دفاتر داروين المفقودة منذ 20 عاماً تعود إلى كامبريدج

أمينة المكتبة جيسيكا جاردنر تنظر إلى رسم شجرة الحياة (رويترز)
أمينة المكتبة جيسيكا جاردنر تنظر إلى رسم شجرة الحياة (رويترز)
TT

دفاتر داروين المفقودة منذ 20 عاماً تعود إلى كامبريدج

أمينة المكتبة جيسيكا جاردنر تنظر إلى رسم شجرة الحياة (رويترز)
أمينة المكتبة جيسيكا جاردنر تنظر إلى رسم شجرة الحياة (رويترز)

أُعيد اثنان من دفاتر ملاحظات عالم الطبيعة تشارلز داروين اللذان تم الإبلاغ عن سرقتهما من مكتبة جامعة كامبريدج، بعد عقدين من اختفائهما، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الجامعة، أمس (الثلاثاء)، إن المخطوطات تُركت في المكتبة داخل كيس هدايا ورديّ وإلى جانبها ملاحظة تتمنى فيها لأمين المكتبة عيد فصح سعيداً.
واختفت الدفاتر، التي تتضمن الرسم التخطيطي الشهير «شجرة الحياة» لعالم القرن التاسع عشر، في عام 2001 بعد أن أُخرجت من مكانها بغرض التصوير، على الرغم من أن الموظفين اعتقدوا في ذلك الوقت أنها ربما وُضعت في غير محلها.
ويُذكر أنه كان قد تم إبلاغ الشرطة عن سرقتها في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 بعد أن فشلت عمليات البحث في مجموعة المكتبة التي تضم 10 ملايين كتاب وخريطة ومخطوطة في العثور عليها.
وأخطر المحققون المحليون منظمة الشرطة العالمية الإنتربول وأطلقوا حملة مطاردة دولية للدفاتر التي تقدَّر قيمتها بملايين الجنيهات الإسترلينية.
وفي 9 مارس (آذار)، عادت الدفاتر للظهور مجدداً، وتُركت في مكان عام بالمبنى، خارج مكتب أمين المكتبة بعيداً عن الكاميرات الأمنية. وجرى وضع دفتري الملاحظات في لفافة داخل صندوق الأرشيف الخاص بهما الذي بدا في حالة جيدة، فيما ترك ذلك الشخص ملاحظة تقول: «أمين المكتبة، عيد فصح سعيد».
وقالت جيسيكا غاردنر، مديرة خدمات المكتبات بالجامعة، إن شعورها بالارتياح عند ظهور الكتب كان «عميقاً ويكاد يكون من المستحيل التعبير عنه بشكل كافٍ».
وتضم مكتبة جامعة كامبريدج نحو 10 ملايين كتاب وخريطة ومخطوطة وأشياء أخرى، محفوظة فيما تقدر مساحته بـ200 كيلومتر من أرفف الحفظ، وهي تقريباً المسافة من كامبريدج إلى ساوثهامبتون براً، كما يضم قسم داروين وحده 189 صندوق حفظ تحتوي على كتبه ورسوماته وخطاباته ومتعلقاته.
ويعد تشارلز داروين عالما إنجليزياً -عالما طبيعياً وجيولوجياً وبيولوجياً- اشتهر بعمله غير التقليدي في نظرية التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي، وهي واحدة من أكثر الأفكار العلمية تأثيراً على الإطلاق.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».