مصادر فلسطينية: هدوء بين السلفية وحماس قد يتوج بالعودة إلى اتفاق 2013

حركة الجهاد تسعى إلى دور في أي صفقة تبادل محتملة بين حماس وإسرائيل

مصادر فلسطينية: هدوء بين السلفية وحماس قد يتوج بالعودة إلى اتفاق 2013
TT

مصادر فلسطينية: هدوء بين السلفية وحماس قد يتوج بالعودة إلى اتفاق 2013

مصادر فلسطينية: هدوء بين السلفية وحماس قد يتوج بالعودة إلى اتفاق 2013

تسعى حركة الجهاد الإسلامي لدور في أي صفقة تبادل محتملة بين حركة حماس وإسرائيل، بخلاف الصفقة السابقة التي تولت حماس إدارتها بالكامل من دون أي تدخل من أي طرف.
وقال القيادي في حركة الجهاد خالد البطش، خلال وقفة تضامنية مع الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان، إن ملف تبادل الأسرى «يجب ألا يكون بيد فصيل واحد، بل بيد المقاومة التي تحملت أعباء المعركة». وتابع البطش: «أي نتائج لجهة تحرير الأسرى من سجون الاحتلال ستكون للكل الفلسطيني وليس لفصيل محدد». وأردف: «كان يمكن للجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل أن تأسر جنودا إسرائيليين».
ويرى البطش أن مشاركة الجميع في إدارة هذا الملف من شأنها منع «تكرار الخطأ السابق بنسيان أحد من المعتقلين، كما حدث مع الأسيرة لينا الجربوني».. في إشارة إلى الصفقة السابقة التي أبرمتها حماس مع إسرائيل، وأطلقت الحركة الإسلامية بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، الذي كان محتجزا لديها، مقابل نحو ألف أسير فلسطيني.
وتتطلع حركة حماس إلى عقد صفقة جديدة مع إسرائيل مقابل جنود أسرى لديها لم يعرف بعد عددهم، أو ما إذا كانوا أحياء.
ويعتقد في إسرائيل أن حماس تحتجز على الأقل، جثتين لجنديين تم أسرهما خلال حرب غزة الأخيرة، لكن الحركة لمحت مرارا إلى أن لديها عددا أكبر وإلى أن أحدهم أو أكثر قد يكونون أحياء وليسوا جثثا.
وساد الغموض مصير جنديين اختفيا في حرب غزة، واحد تمكنت منه حماس في معركة الشجاعية الشهيرة والثاني اختطف عبر نفق داخل منطقة رفح.
واستخدمت إسرائيل كمية نيران هائلة لقتل الجنود ومختطفيهم من دون أن يتضح مصيرهم النهائي.
وتطالب حماس الآن بثمن كبير مقابل الإفصاح عن أي معلومات حول ما لديها، قبل الدخول في مفاوضات مع إسرائيل.
وحاولت إسرائيل خلال مفاوضات القاهرة بشأن وقف الحرب، دمج ملف الجنود مع ملفات وقف النار لكن الوفد الفلسطيني المفاوض رفض ذلك.
وحتى الآن ظل الملف مغلقا، إذ أعلنت إسرائيل أن جنودها مفقودين وقتلى، لكن عائلاتهم تضغط لمعرفة مصيرهم.
وقال البطش: «الملف لم يفتح بعد، وهمنا الآن هو كيف نحرر الأسرى». ودعا إلى تفعيل الهيئات والمؤسسات الوطنية الخاصة بالأسرى، قائلا: «إن قضية فلسطين ستبقى حية ومركزية، طالما أن رموزها معتقلون في سجون الاحتلال».
إلى ذلك، قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المفاوضات بين التيار السلفي في قطاع غزة وحركة حماس تشهد تقدما يمكن أن يفضي إلى العودة إلى اتفاق 2013.
وكانت العلاقة بين حماس والتيار السلفي ساءت إلى حد كبير بعد اتهامات من السلفيين لحماس بنقض اتفاق سابق معهم يقضي بالتهدئة بين الطرفين، انتقاما لما وصفوه بهزيمة قوات موالية لها (حماس) في مخيم اليرموك على يد تنظيم داعش.
وجاءت اتهامات السلفيين لحماس بعدما اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للحركة الأسبوع الماضي نحو 51 عنصرا سلفيا من مناطق مختلفة من قطاع غزة، إثر تفجيرات جديدة استهدفت مواقع حساسة، في منحى آخر خطير ضمن المواجهة بين الطرفين وأثار القلق من نشر فوضى جديدة.
وبدأت حماس الاعتقالات بعد ظهور تيار مناصر لـ«داعش» ولاحتلال مخيم اليرموك في سوريا ويحرض ضد حماس.
وبحسب مصادر فإنه يجري الآن التوسط من جهات داخلية وخارجية من أجل تثبيت اتفاق سابق يتضمن منح السلفيين حرية العمل السياسي والدعوي والاجتماعي، إضافة إلى وقف عمليات الاعتقال والملاحقة كافة، وتشكيل هيئة مشتركة لمتابعة أي إشكاليات قد تقع وتتسبب في إحداث أزمات جديدة، والتزام الجماعات السلفية بالتهدئة وقرارات حكومة حماس في هذا السياق وما تجمع عليه الفصائل، ووقف التصريحات من جانبهم التي تقوم على التخوين والتكفير ضد حماس أو حكومتها، وعدم تنفيذ أي أعمال عدوانية داخلية في القطاع والالتزام بالحوار الدائم.



