهورة جراء استمرار سياسات التجويع والنهب والمصادرة الحوثية التي أثرت على كافة مناحي الحياة المعيشية.
وشكا السكان في العاصمة صنعاء من إيقاف الجماعة بشكل متعمد لسلال غذائية ومساعدات متنوعة كانت تصلهم مطلع كل رمضان من مؤسستي «فاهم» و«هائل سعيد» ومن تجار ومبادرات تطوعية أخرى.
وعلى صعيد إيقاف الانقلابيين لأعمال التطوع، أفصح شبان متطوعون عن تعرضهم منذ مطلع رمضان لسلسلة مضايقات وعمليات مصادرة حوثية هدفها منع ممارسة أي نشاط خيري بنطاق العاصمة إلا تحت نظر وإشراف المؤسسات الحوثية.
وذكرت عاملة بفريق تطوعي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفي الجماعة برفقة مسلحين منعوا منتصف الأسبوع الماضي فريقهم الشبابي من توزيع مواد غذائية ومالية لنحو 60 أسرة متعففة بحي السنينة الشعبي الواقع بنطاق مديرية معين في العاصمة صنعاء.
وقالت المتطوعة، التي طلبت حجب اسمها لاعتبارات أمنية، إن الميليشيات بررت ممارساتها تلك التي تندرج بسياق التضييق الحوثي المستمر للأعمال الإنسانية والخيرية بأن تلك المساعدات تعد «مشبوهة» ولا تخضع لأي رقابة.
وأفادت بأن الانقلابيين اشترطوا على الطاقم الذي تعمل معه تسليم بقية المساعدات والمبالغ إما إلى هيئة الزكاة الحوثية أو إلى المجلس الأعلى المخول بالتحكم في المساعدات لإعادة النظر في طريقة توزيعها. وأكدت المتطوعة أن مشرفي الجماعة توعدوا فريقها بالاعتقال والسجن في حال استمروا في عملية توزيع المساعدات على الفقراء.
وأشارت إلى أنها وعدداً من زملائها المتطوعين كانوا قد شرعوا مطلع رمضان بحملة واسعة لتأمين مساعدات نقدية ومواد غذائية متنوعة للكثير من الأسر ممن ضاق بهم الحال نتيجة الظروف الحالية التي أوجدها الانقلاب الحوثي.
وفي صنعاء نفسها، قال إبراهيم الأكوع إن والده تعود توزيع صدقات في رمضان نقدية أو عينية للفقراء والأيتام الذين تعودوا على المجيء إلى منزلهم، غير أن دوريتين من عساكر الحوثيين بقيادة المدعو إبراهيم الكبسي حضرت إلى المكان ومنعت النساء من تسلم الصدقات وملابس الأطفال.
وأوضح الأكوع في منشور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي أن المسلحين الحوثين طالبوا بالحصول على ترخيص للقيام بهذا العمل أو تسليم الصدقات لهم، ولكن أسرته ردت بالرفض وتعهدت بتوزيع الصدقات وتوصيلها إلى بيوت المسجلين لديها.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).