اعترافات مثيرة تورط شقيق بوتفليقة في «قضية مدير الشرطة»

تخص وقائع فساد كبيرة تورط فيها الجنرال هامل

الجنرال عبد الغني هامل (الشرق الأوسط)
الجنرال عبد الغني هامل (الشرق الأوسط)
TT

اعترافات مثيرة تورط شقيق بوتفليقة في «قضية مدير الشرطة»

الجنرال عبد الغني هامل (الشرق الأوسط)
الجنرال عبد الغني هامل (الشرق الأوسط)

كشفت محاكمة مدير الشرطة الجزائرية السابق، الجنرال عبد الغني هامل، عن استفادة نجله من تدخل كبار المسؤولين في الدولة؛ على رأسهم شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره الخاص سابقاً، للحصول على مزايا وتطويع القوانين لمصلحته، بغرض إطلاق مشروعات سياحية كبيرة، عادت بأرباح كبيرة على عائلة الضابط العسكري.
ويتابع الجزائريون باهتمام كبير تطورات محاكمة هامل، التي انطلقت الأحد الماضي بمحكمة الاستئناف شرق العاصمة، خصوصاً الشهادات المثيرة لمحافظين تداولوا على رئاسة محافظة تيبازة (غرب العاصمة)، حيث جرت وقائع فساد كبيرة تورط فيها مدير الشرطة أساساً، ونجله شفيق، و3 محافظين هم: مصطفى العياضي، وعبد القادر قاضي (أصبحا وزيرين لاحقاً) وموسى غلاي، ووزير المالية السابق احاجي بابا عمي، ومدير الشرطة السابق في تيبازة سليم جعيجع.
ومن أقوى لحظات المحاكمة، ما ذكره غلاي أمس حول تلقيه اتصالات من مسؤولين بارزين في ما بين 2015 و2018 يطلبون منه الرضوخ لرغبة شفيق هامل، بالتنازل له عن 4 قطع أرضية، مساحة إحداها 14 ألف هكتار، بغرض إقامة استثمارات سياحية. وأكد أن السعيد؛ شقيق الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال، ووزير الداخلية نور الدين بدوي، اتصلوا به هاتفياً وراسلوه كتابياً من أجل تلبية طلب شفيق، وذلك إرضاء لرغبة والده، الذي كان صاحب نفوذ كبير في الدولة، وكان مرشحاً لخلافة بوتفليقة المريض في تلك الفترة. كما تدخل لدى غلاي، حسب إفادته، مدير الشرطة في تيبازة لمساعدة شفيق، مبرزاً أنه لم يسبق له أن تحدث مع الجنرال هامل.
ونتيجة لهذه التدخلات، أخذ شفيق ما يريد، رغم أن عقاراً شاسعاً كان محل نزاع في القضاء بين الدولة ومجموعة من الأشخاص في تيبازة. وقال القاضي لغلاي إن القانون يمنع التصرف في العقار عندما يكون محل نزاع، حتى يفصل فيه القضاء. وبدا المحافظ السابق مغلوباً على أمره، وهو يحاول تبرير ما فعل، مبرزا أنه «كان يسعى لإنعاش قطاع السياحة في ولايتنا».
يذكر أن سلال يقبع في السجن منذ 2019 بعد أن أدانه القضاء بأحكام عدة ثقيلة. كما سجن السعيد بوتفليقة في العام نفسه بتهمة «التآمر على الجيش وعلى سلطة الدولة»، وتمت تبرئته من التهمة مطلع 2021، لكن بقي في السجن لملاحقته في قضايا فساد كثيرة، تعود إلى فترة توليه المسؤولية خلال حكم أخيه (1999 - 2019). ويتوقع محامون زيادة متاعبه مع النيابة، بعد تصريحات محافظ تيبازة السابق أمام المحكمة.
أما نور الدين بدوي، فلم يتخذ بحقه أي إجراء، بخلاف العشرات من المسؤولين السابقين، وقد استدعاه قاضي التحقيق منذ 3 أشهر لسماعه في شبهات فساد، عندما كان محافظاً لقسنطينة؛ كبرى مدن الشرق الجزائري. ومن شأن تصريحات غلاي بخصوص «تدخلاته» لمصلحة ابن هامل أن تثقل ملفه القضائي.
يذكر أيضاً أن محاكم عدة حكمت على هامل بأحكام ثقيلة بالسجن، وقد طالب النائب العام في قضية استفادته ونجله من مزايا «تطبيق أقصى العقوبة»، علماً بأن المحكمة الابتدائية سبق أن أدانته بالسجن 12 سنة مع التنفيذ، واستأنف الحكم.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.