هل ينجح العليمي في إدارة التناقضات وحل النزاعات في اليمن؟

«الشرق الأوسط» تقرأ في كتابه عن التاريخ الاجتماعي للقبائل اليمنية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي خلاله خطابه الأول (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي خلاله خطابه الأول (سبأ)
TT

هل ينجح العليمي في إدارة التناقضات وحل النزاعات في اليمن؟

رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي خلاله خطابه الأول (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي خلاله خطابه الأول (سبأ)

في يناير (كانون الثاني) 2022 أضاف الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، فصلاً رابعاً لكتابه «الأساليب التقليدية لحل النزاعات في اليمن» يتحدث عن حل النزاعات وفقاً للقواعد العرفية، في المحافظات الجنوبية والشرقية، وذلك قبل نحو أربعة أشهر فقط من تسميته رئيساً للمجلس الرئاسي في اليمن.
يمثل الكتاب الذي ألّفه الدكتور العليمي مطلع الثمانينات الميلادية والذي نال من خلاله درجة الماجستير من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، دراسة في التاريخ الاجتماعي للقبائل اليمنية، وأساليب القضاء والعرف وحل النزاعات بطرق مختلفة.
ومع تعيينه رئيساً لمجلس القيادة الرئاسي الجديد الذي يضم سبع قيادات يمنية أخرى، يتبادر السؤال حول مقدرتهم على إدارة المتناقضات اليمنية، وربما الاستفادة من التاريخ الاجتماعي والأعراف والتقاليد في القضاء وحل النزاعات في بيئة شديدة التداخل والتعقيد.
يعرّج الدكتور رشاد في كتابه الصادر عن دار «أروقة للدراسات والترجمة والنشر» على أهمية التعرف على العوامل التاريخية والاجتماعية والثقافية التي أدت إلى استمرار العرف الخاص بحل النزاعات في المجتمع اليمني تعايشاً مع الشريعة الإسلامية طوال الفترة التاريخية الممتدة لأكثر من ألف عام.
الدراسة في فصولها الثلاثة الأولى أنجزت خلال المرحلة من 1981 إلى 1984 والتي كانت الأوضاع اليمنية قائمة على وجود دولتين: الجمهورية العربية اليمنية وتشمل المحافظات الشمالية والغربية والوسطى من اليمن، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتشمل المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن واللتين أصبحتا بعد عام 1990 الجمهورية اليمنية، وتعذر حينها إجراء الدراسة على الجزء الجنوبي والشرقي من اليمن؛ نظراً للصراع القائم بين النظامين السياسيين.
وتحدث الفصل الأول عن بناء النظام القبلي في المجتمع اليمني من منظور تحليل بنائي وتاريخي، وعلاقة الدولة بالقبيلة في المجتمع اليمني، مبيناً أن هذه العلاقة ظلت قائمة دائماً على عنصر الحرب، ما عدا فترة الازدهار الحضاري، والوحدة السياسية اليمنية في ظل الدولة السبئية والحميرية وشطر من العهد الإسلامي.
فيما شمل الفصل الثاني قواعد العرف في المجتمع اليمني، طبيعتها، وتطورها، ومصادر القانون العرفي في المجتمع اليمني، مشيراً إلى وجود ثلاثة مصادر للقانون العرفي في المجتمع اليمني تتمثل في: الدين، والسوابق العرفية، وبقايا القوانين الوضعية للدولة اليمنية القديمة.
وتطرق الدكتور العليمي في هذا الفصل أيضاً إلى موقف المشرَّع اليمني من قواعد العرف، مؤكداً أنه كان موقفاً رافضاً وبنصوص واضحة من بعض قواعد العرف خصوصاً تلك التي تترتب عليها آثار اجتماعية ضارة، مورداً الكثير من النصوص القانونية التي تدعم حجته.
وفي الفصل الثالث من الكتاب يناقش الدكتور رشاد العليمي إجراءات القضاء العرفي في المجتمع اليمني، بينما يتحدث في الفصل الرابع الذي أُضيف حديثاً كما ذكرنا آنفاً عن وسائل الضبط التقليدية في المحافظات الجنوبية والشرقية، والقواعد العرفية لحل النزاعات في حضرموت، ومفاهيم أساسية لقواعد حل النزاعات في الجمهورية اليمنية.
وحلل العليمي في الفصل الخامس قواعد العرف في المجتمع اليمني، عبر سرد تاريخي وخلص إلى بعض النتائج، من أهمها: أن قواعد القانون العرفي في المجتمع اليمني قد تركت الكثير من القضايا للبتّ فيها طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية ابتداءً بالمواريث والأحوال الشخصية كالطلاق والزواج، إلى جانب أن جميع إجراءات المحاكمة ابتداءً من رفع الدعوى وانتهاء بإصدار الحكم تتفق تماماً مع تلك القواعد التي كانت أساساً لحل الخصومات والنزاع في فجر الإسلام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.