«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وحماية المال العام، أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن حزمة من الإجراءات المنسقة لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز المركز القانوني للدولة، وذلك بعد تلقي المجلس تقارير من الأجهزة الرقابية والقضائية حول قضايا فساد كبرى وقعت في الأعوام الأخيرة.

وأفاد الإعلام الرسمي بأنه، بناءً على توصيات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، صدرت توجيهات مستعجلة لاستكمال إجراءات التحقيق في القضايا قيد النظر، مع متابعة الجهات المتخلفة عن التعاون مع الأجهزة الرقابية.

وشدد مجلس الحكم اليمني على إحالة القضايا المتعلقة بالفساد إلى السلطة القضائية، مع توجيهات صريحة بملاحقة المتهمين داخل البلاد وخارجها عبر «الإنتربول» الدولي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (سبأ)

وأمر العليمي -حسب المصادر الرسمية- بتشكيل فريق لتقييم أداء هيئة أراضي الدولة وعقاراتها، التي تواجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على أراضيها من قِبل شخصيات نافذة. كما شدد على إلغاء جميع التصرفات المخالفة للقانون وملاحقة المتورطين.

وبينما تشير هذه الخطوات الجادة من مجلس القيادة الرئاسي إلى التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الفساد، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الشفافية، يتطلّع الشارع اليمني إلى رؤية تأثير ملموس لهذه الإجراءات في بناء دولة القانون، وحماية موارد البلاد من العبث والاستغلال.

النيابة تحرّك 20 قضية

ووفقاً لتقرير النائب العام اليمني، تم تحريك الدعوى الجزائية في أكثر من 20 قضية تشمل جرائم الفساد المالي، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتهرب الضريبي. ومن بين القضايا التي أُحيلت إلى محاكم الأموال العامة، هناك قضايا تتعلّق بعدم التزام بنوك وشركات صرافة بالقوانين المالية؛ مما أدى إلى إدانات قضائية وغرامات بملايين الريالات.

كما تناولت النيابة العامة ملفات فساد في عقود تنفيذ مشروعات حيوية، وعقود إيجار لتوليد الطاقة، والتعدي على أراضي الدولة، وقضايا تتعلق بمحاولة الاستيلاء على مشتقات نفطية بطرق غير مشروعة.

مبنى المجمع القضائي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (سبأ)

ومع ذلك، اشتكت النيابة من عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع طلبات توفير الأدلة والوثائق، مما أدى إلى تعثر التصرف في قضايا مهمة.

وأوردت النيابة العامة مثالاً على ذلك بقضية الإضرار بمصلحة الدولة والتهرب الجمركي من قبل محافظ سابق قالت إنه لا يزال يرفض المثول أمام القضاء حتى اليوم، بعد أن تمّ تجميد نحو 27 مليار ريال يمني من أرصدته مع استمرار ملاحقته لتوريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة. (الدولار يساوي نحو 2000 ريال في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية).

وعلى صعيد التعاون الدولي، أوضحت النيابة العامة أنها تلقت طلبات لتجميد أرصدة أشخاص وكيانات متورطين في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبينما أصدرت النيابة قرارات تجميد لبعض الحسابات المرتبطة بميليشيات الحوثي، طلبت أدلة إضافية من وزارة الخزانة الأميركية لتعزيز قراراتها.

تجاوزات مالية وإدارية

وكشف الجهاز المركزي اليمني للرقابة والمحاسبة، في تقريره المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، عن خروقات جسيمة في أداء البنك المركزي منذ نقله إلى عدن في 2016 وحتى نهاية 2021. وتضمنت التجاوزات التلاعب في الموارد المالية، والتحصيل غير القانوني للرسوم القنصلية، وتوريد إيرادات غير مكتملة في القنصلية العامة بجدة وسفارتي اليمن في مصر والأردن.

وأفاد الجهاز الرقابي بأن التجاوزات في القنصلية اليمنية في جدة بلغت 156 مليون ريال سعودي، تم توريد 12 مليون ريال فقط منها إيرادات عامة، في حين استولت جهات أخرى على الفارق. أما في مصر فتم الكشف عن استيلاء موظفين في السفارة على 268 ألف دولار من إيرادات الدخل القنصلي باستخدام وثائق مزورة.

وفي قطاع الكهرباء، كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مخالفات جسيمة في عقود توفير المشتقات النفطية، تضمّنت تضخيم تكلفة التعاقدات وإهدار المال العام بقيمة تزيد على 285 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى اختلالات في عقود السفينة العائمة لتوليد الطاقة التي تضمنت بنوداً مجحفة وإعفاءات ضريبية وجمركية للشركة المتعاقد معها.

وتحدّث الجهاز الرقابي اليمني عن اعتداءات ممنهجة على أراضي الدولة، تشمل مساحة تزيد على 476 مليون متر مربع، وقال إن هذه الاعتداءات نُفّذت بواسطة مجاميع مسلحة وشخصيات نافذة استغلّت ظروف الحرب لنهب ممتلكات الدولة. كما تم تسليم أراضٍ لمستثمرين غير جادين تحت ذرائع قانونية؛ مما تسبّب في إهدار أصول حكومية ضخمة.

وحسب التقارير الرقابية، تواجه شركة «بترومسيلة» التي أُنشئت لتشغيل قطاع 14 النفطي في حضرموت (شرق اليمن)، اتهامات بتجاوز نطاق عملها الأساسي نحو مشروعات أخرى دون شفافية، إلى جانب اتهامها بتحويل أكثر من مليار دولار إلى حساباتها الخارجية، مع غياب الرقابة من وزارة النفط والجهاز المركزي.