مجلس الأمن يتكامل مع مشاورات الرياض اليمنية

جانب من مشاورات الرياض اليمنية برعاية خليجية (الشرق الأوسط)
جانب من مشاورات الرياض اليمنية برعاية خليجية (الشرق الأوسط)
TT

مجلس الأمن يتكامل مع مشاورات الرياض اليمنية

جانب من مشاورات الرياض اليمنية برعاية خليجية (الشرق الأوسط)
جانب من مشاورات الرياض اليمنية برعاية خليجية (الشرق الأوسط)

يتكامل الموقف الذي اتخذه مجلس الأمن الاثنين الماضي للتنديد بـ«الهجمات الإرهابية» التي نفذتها ميليشيات الحوثي في اتجاه المملكة العربية السعودية خلال الشهر الماضي، مع التوصيف الذي حدده بقراره رقم 2624 في مطلع الشهر الماضي بأنها «جماعة إرهابية» مدعومة من إيران، في مؤشر على اعتزام المجتمع الدولي استخدام عصا العقوبات الغليظة في وقت تمد لها اليد الخليجية من الرياض لتكون جزءاً من العملية السياسية الواسعة التي ترعاها الأمم المتحدة ومبعوثها هانس غروندبرغ، لإخراج اليمن من عنق الأزمة.
البيانان المنفصلان اللذان أصدرهما مجلس الأمن مع بدء رئاسة بريطانيا، التي تحمل القلم في المسائل المتعلقة باليمن، يعكسان السعي إلى المضي في هذين المسارين المتوازيين، أي أن المجلس يتحد الآن أكثر من أي وقت مضى لفرض «تكاليف جدية» وفقاً للقرار 2624 على الاعتداءات التي تشنها جماعة الحوثي عبر الحدود في اتجاه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وكذلك عبر الممرات المائية الدولية، بموازاة الوقوف بصلابة مع المبادرات الإقليمية والدولية لإعادة كل الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات استناداً إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الجديدة للحوار اليمني - اليمني التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، وكذلك تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
وكانت هذه العناصر جزءاً من الديباجة التي تضمنها القرار الأممي 2624 الذي أجمعت عليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.
وأورد أعضاء مجلس الأمن في بيانهم الأول الذي أقر بإجماع الأعضاء الـ15 الاثنين الماضي أنهم «ينددون بشدة بالهجمات الإرهابية عبر الحدود التي شنها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية في 20 و25 مارس (آذار) الماضي، والتي استهدفت البنية التحتية المدنية الحيوية»، معبرين عن «توقعاتهم ومطالبتهم الحوثيين بالتزام الهدنة ووقف كل الهجمات عبر الحدود». وأشاروا كذلك إلى «الالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك تلك المتعلقة بحماية المدنيين والأعيان المدنية».
وكان القرار 2624 قد فرض حظر أسلحة شاملاً على الحوثيين لأنهم «انخرطوا في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن»، مشيراً ليس فقط إلى «هجمات لضرب المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن»، بل أيضاً إلى هجماتهم ضد «الملاحة التجارية في البحر الأحمر»، فضلاً عن أنهم ارتكبوا «بشكل متكرر، هجمات إرهابية عبر الحدود، ضد المدنيين والبنية التحتية، في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وهددوا بالاستهداف المتعمد للأماكن المدنية».
وهذا ما سمح لتكريس منطق جديد في التعامل مع الجماعة التي أعلن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أنه «يصنفها كجماعة إرهابية» في خطوة كانت الأولى من نوعها في أرفع المحافل الدولية لصنع القرار ولصون الأمن والسلم الدوليين.
وبموازاة البيان القصير للتنديد بالهجمات عبر الحدود، رحب أعضاء المجلس في بيان منفصل بـ«الدعوة التي أطلقها في 1 أبريل (نيسان) الجاري غروندبرغ لإعلان هدنة لمدة شهرين في شأن اليمن والرد الإيجابي من الأطراف». وإذ أكدوا على «الفرصة التي تتيحها الهدنة لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين وتحسين الاستقرار الإقليمي»، حضوا على «بناء الثقة من خلال إجراءات مثل إعادة فتح طريق تعز، على سبيل المثال لا الحصر، والتدفق المنتظم لشحنات الوقود والبضائع والرحلات الجوية، وفقاً للهدنة المتفق عليها».
ودعا أعضاء المجلس كل الأطراف إلى «اغتنام الفرصة التي توفرها الهدنة والعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإحراز تقدم نحو وقف شامل لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة»، معبرين عن «دعمهم الكامل لجهود المشاورات السياسية التي يبذلها المبعوث الخاص». وكرروا التأكيد على «الضرورة الملحة لعملية شاملة بقيادة يمنية وبملكية يمنية، تحت رعاية الأمم المتحدة»، مشددين على «أهمية مشاركة النساء بنسبة 30 في المائة على الأقل بما يتماشى مع هذه الجهود»، طبقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني على النحو المشار إليه في القرار 2624، ورحبوا بـ«مبادرة مجلس التعاون الخليجي للحوار اليمني - اليمني التي انطلقت الأسبوع الماضي دعماً لجهود الأمم المتحدة». وعبروا عن «قلقهم العميق إزاء الأزمة الإنسانية في اليمن»، مشددين على «الحاجة الملحة لتمويل الاستجابة الإنسانية».
وهذا ما يتلاقى أيضاً مع الجهود التي دعمها مجلس الأمن في قراره الأخير حين دعا إلى «التنفيذ الكامل وفي الوقت المناسب» لعملية الانتقال السياسي، عقب مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بما يتماشى مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ووفقاً لقراراته السابقة ذات الصلة، مشدداً على أنه «لا يوجد حل عسكري للنزاع الحالي» لأن «السبيل الوحيد القابل للتطبيق هو الحوار والمصالحة بين الأطراف المتعددة والمتنوعة» بمن في ذلك الحكومة اليمنية والحوثيون والأطراف السياسية والإقليمية الرئيسية، فضلاً عن المرأة والشباب والمجتمع المدني. وهذا ما ظهرت طلائعه في مؤتمر الرياض أخيراً. نيويورك: علي بردى



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.