جونسون أول مسؤول في «مجموعة السبع» يزور أوكرانيا ويلتقي زيلينسكي في كييف

جونسون أول مسؤول في «مجموعة السبع» يزور أوكرانيا ويلتقي زيلينسكي في كييف
TT

جونسون أول مسؤول في «مجموعة السبع» يزور أوكرانيا ويلتقي زيلينسكي في كييف

جونسون أول مسؤول في «مجموعة السبع» يزور أوكرانيا ويلتقي زيلينسكي في كييف

بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى العاصمة الأوكرانية كييف، أمس (السبت)، لها دلالات خاصة، فهو أول مسؤول في مجموعة السبع يزور أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط). ولهذا فقد استقبل زيلينسكي، جونسون بترحيب خاص. وكتب زيلينسكي: «أهلاً بك في كييف صديقي».
وفي وقت سابق، نشر مسؤول في مكتب زيلينسكي على فيسبوك صورة تظهر الأخير وجونسون يتحادثان وقد جلسا حول طاولة. وكتب مساعد الرئيس أندريه سيبيها: «بريطانيا هي الرائدة في مجال الدعم الدفاعي لأوكرانيا»، واصفاً جونسون بأنه «زعيم التحالف المناهض للحرب. زعيم العقوبات على المعتدي الروسي».
وقال متحدث باسم داونينغ ستريت إن «رئيس الوزراء توجه إلى أوكرانيا للقاء الرئيس زيلينسكي شخصياً وإظهار تضامنه مع الشعب الأوكراني»، مضيفاً أن المحادثات تتناول مساعدات جديدة «عسكرية ومالية». وعلى قناة «تلغرام» للرئيس الأوكراني، نُشرت صور عدة تظهر جونسون مرتدياً بزة داكنة فيما يستقبله زيلينسكي بلباسه الكاكي المعتاد أمام المقر الرئاسي في كييف وداخله.
وفي وقت سابق السبت، استقبل زيلينسكي في كييف المستشار النمساوي كارل نيهامر، شاكراً له زيارته لكييف وبوتشا، المدينة القريبة من العاصمة الأوكرانية التي باتت رمزاً لفظائع الحرب والقبور الجماعية، التي تنفي موسكو أي مسؤولية فيها. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين زارت العاصمة الأوكرانية، الجمعة، لإظهار تضامنها. وتوجهت فون دير لايين مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيغر إلى بوتشا، حيث عاينوا المقابر الجماعية التي حفرت لمواراة عشرات المدنيين القتلى.
وقال الرئيس الأوكراني، أمس (السبت)، أن بلاده «لا تزال مستعدة» لإجراء مفاوضات مع روسيا التي توقفت بعد تسجيل فظائع في المدن الأوكرانية المحررة، رغم هجوم وشيك في الشرق.
وأكد، خلال مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر: «لطالما قالت أوكرانيا إنها مستعدة للمفاوضات وستبحث عن أي احتمال يفضي إلى وقف الحرب. في الوقت نفسه، نشهد للأسف تحضيرات لمعارك ضخمة، يقول البعض إنها حاسمة، في الشرق». وأضاف: «نحن مستعدون للقتال، وفي الوقت نفسه نبحث عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب. في الوقت الحالي، نحن نبحث في الموازاة لإجراء حوار».
وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات الروسية الأوكرانية المباشرة في 29 مارس (آذار) في إسطنبول، وعرضت أوكرانيا حينها تفاصيل مقترحاتها الرئيسية للتوصل إلى اتفاق مع موسكو وبخاصة «وضعها الحيادي» مقابل اتفاق دولي يضمن أمنها. وتابع زيلينسكي: «في الشرق والجنوب، نلاحظ تكثيفاً للأسلحة والمعدات والقوات التي تستعد لاحتلال جزء آخر من أراضينا». ورداً على سؤال عن سيناريوهات مثل هذا الهجوم، اعتبر أنها تعتمد على «عدة عوامل»؛ هي «قوتنا وسرعة شركائنا في تزويدنا بالأسلحة وإرادة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) للذهاب أبعد من ذلك». وأضاف أن القوات الأوكرانية مستعدة لخوض معركة شرسة ضد القوات الروسية، بعد يوم من هجوم صاروخي في الشرق قال مسؤولون إنه أودى بحياة أكثر من 50 مدنياً كانوا يحاولون الفرار من المنطقة. ودوت صفارات الإنذار من الضربات الجوية في المدن بأنحاء شرق أوكرانيا الذي صارت العملية العسكرية الروسية تركز عليه في الأسابيع الماضية بعد الانسحاب من المناطق القريبة من العاصمة كييف.
