لبنان: رئاستا الجمهورية والبرلمان خارج تحالف «أمل» و«التيار»

بري وباسيل في أحد لقاءاتهما السابقة (الوكالة المركزية)
بري وباسيل في أحد لقاءاتهما السابقة (الوكالة المركزية)
TT

لبنان: رئاستا الجمهورية والبرلمان خارج تحالف «أمل» و«التيار»

بري وباسيل في أحد لقاءاتهما السابقة (الوكالة المركزية)
بري وباسيل في أحد لقاءاتهما السابقة (الوكالة المركزية)

لم ينجح «حزب الله» في جمع حليفيه الخصمين، تحديداً «التيار الوطني الحر» برئاسة النائب جبران باسيل، و«حركة أمل»، بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، إلا عبر إدراج أسماء مرشحيهما في لوائح مشتركة في عدد من المناطق لمصالح انتخابية يستفيد منها «التيار» بشكل رئيسي، من دون أن ينسحب هذا الأمر على أي التزام سياسي من قبلهما، تحديداً حيال انتخابات رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان المقبلة، التي يعتبر الطرفان من أبرز المعنيين بها.
وقد نجحت جهود «حزب الله» في تأليف لوائح انتخابية تجمعه مع حليفيه في دوائر «بعبدا» و«البقاع الغربي» و«بيروت الثانية» و«بعلبك الهرمل»، فيما فشل في مسعاه في دائرة «صيدا - جزين»، حيث سيتواجه «التيار» مع الثنائي الشيعي (الحزب وأمل).
لكن هذا «التحالف الانتخابي»، ينعكس امتعاضاً واضحاً في شارع الخصمين اللدودين ومناصريهما، وهو ما يظهر جلياً في حرص باسيل، الذي سبق أن وصل به الأمر أن وصف بري بـ«البلطجي»، على تبريره عند كل فرصة أو لقاء انتخابي، مؤكداً أن التحالف مرحلي لا يتجاوز هدف الانتخابات النيابية. كما أعلن بشكل واضح وصريح أن التيار لن ينتخب رئيس «أمل»، رئيس البرلمان نبيه بري، في انتخابات رئاسة مجلس النواب المقبلة، وذلك مقابل شبه صمت من قبل الطرف الآخر أي مسؤولي حركة «أمل» الذين لطالما كانوا يطلقون مواقف ضد باسيل وممارساته السياسية، وتتحول بذلك إلى «معارك شرسة» بين المناصرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وآخر مواقف باسيل التبريرية كان أول من أمس، بقوله في حديث تلفزيوني: «متحالفون انتخابياً مع (حزب الله)، وهناك حاجة مشتركة معه أدت إلى لوائح واحدة مع مرشحين من حركة (أمل)، ولا تواصل سياسياً مع (أمل) وكل واحد يذهب في طريقه بعد الانتخابات. ولو لم ندخل اللوائح لكانت المقاعد المسيحية التي قدمنا لها مرشحين انتخبت بأصوات الثنائي». وأكد من جهة أخرى أنه لم يتم البحث معه من قبل «حزب الله» في مسألة إعادة انتخاب بري، مذكراً أنه في المرة السابقة لم يصوت له «والآن لا أجد موجباً لذلك».
مع العلم أن «انقطاع التواصل السياسي» بين «أمل» و«التيار» الذي يتحدث عنه باسيل، ينسحب حتى على لقاء المرشحين المنضوين في اللوائح نفسها، بحيث إن هؤلاء لم يجتمعوا أو حتى لم يطلقوا اللوائح في احتفالات، كما جرت العادة، أو كما تفعل الأحزاب المتحالفة ضمن لوائح واحدة، وهو ما ترد عليه مصادر نيابية في «أمل» بالقول إنه سيتم الإعلان عن اللوائح المشتركة في الأيام القليلة المقبلة.
لكن ومع حرص المصادر على عدم الدخول في سجالات، وتأكيدها على ضرورة المحافظة على أجواء الشراكة والحوار والابتعاد عن التحريض الطائفي، مذكرة بقول بري إنه ليس لهم أعداء في الداخل، إنما خصومات سياسية، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «التحالف الانتخابي مع (التيار) هو لاستفادة الأخير منه بشكل أساسي، وهو حصل مسايرة لحليفنا (حزب الله)»، رافضة الحديث عن أي ضغط في هذا الإطار من قبل الحزب. وعن قول باسيل إنه لم يطرح عليه موضوع انتخاب رئيس البرلمان نبيه بري، وإعلانه أنه لم ولن ينتخبه لرئاسة البرلمان، ترد المصادر بالقول: «ومن قال مثلاً إننا التزمنا بانتخاب باسيل رئيساً للجمهورية؟ تحالفنا انتخابي محض بعيد عن أي التزام سياسي».
وفي رد على سؤال حول كيفية إقناع القاعدة الشعبية بهذا التحالف، لا تنفي المصادر أن هناك علامات استفهام تطرح من قبل «قواعد (أمل)»، لكنها تؤكد في الوقت عينه: «الأسئلة مشروعة لكن الأكيد أن هناك التزاماً دائماً بتعليمات القيادة، وهو ما حصل ويحصل في كل الاستحقاقات النيابية منها والنقابية وغيرها». أما في الأرقام الانتخابية، فيحسم الخبير الانتخابي كمال فغالي، أن تحالف «التيار» مع «الثنائي الشيعي» يصب في مصلحة الأول باستثناء دائرة «كسروان - جبيل»، حيث يستفيد «أمل» والحزب منه. وفيما يتعلق بالدوائر التي تجمع «التيار» مع «أمل»، يقول فغالي لـ«الشرق الأوسط»، «في البقاع الغربي، ورغم هذا التحالف، فإن حظوظ التيار بالفوز قليلة جداً فيما من المؤكد أنه سيحصل على مقعد في دائرة (بعلبك - الهرمل) رغم حضوره شبه المعدوم»، واصفاً هذا الفوز بالهدية من قبل الثنائي لباسيل.
ويبدو أن هذا الأمر لا يختلف بالنسبة إلى التيار، وفق فغالي، في بعبدا، حيث التحالف مع الثنائي سيكسبه مقعداً واحداً بعد تراجع شعبيته بشكل كبير، كاشفاً من جهة أخرى أن الحزب لم يمنح التيار في «بيروت الثانية» سوى «التحالف» في اللائحة الواحدة، وذلك بعدما قرر توزيع أصواته على حلفائه، وطلب من التيار تأمين الصوت التفضيلي لمرشحه في الدائرة، وهي المهمة التي ستكون صعبة عليه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.