المصرف العربي يخطط لتسريع التنمية في أفريقيا

رفع أسقف تدخلات المصرف وفق المخصصات المعتمدة

المصرف العربي للتنمية الاقتصادية بأفريقيا يعتمد لتوسيع نشاطه في القارة
المصرف العربي للتنمية الاقتصادية بأفريقيا يعتمد لتوسيع نشاطه في القارة
TT

المصرف العربي يخطط لتسريع التنمية في أفريقيا

المصرف العربي للتنمية الاقتصادية بأفريقيا يعتمد لتوسيع نشاطه في القارة
المصرف العربي للتنمية الاقتصادية بأفريقيا يعتمد لتوسيع نشاطه في القارة

كشف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية عن خطط تستهدف تكثيف التمويل في أفريقيا لدعم حراك النشاط الاقتصادي وتدعيم القارة بالبنى التحتية للأنشطة التنموية.
وتتزامن الخطط المعلنة أخيرا، وفقا لاستراتيجية الصندوق التي أفصح عنها رئيس مجلس إدارته الدكتور فهد الدوسري، أخيرا، مع ظروف راهنة تمر بها القارة الأفريقية، حيث أعلنت منظمة «الفاو» الخميس الماضي، أنّ نحو 1.7 مليار يورو جُمعت على المستوى الدولي لمساعدة دول غرب أفريقيا والساحل على مكافحة المجاعة المتفاقمة، بينما حذّر الخبراء من أنّ الجفاف الشديد وجائحة «كوفيد»، والأزمة الأوكرانية العالقة، تمثل جميعها «عوامل تُفاقم» مخاطر على القارة.
وأوضح الدوسري، خلال استضافة السعودية الأسبوع الماضي الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية أن المصرف العربي يعمل على تعزيز دوره كمنصة للتعاون الاقتصادي العربي الأفريقي وضمان استمراريته مؤسسةَ تمويل إنمائي، مشددا على السعي للإسهام في مقابلة احتياجات التنمية الشاملة للدول الأفريقية وفقاً لأهداف التنمية المستدامة في «أفق 2030» و«أجندة أفريقيا 2063».
وقال الدوسري: «التنسيق مستمر مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين، إضافة إلى تشجيع تدفق الاستثمارات العربية إلى أفريقيا للمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة في أفق 2030»، مستطردا بأن الخطط «تشمل توفير الدعم اللازم لتنمية القدرات في الدول المستفيدة، بما يمكنها من الاستفادة من التقنيات الجديدة، ويرفع من قدراتها التنفيذية، كذلك رفع أسقف تدخلات المصرف وفقاً للمخصصات التي تم اعتمادها».
ولفت إلى أن تلك الخطط تتسق مع المحافظة على جودة عمليات المصرف وفي ذات الوقت تواصل المساهمة في مبادرة تخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة، وتعزيز التنسيق مع مؤسسات التمويل الإنمائي خاصة مؤسسات مجموعة التنسيق العربية في مجال التمويل المشترك للمشاريع.
وكان الاجتماع السنوي السادس والأربعون لمجلس محافظي المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، المنعقد الأسبوع الماضي، خرج بنتائج من بينها تحديد رأسمال المصرف المُصرح به بـ 20 مليار دولار، والمُكتتب القابل للاستدعاء بعشرة مليارات دولار، والمدفوع بخمسة مليارات دولار.
وبحسب الدوسري، يسعى المصرف نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية لخطته الخمسية الثامنة (2020-2024) وتحقيق أهداف إستراتيجيته العشرية، مبيناً أنه لبلوغ هذه الغاية تم تحديد بعض الأنشطة والأهداف لإدارة عملياته، مع الاسترشاد بالركائز الاستراتيجية.



تحذير أممي من جوع يطول 4.4 مليون في الصومال

واحد من كل خمسة في أفريقيا يعاني من الجوع (فاو)
واحد من كل خمسة في أفريقيا يعاني من الجوع (فاو)
TT

تحذير أممي من جوع يطول 4.4 مليون في الصومال

واحد من كل خمسة في أفريقيا يعاني من الجوع (فاو)
واحد من كل خمسة في أفريقيا يعاني من الجوع (فاو)

حذرت وكالات الأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً في الصومال بسبب الجفاف والصراع وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مؤكدة أن 4.4 مليون من السكان هناك سيتضورون من الجوع بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

وعانى الصومال صدمات مناخية متتالية، بسبب تناقص هطول الأمطار ​​في أواخر عام 2024، مما أدى إلى تقليل الغلال بشكل كبير، واستنزاف مصادر المياه، وخسائر في الثروة الحيوانية. كما أن الأمطار غير المنتظمة والفيضانات النهرية في المناطق الزراعية الرئيسية، مثل هيران وشبيلي الوسطى وجوبا الوسطى، أدت إلى تدمير أكبر للمحاصيل. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي لملايين الصوماليين الذين يعانون بالفعل الفقر والنزوح الناجم عن الصراع.

