مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

تشييع شاب فلسطيني توفي اليوم متأثراً بجراح أصيب بها في اقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين (أ.ف.ب)
تشييع شاب فلسطيني توفي اليوم متأثراً بجراح أصيب بها في اقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين (أ.ف.ب)
TT

مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

تشييع شاب فلسطيني توفي اليوم متأثراً بجراح أصيب بها في اقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين (أ.ف.ب)
تشييع شاب فلسطيني توفي اليوم متأثراً بجراح أصيب بها في اقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين (أ.ف.ب)

قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن القوات الإسرائيلية قتلت، أمس الأحد، امرأتين فلسطينيتين بعد أن ركضت الأولى صوب جنود وطعنت الأخرى جندياً، وشاباً فلسطينياً في ثلاثة حوادث منفصلة بالضفة الغربية المحتلة.
ومع تصاعد العنف بعد سلسلة هجمات دامية نفذها فلسطينيون في إسرائيل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطيني على يد الجنود الإسرائيليين خلال ما قال سكان محليون إنها مواجهات مع أشخاص يقذفون بالحجارة بالقرب من بلدة بيت لحم بالضفة الغربية. من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده فتحوا النار على شاب فلسطيني ألقى زجاجات حارقة نحو سيارة إسرائيلية قرب قرية الخضر في بيت لحم.
وفي بيت لحم، قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يُعثر على أي سلاح مع المرأة التي قُتلت بالرصاص في بيت لحم بعد تجاهلها نداءات وتحذيرات الجنود لها بالتوقف عن الركض نحوهم، مضيفاً أنه فتح تحقيقاً. وبعد ذلك بساعات، قُتلت امرأة مسلحة بسكين بالرصاص بعد أن أصابت شرطياً من حرس الحدود بجروح طفيفة في الخليل، خارج الحرم الإبراهيمي بحسب ما ذكر مسؤولون أمنيون إسرائيليون. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية حالتي الوفاة.
والقوات الإسرائيلية في حالة تأهب منذ تنفيذ عرب وفلسطينيين هجمات قُتل فيها 14 شخصاً في إسرائيل منذ أواخر مارس (آذار). وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 20 فلسطينياً، كثير منهم نشطاء، منذ يناير (كانون الثاني). ويبلغ الفلسطينيون عن حوادث عنف شبه يومية ينفذها المستوطنون اليهود في أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال المسؤول الفلسطيني البارز حسين الشيخ إن توسع إسرائيل في الاستيطان على أراضٍ فلسطينية محتلة يريدها الفلسطينيون جزءاً من دولتهم وزيارة إسرائيليين من اليمين المتطرف لمجمع المسجد الأقصى أدى إلى هذا التصعيد. وأضاف أن «غياب الأفق السياسي والتصعيد الميداني سواء بالاستيطان وعنف المستوطنين واقتحام باحات المسجد الأقصى تدفع الأمور إلى مربع التصعيد في ظل غياب الأمل وفقدان الأمن والأمان. ولا بديل عن الحل السياسي المرتكز على الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت إن المهاجمين «يحاولون تدميرنا» وإن «ما يحركهم هو كراهية اليهود ودولة إسرائيل». وتقوم القوات الإسرائيلية بحملة مداهمات في مدينة جنين بالضفة الغربية وحولها في محاولة لإحباط ما وصفه بنيت «بموجة جديدة من الإرهاب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».