وحثّ المسؤولون في منطقة لوغانسك المجاورة، المدنيين على الفرار، وذلك بعد هجوم يوم الجمعة على محطة قطارات مكتظة بالنساء والأطفال والمسنين في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك.
وقال زيلينسكي: «نعم، القوات (الروسية) تحتشد في شرق (أوكرانيا)». وأضاف: «ستكون معركة صعبة. نثق بقدرتنا على القتال والنصر. نحن مستعدون للقتال والبحث عن سبل دبلوماسية من أجل إنهاء هذه الحرب». وفي واشنطن، قال مسؤول عسكري أميركي كبير إن الولايات المتحدة لا تقبل النفي الروسي وتعتقد أن القوات الروسية أطلقت صاروخاً باليستياً قصير المدى في الهجوم. ويقول الجيش الأوكراني إن موسكو تتأهب لمسعى جديد تحاول فيه السيطرة بالكامل على منطقتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس، اللتين يسيطر عليهما جزئياً الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ عام 2014.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث، إن الهجمات الجوية ستتزايد على الأرجح في الجنوب والشرق، مع سعي موسكو لإقامة جسر بري بين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، ودونباس، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تمنع تقدمها.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين، أمس (السبت)، إن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب فيما يبدو باستهداف المدنيين، لكنها مضت قائلة إن محامين يجب أن يحققوا في الوقائع. وأضافت فون دير لايين أنها رأت بعينيها، الجمعة، الدمار في بلدة بوتشا القريبة من كييف. وبدأ فريق من خبراء الطب الشرعي، إخراج الرفات من مقبرة جماعية تضم جثث المدنيين الذين قال مسؤولون محليون إنهم قتلوا أثناء احتلال الروس للبلدة. وقالت فون دير لايين للصحافيين على متن قطار غادر أوكرانيا: «حدسي يقول: إذا لم تكن هذه جريمة حرب، فما هي جريمة الحرب إذاً، لكنني طبيبة... ويجب أن يحقق المحامون بعناية». ونفى الكرملين مراراً الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقال إن مزاعم إعدام القوات الروسية مدنيين في بوتشا «تزوير شنيع» يهدف إلى تشويه سمعة الجيش الروسي.
وطلب زيلينسكي «رداً عالمياً شديداً» بعد القصف الذي طال محطة في كراماتورسك، حيث كان يتجمع مدنيون هرباً من المنطقة، خشية وقوع هجوم روسي، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، وأثار موجة تنديد غربية. وقال زيلينسكي، في رسالة مصورة متحدثاً عن الهجوم الصاروخي الذي أسفر، الجمعة، عن سقوط 52 قتيلاً بينهم خمسة أطفال، وفق حصيلة أوردتها السلطات المحلية: «هذه جريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا سيحاسب عليها كل شخص ضالع فيها». وأضاف: «نددت القوى العظمى بهجوم روسيا على كراماتورسك. ننتظر الآن رداً عالمياً شديداً على جريمة الحرب هذه».
وأعطت زيارات الزعماء الأجانب، وإعلان إيطاليا، أمس (السبت)، عزمها إعادة فتح سفارتها في كييف في وقت لاحق من الشهر الحالي، علامة جديدة على أن المدينة تعود إلى قدر من الحياة الطبيعية بعد انسحاب القوات الروسية من شمال العاصمة قبل نحو أسبوع. وبدأ بعض الأوكرانيين العودة إلى العاصمة كما بدأت بعض المطاعم والمقاهي فتح أبوابها من جديد.


مقالات ذات صلة

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية- رويترز)

ترمب عن الـ«ناتو»: يدفعون أقل مما ينبغي لكي تحميهم الولايات المتحدة

حضّ ترمب أعضاء حلف «الناتو» على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 % من إجمالي ناتجهم المحلي، مقابل «حماية الولايات المتحدة».

«الشرق الأوسط» (مارالاغو (الولايات المتحدة))
أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.