وتفيد تقييمات الأمن الغذائي الجديدة بأن ربع سكان الصومال قد يواجهون مستويات «أزمة» بسبب انعدام الأمن الغذائي بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) 2025، مما يمثل زيادة حادة من 3.4 مليون شخص يعانون حالياً الجوع الحاد.

مؤتمر التنوع البيولوجي الذي استضافه المركز الرئيسي لمنظة الفاو في روما (أ.ف.ب)

وقال مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» في الصومال، إتيان بيترشميت، إن «تفاقم الجفاف والهطول غير المنتظم للأمطار والصراع المستمر تؤدي إلى تآكل سبل العيش، ودفع الأسر إلى أزمة أعمق». وتوقع أن تكون أزمة الجوع أشد حدة بين النازحين والرعاة من ذوي الثروة الحيوانية المحدودة والأسر الزراعية التي استنفدت إمداداتها الغذائية.

سوء التغذية الحاد

ديفيد لابوردي مدير القسم الاقتصادي في منظمة الفاو (فاو)

ووفقاً للتقرير الصادر عن نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تستخدمه وكالات الأمم المتحدة، يقدر أنه في الربع الأول من عام 2025 سيواجه نحو 3.4 مليون نسمة، أي 17 في المائة من السكان، انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ويتوقع أن يعاني 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة سوء التغذية الحاد خلال عام 2025، وبينهم 466 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد الشديد، بزيادة قدرها 9 في المائة مقارنة بالعام الماضي. ويتركز ثلثا هذه الحالات في جنوب الصومال. وحذّر الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الأربعاء، من «تدهور الأمن الغذائي» في الصومال.

وقال المسؤول عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الصومال، نثار سيد: «تثبت الأحداث المناخية السابقة أن الأطفال هم الأكثر تضرراً، إذ إنهم يواجهون سوء التغذية الحاد والأمراض التي تزيد خطر الوفاة وقضايا النمو الطويلة الأجل». ودعا إلى تنفيذ تدابير وقائية أفضل على وجه السرعة، مؤكداً اتباع نهج متعدد القطاعات، بما يجمع بين الاستجابة الإنسانية الفورية والاستثمارات الطويلة الأجل في أنظمة المرونة والصحة.

مزارعة تقف في منزلها بمنطقة تعاني من جفاف شديد في كينيا (منظمة فاو)

وتفيد «الفاو» بأن أزمة الغذاء في الصومال مدفوعة بعوامل متعددة ومتداخلة، فبالإضافة إلى شح الأمطار وعدم انتظامها خلال 2024، يستمر الصراع وانعدام الأمن في تهجير الأسر وتعطيل سبل العيش، مشيرة إلى أن القتال في وسط الصومال وجنوبه أعاق الوصول إلى الأسواق والمساعدات، مما يجعل من الصعب على المجتمعات المتضررة الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية.

وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الصومال كريسبن روكاشا إن «الصدمات المناخية المتكررة، والصراع المطول، وتفشي الأمراض، والفقر المنتشر، من بين عوامل أخرى، أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الصومال». وأضاف أن «وكالات الإغاثة تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح، لكنها تحتاج بشكل عاجل إلى تمويل كاف لتلبية الحاجات الأكثر أهمية في هذه المرحلة في الصومال».

وذكّر مدير برنامج الأغذية العالمي في الصومال الخضر دالوم بأنه «جرى تجنب المجاعة بصعوبة في عام 2022 بفضل الدعم الإنساني الواسع النطاق، وهو أمر ضروري مرة أخرى لتقديم المساعدة الفورية مع تنفيذ حلول طويلة الأجل». وحض على تقديم دعم دولي أكبر.

وبحسب الأمم المتحدة، سيحتاج نحو ستة ملايين صومالي إلى مساعدات إنسانية عام 2025. وتدعو الخطة الإنسانية التي أطلقت في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي إلى تمويل بقيمة 1.43 مليار دولار لمساعدة 4.6 مليون شخص بوصفه أولوية.

حركة الشباب

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الإعلام الصومالية أن أكثر من 70 عنصراً من «حركة الشباب» المتطرفة قتلوا خلال عملية للجيش مدعومة من قوات محلية في ولاية هيرشبيلي بجنوب وسط البلاد. وقالت إنه «بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة في صفوف المسلحين، تم ضبط مخبأ كبير للأسلحة، وتدمير العديد من المركبات القتالية التي يستخدمها المتطرفون». ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصادر أن عملية الجيش جاءت رداً على هجمات «حركة الشباب» التي نفذت في الماضي تفجيرات وهجمات في مقديشو وعدة مناطق في هذا البلد غير المستقر في القرن الأفريقي.