ضابط إسرائيلي قتل يهودياً لاعتقاده بأنه فلسطيني وآخر أصيب بنيران صديقة

ضابط إسرائيلي قتل يهودياً لاعتقاده بأنه فلسطيني وآخر أصيب بنيران صديقة
TT

ضابط إسرائيلي قتل يهودياً لاعتقاده بأنه فلسطيني وآخر أصيب بنيران صديقة

ضابط إسرائيلي قتل يهودياً لاعتقاده بأنه فلسطيني وآخر أصيب بنيران صديقة

انتقد مسؤولون أمنيون وسياسيون إسرائيليون حالة الهستيريا والفوضى بصفوف أجهزة الأمن في أعقاب إخفاقات مواجهة عمليات إطلاق النار في تل أبيب وبني براك والخضيرة وبئر السبع والعمليات الانتقامية التي تمت خلال الرد عليها في جنين، والتي شهدت عدداً من الإصابات التي تمت بأيدي جنودهم ضد جنود ومواطنين.
وتم الكشف عن إصابة ضابط إسرائيلي جراء شظية قنبلة أطلقها جندي إسرائيلي باتجاه قواته، بينما اعتقدت القوة أن الإصابة جاءت جراء رصاصة فلسطينية.
ورد الجيش الإسرائيلي بهجوم انتقامي على الفلسطينيين، وفيما بعد أيقنوا أن الإصابة تمت من نيران صديقة. كما قام ضابط بتصفية شخص هاجم جندية وخطف سلاحها، واعتبروه بطلاً، قبل أن يتبين أن المهاجم ليس فلسطينياً، بل مواطن إسرائيلي مريض نفسي.
كما انتقد المسؤولون حشد قوات كبيرة من الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في تل أبيب، خلال العملية التي نفذها فلسطيني، واتضح أن القوات عملت من دون تنظيم، وافتقدت للتنسيق فيما بينها، لدرجة تشكيل خطر على حياة المواطنين.
وقال مسؤول أمني رفيع شارك في العمليات بتل أبيب في ذلك اليوم (الخميس الماضي): «حقيقة أنه أنهينا هذا الحدث من دون قتلى (إسرائيليين) بإطلاق نار نفذته قواتنا كان مسألة حظ وليس أي شيء آخر. ولم يعلم أحد ما الذي يحدث هناك. واتضح أن دعوة رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، للمواطنين بحمل السلاح وموافقة قادة الجيش والشرطة على ذلك، تسببت في وضع خطر، حيث كان المواطنون والجنود يجرون حاملين السلاح نحو بيوت السكان، وجرى مسلحون بلباس مدني بين الأزقة من دون أن يعرف احد منهم الآخر». وقال: «كان هذا إخفاقاً أمنياً شديداً من الناحية العملية المهنية، ومن كل النواحي الأخرى».
وأشارت صحيفة «هآرتس»، أمس (الاثنين)، إلى تكرار هذا الأداء من جانب قوات الأمن الإسرائيلية في أعقاب عمليات نفذها فلسطينيون، في السنوات الماضية، وأسفرت في عام 2015 عن مقتل مواطن إسرائيلي في القدس، بسبب هستيريا وفوضى أمنية، وتكررت في أعقاب العملية في قلب تل أبيب، نفذها شاب عربي من عرعرة (فلسطينيي 48)، يدعى نشأت ملحم، عندما كان رجال أمن يتراكضون في شوارع تل أبيب وهم يشهرون أسلحتهم «بصورة شكلت خطراً على حياة مواطنين».
وأكد أنه بسبب حالة الهستيريا في صفوف قوات الأمن، بتل أبيب، لم تنصع القوات للتعليمات التي ينص عليها القانون، رغم أنه «تم وضع قواعد عمل واضحة في حالات كهذه تقضي بتوزيع مهمات واضح ومنظّم».
ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في الشرطة والجيش الإسرائيليين قولهم إن «قوات الجيش والشاباك والشرطة التي وصلت إلى موقع عملية إطلاق النار كانت كبيرة من دون حاجة إلى ذلك، وبشكل وضع مصاعب أمام عملهم». وقال مسؤول عسكري رفيع شارك في إدارة العمليات الأمنية، الخميس الماضي، إنه «خلال دقائق خرج مئات عناصر الشاباك والجنود الذين يسكنون في المنطقة التي وقعت فيها العملية من بيوتهم بلباس مدني وحاملين أسلحة وراحوا يجرون في الساحات من أجل استهداف منفذ العملية. ولم يكن أحد يعرف شكل المنفذ. والجميع بحث عن شخص بملابس مدنية ويحمل مسدساً، فيما كان حينها يتجول المئات الذين يستجيبون لهذا الوصف. ولم يكن ينبغي أن تبدو الأمور بهذا الشكل، ولا يمكن أن يجري حدث كهذا من دون سيطرة قيادة العمليات».
كما نقلت الصحيفة عن ضابط شرطة آخر قوله إنه «بدلاً من مطاردة المنفذ، نشأ وضع انتقل جلّ الاهتمام خلاله إلى السيطرة على القوات التي انفلتت هناك. وجنود من دون خبرة بالعمل في الحيز المدني عملوا هناك مع الضباط المسؤولين عنهم، وهم في سن 24 - 25 عاماً، ويفتقرون بأنفسهم للخبرة. ويحظر أن تكون هناك اعتبارات أخرى أثناء نشاط عملياتي، خصوصاً أثناء محاولة القبض على منفذ عملية مسلح يجري في وسط المدينة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.