حادثة غامضة... إصابة أكثر من 100 شخص ارتادوا المدرسة نفسها بسرطان نادر

الطالب السابق في مدرسة كولونيا الثانوية آل لوبيانو عانى من السرطان إلى جانب زوجته وشقيقته (ديلي ميل)
الطالب السابق في مدرسة كولونيا الثانوية آل لوبيانو عانى من السرطان إلى جانب زوجته وشقيقته (ديلي ميل)
TT

حادثة غامضة... إصابة أكثر من 100 شخص ارتادوا المدرسة نفسها بسرطان نادر

الطالب السابق في مدرسة كولونيا الثانوية آل لوبيانو عانى من السرطان إلى جانب زوجته وشقيقته (ديلي ميل)
الطالب السابق في مدرسة كولونيا الثانوية آل لوبيانو عانى من السرطان إلى جانب زوجته وشقيقته (ديلي ميل)

فتحت السلطات الأميركية تحقيقاً بعد أن ظهر أن أكثر من 100 شخص التحقوا بمدرسة ثانوية في نيوجيرسي أصيبوا بنوع «نادر» من سرطان الدماغ، بعد سنوات من تخرجهم أو عملهم هناك، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
تم الكشف عن ذلك من قبل طالب سابق في مدرسة كولونيا الثانوية في وودبريدج، نيوجيرسي بعد أن عانى آل لوبيانو، البالغ من العمر الآن 50 عاماً، من ورم دماغي يُفترض أنه «نادر» منذ حوالي 20 عاماً.
لم يفكر في الأمر بالبداية حتى تم تشخيص زوجته بنفس شكل الورم الأرومي الدبقي، وتبعتها أخته التي أصيبت أيضاً بورم عدواني، وتوفيت في النهاية الشهر الماضي.
ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحي الأعصاب، فعادة يكون الورم الأرومي الدبقي نادر الحدوث للغاية مع إصابة 3.21 لكل 100 ألف شخص. ولكن منذ مطالبة الآخرين بالتواصل، عانى 102 شخص ممن مروا بالمدرسة بين عامي 1975 و2000 من نوع سرطان الدماغ.
قرر لوبيانو، عالم البيئة، أن ينشر القصة على «فيسبوك»، مقتنعاً أن هناك شيئاً يربط وفاة أخته المفاجئة بتجاربه وزوجته.
يبحث مسؤولو وودبريدج الآن أكثر في الأمر لمحاولة تحديد السبب الأساسي.
أثناء بحثه لكشف الحقيقة، بدأ في البداية بمجموعة صغيرة من المرضى، ولكن مع تزايد الأعداد لاحظ أن أولئك الذين يعانون إما عملوا أو التحقوا بالمدرسة الثانوية نفسها.
قبل ستة أسابيع، تواصل مع زملائه السابقين والمدرسين على «فيسبوك»، ليسأل عما إذا كان أي منهم يعاني أيضاً من أورام دماغية نادرة. وتدفقت الرسائل والردود عبر بريده الخاص.

تخرجت الغالبية العظمى من أولئك الذين أصيبوا بأورام في الدماغ بين عامي 1975 و2000، رغم وجود حالة واحدة مؤخراً في عام 2014.
وقال لوبيانو، «ما أجده مقلقاً هو أنه يوجد بالفعل رابط بيئي واحد فقط لأورام الدماغ الأولية، وهو الإشعاع المؤين. الأمر لا يرتبط بالمياه الملوثة أو الهواء. إنه ليس شيئاً في التربة... لم يحدث لنا ذلك بسبب العادات السيئة».
وحاول الرجل معرفة ما وجد في موقع المدرسة قبل بنائها.
قال جون ماكورميك عمدة وودبريدج لشبكة «سي بي إس»، «كانت أرضاً غير مستخدمة وعبارة عن غابة. المدرسة الثانوية هي أول شيء وُجِد هناك، لذلك ربما لم يكن هناك شيء على الأرض في ذلك الوقت».
تقوم كل من وزارة الصحة بالولاية وإدارة حماية البيئة والوكالة الفيدرالية لتسجيل المواد السامة والأمراض بالتحقيق في الحالات.

تشمل التشخيصات التي أجراها أكثر من 100 شخص اتصلوا بلوبيانو «عدة أنواع من أورام الدماغ الأولية، بما في ذلك الأشكال السرطانية مثل الورم الأرومي الدبقي والكتل غير السرطانية لكن الموهنة مثل الأورام العصبية الصوتية والأورام الأرومية الوعائية والأورام السحائية».
وشارك لوبيانو حتى الآن نظرية واحدة، حيث قال إن المدرسة كانت تقع على بعد 12 ميلاً من مصنع تم استخدامه للتعامل مع خام اليورانيوم وتجفيفه وتخزينه وتعبئته وشحنه لتطوير القنبلة الذرية.
ويزعم أن بعض التربة الملوثة أزيلت من الموقع بعد إغلاقه في عام 1967 - وهو العام نفسه الذي تم فيه بناء مدرسة كولونيا الثانوية.
يتساءل لوبيانو عما إذا كانت بعض التربة الملوثة قد انتهى بها الأمر بطريقة ما في أرض المدرسة.


مقالات ذات صلة

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

علوم علاجات منزلية للخصوبة سهلة وبكلفة زهيدة (أدوبي ستوك)

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

في سن 32، كانت تيسا ميلز وزوجها يواجهان صعوبة في الإنجاب. فقد أمضيا عامين في المحاولة وخضعا لسلسلة من الفحوصات.

شالين غوبتا (واشنطن)
علوم تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

حددت دراسة جديدة أجرتها جامعة شرق فنلندا بالتعاون مع شركاء دوليين، متغيرات وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس ذي الضغط الطبيعي.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
يوميات الشرق التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

جهاز منزلي لقياس التوتر

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد يعرضك ارتفاع ضغط الدم لخطر السكتات الدماغية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أربعة أطعمة على مرضى ضغط الدم المرتفع تجنبها

يرصد التقرير بعض الأطعمة التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً، للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل، وأوضح الباحثون، أن الجهاز يمكن أن يسهم في تحسين دقة وسهولة قياس مستويات التوتر، ما يجعل من الممكن مراقبة الصحة النفسية والتعامل مع التوتر بشكل أفضل، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Talent».

ويشكّل التوتر جزءاً من حياتنا اليومية، بدءاً من متطلّبات العمل المستمرة، وصولاً إلى ضغوط الحياة اليومية، مثل توصيل الأطفال إلى المدرسة، ويمكن لتجاهُل مستويات التوتر المرتفعة أن يؤدي لمشاكل صحية ونفسية خطيرة، مثل الاكتئاب ومرض ألزهايمر، ولرصد هذه الحالة ابتكر فريق البحث الجهاز الذي يمكنه قياس مستويات هرمون الكورتيزول، وهو مؤشر حيوي للتوتر في الدم بدقة.

ويُعَد الكورتيزول من أهم الهرمونات التي تعكس مستويات التوتر، ومن ثم فإن قياسه بدقة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تشخيص التوتر. ويستخدم الجهاز الجديد جزيئات نانوية من أكسيد الإيريديوم، وهي جزيئات صغيرة جداً تعمل على تحسين فاعلية الجهاز، وهذه الجزيئات تغطي الأقطاب الكهربائية في الجهاز.

وأكسيد الإيريديوم مركب كيميائي يستخدم في الإلكترونيات والمحفزات الكيميائية بفضل استقراره وحساسيته العالية، ويُعدّ مثالياً لتحسين أداء أجهزة قياس الكورتيزول بفضل فاعليته في ظروف متنوعة.

ويقيس الجهاز مستويات الكورتيزول من خلال وضع عينة من الدم على الجهاز، حيث يتفاعل الكورتيزول مع الأقطاب الكهربائية المُعدّلة بالجزيئات النانوية من أكسيد الإيريديوم.

ويولد التفاعل بين الكورتيزول والجزيئات النانوية إشارات كهربائية، وهذه الإشارات تُترجَم إلى قراءة لمستويات الكورتيزول في العينة، كما يقيس الجهاز التغيرات في الإشارات الكهربائية بدقة لتحديد كمية الكورتيزول.

ووجد الباحثون أن الجهاز قادر على قياس مستويات الكورتيزول بدقة حتى عندما تكون الكميات منخفضة جداً، ما يجعله مناسباً لاستخدامه في المنزل، ويتفوق الجهاز الجديد على الأجهزة المماثلة الحالية التي غالباً ما تكون أقل حساسية ولا يمكنها قياس الكورتيزول بكفاءة في التركيزات المنخفضة.

كما يستطيع الجهاز تمييز الكورتيزول عن هرمونات مشابهة مثل التستوستيرون والبروجيستيرون، بفضل التحسينات في الأقطاب الكهربائية، بينما تواجه الأجهزة الحالية صعوبة في هذا التمييز، ما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة شيان جياوتونغ - ليفربول في الصين، الدكتور تشيوشن دونغ: «هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها أكسيد الإيريديوم بهذه الطريقة، حيث أنتجنا جهازاً بسيطاً وقليل التكلفة لقياس الكورتيزول».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت» أن الجهاز يمكنه الكشف عن جزيئات الكورتيزول بتركيز أقل بمقدار 3000 مرة من النطاق الطبيعي في الدم.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التقدم في التكنولوجيا يعزّز الآمال في إمكانية إجراء اختبارات التوتر في المنزل بطريقة دقيقة وسهلة، ما قد يُحدِث ثورة في كيفية إدارة مستويات التوتر بشكل يومي.