حذّرت تقارير استخباراتية أميركية وبريطانية من لجوء القوات الروسية إلى استخدام القنابل الفوسفورية في شرق أوكرانيا حيث تستعد القوات الروسية لتصعيد العمليات العسكرية في تلك المنطقة، ما قد يعرض السكان المدنيين في مدن مثل ماريوبول لخطر الموت والإصابة؛ حيث يعد الفوسفور شديد السمية ويسبب حروقاً شديدة.
ويحذر القانون الدولي استخدام ذخائر الفوسفور بالقرب من المدنيين، لكن القانون لا يصنف الفوسفور سلاحاً كيماوياً بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية، ويضع فقط قيوداً على استخدامه في المناطق التي يوجد فيها مدنيون.
ويقول مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في مركز أبحاث الأمن القومي، إن الصراع يبدو أشبه بحرب استنزاف. وقد يزداد العنف سوءاً في المرحلة التالية؛ حيث تهاجم القوات الروسية القوات الأوكرانية بشكل مباشر وتقصف المدن في محاولة لعزل دونباس عن بقية البلاد.
ويتوقع الخبراء أن تكون الأسابيع الأربعة المقبلة هي فترة حاسمة وخطيرة للغاية في حرب روسيا على أوكرانيا، التي تسبق الاحتفال السنوي بيوم النصر في موسكو حيث سيكون 9 مايو (أيار) هو يوم عطلة في روسيا للاحتفال بالانتصار في الحرب العالمية الثانية على النازيين، ما يجعله يحمل رمزية كبيرة في السياسة الداخلية الروسية. وبحلول ذلك الوقت، قد تنفذ روسيا هجوماً كبيراً لتحقيق نصر استراتيجي في شرق أوكرانيا أو الادعاء بالسيطرة الكاملة على إقليم دونباس وادعاء انتصارات ساحقة، وهذا زخم قد يغذي اندفاع روسيا نحو العاصمة كييف مرة أخرى.
ويقول خبراء إن نجاح أو فشل الحملة الروسية في شرق أوكرانيا سيشكل إرث حرب الرئيس بوتين، ومصير أوكرانيا، فإذا فشلت روسيا في تحقيق نصر واضح، فقد يبدأ بوتين في البحث عن مخرج من الحرب. أما إذا فازت روسيا بشكل أكثر حسماً، فقد يحاول بوتين الدفع إلى بقية أوكرانيا مرة أخرى، ربما بهدف القضاء على القيادة الأوكرانية وتنصيب نظام موالٍ لموسكو. وقال ماسون كلارك كبير محللي الشؤون الروسية في معهد دراسات الحرب: «لا أعتقد أن الكرملين قد تخلى عن أهدافه المتطرفة، بل تم فقط إجبار روسيا على تعديل أهدافها».
ويقول مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين يهرعون بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا لعلمهم بمخاطر العمليات العسكرية خلال الشهر المقبل. وقال ألكسندر فيندمان، وهو ضابط مشاة سابق ومدير الشؤون الأوروبية بمجلس الأمن القومي، إن «الوضع أكثر خطورة من أي شيء آخر رأيناه حتى الآن، وأعتقد أنه إذا خسرت روسيا فسوف تكون قادرة فقط على الاحتفاظ بالأراضي التي كانت لديها، ولكن إذا نجحت، أخشى أن تكون هذه وصفة لحرب طويلة الأمد، ولن تتوقف روسيا عند تحقيق مكاسب محدودة. والحرب التي يطول أمدها هي وصفة للانفجار في مواجهة محتملة مع الناتو».
قلق غربي من استخدام قنابل فوسفورية شرق أوكرانيا
قلق غربي من استخدام قنابل فوسفورية شرق أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة