نصب مسلة حتشبسوت لأول مرة منذ مطلع القرن الماضي

وزنها 90 طناً وطولها نحو 11 متراً

المسلة قبيل الكشف عنها (وزارة الآثار المصرية)
المسلة قبيل الكشف عنها (وزارة الآثار المصرية)
TT

نصب مسلة حتشبسوت لأول مرة منذ مطلع القرن الماضي

المسلة قبيل الكشف عنها (وزارة الآثار المصرية)
المسلة قبيل الكشف عنها (وزارة الآثار المصرية)

منذ أن حرك الأثري الفرنسي جورج ليجران، الجزء العلوي من مسلة الملكة حتشبسوت الراقدة قرب البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك بالأقصر (جنوب مصر) في مطلع القرن الماضي؛ ظل الوضع كما هو لسنوات طوال حتى تمكن أخيراً فريق ترميم تابع للمجلس الأعلى للآثار في مصر من إقامتها.
كان هدف الأثري الفرنسي حينها هو أن يتمكن من إزالة الرديم الذي يغطي أعمدة وتماثيل وجدران هذا الجزء من المعبد، خصوصاً أن المسلة كان «سقطت في العصور القديمة».
ويبلغ ارتفاع المسلة المنحوتة من حجر الجرانيت الوردي حوالي 11 متراً، ووزنها قرابة 90 طناً، وهي مزينة بنقوش تصور الملكة حتشبسوت وعلاقتها بالمعبود آمون، كما تحوي نقوشاً لمناظر وأسماء المعبود آمون.

وسقطت هذه المسلة في العصور القديمة «ربما بفعل زلزال مدمر اجتاح البلاد»، حسب وزارة السياحة والآثار، وتركت بقاياها أعلى الرديم المتراكم فوق صالة الوادجيت التي أقامها الملك تحتمس الأول والد الملكة حتشبسوت.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، مساء أول من أمس، أن «عملية إقامة المسلة جاءت في إطار أعمال ترميم وتطوير المواقع الأثرية بمدينة الأقصر»، مشيراً إلى أن الدراسات التي أجريت على المسلة أثبتت أن وضعها الراقد في موقعها الحالي «قد يؤثر سلباً على سلامتها بمرور الوقت، لذلك كان لا بد من ترميمها وإقامتها مرة أخرى».
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية ترميم وإقامة المسلة تمت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وبالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في استخدام المعدات اللازمة لرفع وإقامة المسلة، وذلك وفقاً لأحدث الأساليب العلمية المتبعة.



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.