39 تفجيراً في شمال سوريا منذ بداية العام

صورة ارشيفية لتفجير سيارة في ريف حلب (اخبار حلب)
صورة ارشيفية لتفجير سيارة في ريف حلب (اخبار حلب)
TT

39 تفجيراً في شمال سوريا منذ بداية العام

صورة ارشيفية لتفجير سيارة في ريف حلب (اخبار حلب)
صورة ارشيفية لتفجير سيارة في ريف حلب (اخبار حلب)

قال أحمد الشهابي وهو ناشط (معارض) في مدينة الباب شمال حلب، إن «سيارة نوع هونداي (سنتافيه) مفخخة، انفجرت على أحد حواجز الشرطة العسكرية للجيش الوطني السوري، على الطريق الواصل بين مدينتي الباب والراعي شمال حلب، وأدى الانفجار إلى مقتل سائق السيارة وهو عنصر في صفوف (فيلق الشام) المدعوم من تركيا، وإصابة عنصرين برفقته، بجروح خطيرة، ودمار كبير في مبنى الحاجز، ووقوع خسائر مادية كبيرة، واشتعال النيران في المكان، وتدخل على إثر ذلك الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وطواقم الإسعاف، وجرى إسعاف الجرحى وإطفاء الحريق».
ويضيف، أنه «بلغ عدد التفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات والدراجات النارية المفخخة في المناطق الخاضعة لسيطرة ونفوذ القوات العسكرية التركية والجيش الوطني السوري في شمال حلب، منذ مطلع العام الحالي 2022 وحتى الآن نحو 39 عملية تفجير، وقعت في مدن (الباب والراعي وجنديرس وعفرين وإعزاز) شمال حلب، وأغلب هذه التفجيرات استهدفت قادة وعناصر وشخصيات مهمة تعمل في صفوف الجيش الوطني السوري، إضافة إلى عمليات تفجير وقعت في الأسواق العامة وعلى الحواجز العسكرية والأمنية بين المدن وفي مداخلها».
وأشار، إلى أن «عمليات الاغتيال باستخدام الطلق الناري وتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في مناطق العمليات التركية والجيش الوطني أو ما تعرف بمناطق (درع الفرات وغصن الزيتون) شمال حلب، تتراوح بين انتقامية لأشخاص بعينهم، وذلك بحسب طبيعة العملية، وبين عمليات عشوائية تستهدف جهات عسكرية وسط التجمعات المدنية، فيما تُنفذ عمليات أخرى تستهدف التجمعات المدنية بشكل خاص كالأسواق والتجمعات على أبواب المؤسسات والأفران، الأمر الذي صنع حالة من الخوف والقلق الدائم في صفوف المدنيين، أثناء التسوق وفي الأماكن المزدحمة، وباتت مراقبة السيارات المشبوهة وأخرى يقودها (غرباء)، عاملاً اعتاد عليه المدنيون والعسكريون على حد سواء، وإعلام الجهات الأمنية المختصة عنها على الفور».
من جهته، قال أبو زيد (43 عاماً)، وهو مهجر من ريف دمشق ويعيش في مدينة إعزاز شمال حلب، إنه «رغم توفر الخدمات الأساسية (الكهرباء والمياه وضبط أسعار السلع)، في مناطق النفوذ التركي والجيش الوطني السوري بشمال حلب، إلى جانب توافر فرص العمل والاستثمارات الصغيرة، وافتتاح الحكومة التركية أربعة مراكز لمؤسسة البريد والبرق التركية (PTT) في إعزاز والباب وجرابلس والراعي لتسهيل الحركة المالية للموظفين والعاملين في المؤسسات والقطاعات المدعومة من الحكومة التركية، فإن عمليات التفجير بالعبوات الناسفة، وانفجار السيارات المفخخة المستمر في عموم المناطق، باتت عنصراً يعكر صفو المدنيين إلى حد بعيد، وهاجساً يطاردهم طيلة ساعات العمل في الأسواق وأثناء مسيرهم في الطرق العامة ضمن المدن».
ويضيف، أنه «فقد أحد أقاربه حياته، بانفجار سيارة مفخخة، وقع بالقرب من المركز الثقافي في مدينة إعزاز في يناير (كانون الثاني) 2021. وأدى الانفجار حينها إلى مقتل نحو 7 مدنيين بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة عشرات المدنيين بجروح وحروق خطيرة».
ولفت: «نظراً لاستمرار تلك العمليات والتي تستهدف غالبيتها المناطق المزدحمة والأسواق العامة وسط المدن، دفع الكثير من المدنيين إلى التسوق بشكل محدود وبأقل وقت، خشية وقوع انفجارات، بينما اقتصر أصحاب المحال التجارية على عرض القليل من البضائع أمام أبواب المحال، فيما آخرون اضطروا إلى وضع أشياء ثقيلة أمام المحال التجارية لتفادي وقوف السيارات وقد يكون أحدها مفخخاً وقابلاً للانفجار، وبالطبع هذه الحالة باتت جزءاً من الحياة اليومية التي نمارسها خلال ساعات النهار».
وقال مسؤول عسكري في «الجيش الوطني السوري»، إنه «نتيجة التحقيقات مع أشخاص متورطين سابقاً، بعمليات تفجير عبوات ناسفة وسيارات مفخخة ضمن المناطق التي تخضع لنفوذ وسيطرة الجيش الوطني السوري تبين أن هناك ثلاث جهات تقف خلف تلك العمليات، ويأتي بالمقام الأول قوات سوريا الديمقراطية، ونظام الأسد وتنظيم داعش، وكلها تسعى لذات الهدف وهو ضرب عامل الأمن والاستقرار في تلك المناطق، بعد أن حررها الجيش الوطني السوري من التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب خلال السنوات الماضية».
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري والقوات التركية شمال سوريا، بشكل مستمر، هجمات بالعبوات الناسفة والسيارات والدراجات المفخخة، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين والعسكريين منذ أن سيطرت عليها تلك القوى في عام 2016 بعمليات عسكرية أطلق عليها عمليات (درع الفرات وغصن الزيتون)، ودحرت خلالها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتنظيم (داعش).



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.