في تبرير للتصعيد الإسرائيلي الواسع للأوضاع في الضفة الغربية وتنفيذ حملات الاعتقال الواسعة في صفوف النشطاء السياسيين والمشتبهين بالوقوف وراء عمليات إطلاق النار في المدن اليهودية، أعلن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي، أمس الأحد، أن إسرائيل انتقلت إلى حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ضد الأهداف الفلسطينية. وهدد بـ«تصفية الحساب مع أي أحد له علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع العمليات المسلحة».
وفي مرحلة معينة من الجلسة، غادر بنيت ووزير دفاعه، بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي عومير بار ليف، وجميع قادة الأجهزة الأمنية، الاجتماع لإجراء «مداولات أمنية»، متعلقة بنشاط الجيش والمخابرات في الضفة الغربية عموماً والمناطق الشمالية فيها، وخصوصاً مناطق جنين ونابلس وطول كرم. وقال بنيت: «دولة إسرائيل بدأت الهجوم. وخلال يوم السبت أجرينا تقييمات للوضع، وقوات الجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة تعمل حول الساعة من أجل إعادة الأمن وقطع موجة الإرهاب هذه. أكرر وأوضح أنه لا توجد أي قيود على الجيش الإسرائيلي والشاباك وباقي قوات الأمن في حرب ضد الإرهاب».
وكان الوزير غانتس، من جهته، قد كشف أنه نقل «رسالة حادة وحازمة، هذا الصباح، إلى السلطة الفلسطينية في أعقاب حادث انتهاك حرمة قبر يوسف في نابلس، حيث تم اعتداء فاحش على حرية العبادة في أحد الأماكن الأكثر قدسية بالنسبة لكل يهودي، وعن المساس بمشاعر الشعب اليهودي كله، وذلك في أوج الشهر المقدس لدى المسلمين». وأضاف غانتس: «قلت للسلطة الفلسطينية إن عليها تكثيف تواجد قواتها في المكان فوراً، واتخاذ الإجراءات بحق المشاغبين والمخربين الذين يمسون بالاستقرار والأمن والأماكن المقدسة».
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد واصلت لليوم الثالث على التوالي حملة التصعيد في المناطق الشمالية من الضفة الغربية، وأوقعت عدة إصابات بالرصاص، واعتقلت 25 شخصاً يشتبه بأنهم قدموا مساعدة لمنفذي العمليات المسلحة المذكورة. ودارت خلال ذلك مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.
وقال بنيت مخاطباً الجمهور: «المواطنون الأعزاء. نشهد فترة صعبة ومليئة بالتحديات. وقد تكون طويلة. إذ استغرقت الانتفاضة الثانية عدة سنوات لكننا انتصرنا في نهاية المطاف. وقد دامت موجة إرهاب الأفراد خلال عامي 2015 و2016 أكثر من سنة، وكلفتنا 50 قتيلاً لكننا انتصرنا في نهاية المطاف. وهذه المرة سننتصر أيضاً. صحيح أن العمليات الإرهابية التي يرتكبها الأفراد بدون البنية التحتية التنظيمية تحدياً كبيراً بالنسبة لأجهزة الأمن، لكنها ستلبيه. وسيبحث أعداؤنا عن أي ثغرة وسيستغلون أي فرصة للاعتداء علينا. انظروا، إنني لا أتوقع أي شيء من الأشخاص الذين يحتفلون بقتل اليهود من خلال توزيع الحلوى، لكن ينبغي أن تكون لدينا التوقعات العالية من أنفسنا. إذ سنحتاج، شعباً ودولة، الصبر، والأعصاب القوية، واليقظة المدنية من قبل جميعنا، وفوق كل شيء الإيمان الراسخ بعدالة قضيتنا على هذه الأرض. نحن سنحارب الإرهاب بيد من الحديد وسننتصر. إن ذلك في متناولنا. فالإرهاب ليس قدراً من عند الله عز وجل. والخوف والهلع ليسا عبارة عن خطة عمل، فأناشد من هنا وسائل الإعلام أيضاً التحلي بالمسؤولية ورباطة الجأش وعدم بث الخوف غير الضروري لدى الجمهور. إنه ليس بمثابة برنامج واقعي، بل حياتنا، حيث نعتبر صمودنا شعباً ومجتمعاً أمراً حيوياً».
وكشفت مصادر سياسية أن الحكومة الإسرائيلية، صادقت أمس، على اقتراح قدمه كل من بنيت ولبيد، ووزير الرفاه الاجتماعي، مئير كوهين، بتشكيل طاقم يعمل على بلورة سياسة سحب مخصصات التأمين الوطني من عائلات مواطنين في إسرائيل بادعاء ضلوعهم في عمليات مسلحة. ويتعين على الطاقم تقديم توصيات للحكومة بهذا الخصوص، وبضمن ذلك توصيات لتعديلات قانونية. وقال بنيت: «إننا نعمل على تصفية الحساب مع المخربين وكذلك مع الدوائر المحيطة بهم».
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه يعتزم هدم بيت الشاب الفلسطيني ضياء حمارشة، الذي نفذ عملية بني براك قبل نحو أسبوعين. وحمارشة من قرية يعبد في شمال الضفة الغربية. وسلم جيش الاحتلال عائلة حمارشة إخطاراً بهدم بيتها، إلى جانب مهلة زمنية للاستئناف ضد القرار.
وكعادتهم، اشتغل عشرات المستوطنين التوتر، واقتحموا، صباح أمس الأحد، ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما أعلنت «جماعات الهيكل» عن محاكاة لـ«قربان الفصح» في القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للأقصى، وذلك في الساعة الخامسة من مساء اليوم الاثنين. وأفادت دائرة الأوقاف في القدس بأن 73 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، بالإضافة لاقتحام 4 عناصر من مخابرات الاحتلال، وأوضحت أن المستوطنين، تلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وقاموا بتأدية شعائر تلمودية بالجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة قبل مغادرة ساحات الحرم من جهة باب السلسلة.
بنيت يبرر التصعيد: انتقلنا من الدفاع للهجوم
بنيت يبرر التصعيد: انتقلنا من الدفاع للهجوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة