عريقات يطلع المجلس الوطني الفلسطيني على ملف المحكمة الجنائية الدولية

التقى أعضاءه وأكد متابعة مسار تدويل القضية

فلسطيني مع ابنه وابنته وسط ركام منزلهم في غزة الذي دمر خلال حرب الصيف الماضي التي استمرت 50 يوما (أ.ف.ب)
فلسطيني مع ابنه وابنته وسط ركام منزلهم في غزة الذي دمر خلال حرب الصيف الماضي التي استمرت 50 يوما (أ.ف.ب)
TT

عريقات يطلع المجلس الوطني الفلسطيني على ملف المحكمة الجنائية الدولية

فلسطيني مع ابنه وابنته وسط ركام منزلهم في غزة الذي دمر خلال حرب الصيف الماضي التي استمرت 50 يوما (أ.ف.ب)
فلسطيني مع ابنه وابنته وسط ركام منزلهم في غزة الذي دمر خلال حرب الصيف الماضي التي استمرت 50 يوما (أ.ف.ب)

أطلع رئيس اللجنة الوطنية العليا لمتابعة انضمام دولة فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، د. صائب عريقات، أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، في مقر المجلس في عمان، أمس، على آخر تطورات الأوضاع الفلسطينية وملف فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية.
واستعرض عريقات الجهود الفلسطينية لمتابعة مسار تدويل القضية الفلسطينية، بما فيها متابعة ملف المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد عريقات أن قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الأخيرة، واضحة ومحددة على هذا الصعيد، وعلى صعيد ضرورة إعادة تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال إسرائيل، لأنها لم تبق من السلطة الوطنية الفلسطينية التي قامت بموجب اتفاق أوسلو، أي سلطة على أرض ولا أي صلاحية أو ولاية.
ودعا عريقات إلى الحذر الشديد ومواجهة مخططات إسرائيل لفصل قطاع غزة عن باقي أجزاء الوطن الفلسطيني.
وأوضح عريقات أن الاستراتيجية الفلسطينية الحالية، تقوم على تثبيت المفهوم القانوني لدولة فلسطين تحت الاحتلال، والانضمام إلى المنظمات والمواثيق والاتفاقيات الدولية، حيث انضمت فلسطين، حتى الآن، إلى 40 منظمة واتفاقا وبرتوكولا، ولا يزال كثير من تلك المنظمات يمكن الانضمام إليها.
وأكد خلال الاجتماع، رفض الجانب الفلسطيني لأي مشاريع قرارات قد تنتقص من الحقوق الفلسطينية التي أقرتها الأمم المتحدة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، خالية من الاستيطان ومن أي وجود عسكري أو أمني إسرائيلي عليها، وعودة اللاجئين حسب القرار الأممي 194.
وشدد على أن الجانب الفلسطيني لن يقايض حقا مقابل حق، فكلها حقوق فلسطينية ثابتة لا يمكن التنازل عن أي منها.
من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، إن انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية يمثل إنجازا وطنيا بحاجة إلى ذوي الاختصاص من أبناء الشعب الفلسطيني وهم كثر، وبحاجة للعلم والمعرفة والرجال المهنيين المخلصين لوطنهم، القادرين على العمل خدمة لقضية شعبنا العادلة.
وشدد الزعنون على مواصلة الجهد الفلسطيني على كل المستويات القانونية والدبلوماسية وتصليب الوضع الداخلي الفلسطيني.
وأكد الزعنون على أهمية هذا اللقاء، نظرا لتسارع الأحداث والتطورات على الساحتين الفلسطينية والعربية، واستمرار حصار مخيم اليرموك وتدميره وتجويع سكانه وتشريدهم، إلى جانب تشكيل حكومة مستوطنين في إسرائيل، وما يمثله ذلك من تسارع في وتيرة الاستيطان والتهويد والاعتقال في فلسطين.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».