نقابة الممثلين المصريين تربط شائعة وفاة أحمد بدير بدوره في «الاختيار3»

الفنان المصري أحمد بدير
الفنان المصري أحمد بدير
TT

نقابة الممثلين المصريين تربط شائعة وفاة أحمد بدير بدوره في «الاختيار3»

الفنان المصري أحمد بدير
الفنان المصري أحمد بدير

فيما يحظى الفنان المصري أحمد بدير بإشادات نقدية لأدائه اللافت لشخصية المشير حسين طنطاوي في حلقات مسلسل «الاختيار 3»، بجانب انشغاله بتصوير ثلاثة أعمال درامية يتواصل عرضها في شهر رمضان، تصدرت شائعة وفاته «الترند» على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
ونفت «نقابة الممثلين المصريين» هذه الشائعة، مؤكدة أنها عارية من الحقيقة، وأن الفنان بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشكلات صحية، وربط نقيب الممثلين د. أشرف زكي بين هذه الشائعة ودور الفنان في مسلسل «الاختيار3»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن شائعات وفاة الفنانين تهدف في معظمها إلى شغل الناس بحكايات لصرف نظرهم عن أشياء إيجابية تحدث في البلد»، وأكد أن «شائعة وفاة الفنان أحمد بدير وراءها كتائب إخوانية للتغطية على دوره في مسلسل (الاختيار3) ونجاحه في تجسيد شخصية المشير طنطاوي».
ورغم تجاهله الرد على هذه الشائعة المثيرة، فإن أحمد بدير لم يسع لنفيها كما اعتاد، مكتفياً بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «الأعمار بيد الله وحده».
ووفق نقاد فإن أحمد بدير تألق في تجسيد شخصية المشير الراحل محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع الأسبق، ويقول الناقد سيد محمود لـ«الشرق الأوسط»: «اختيار أحمد بدير لتجسيد هذه الشخصية يعد موفقاً للغاية لأنه ممثل يتمتع بقدرة كبيرة على تجسيد مختلف الشخصيات وليس الكوميدية فقط، فقد برع في بطولة مسلسل (الزيني بركات)، وفي مسلسل (الاختيار 3)، لم يتم اختياره لشخصية المشير لتشابه ملامحهما فقط، بل لأن لديه قدرات تمثيلية عالية مكنته من الأداء الصادق لكل تفاصيل الشخصية».
وفسر محمود انطلاق هذه الشائعة حول أحمد بدير بشكل خاص قائلاً: «لن يكون الفنان أحمد بدير، هدف عناصر الإخوان الوحيد، خلال الفترة المقبلة، لأن المسلسل يكشف مخططات الإخوان للسيطرة على كافة مفاصل الدولة في عام 2013، وكشف عن نياتهم للتخلص من كبار الضباط وإحالتهم للتقاعد» على حد تعبيره.
لافتاً إلى أن «كتائب الإخوان المترصدة للمسلسل، فضلت إطلاق شائعة وفاة أحمد بدير للنيل منه لأدائه دور المشير طنطاوي، لأنهم لو أطلقوها على ممثل شاب ممن يشاركون بالعمل لما صدقهم الناس، وذلك في محاولة لصرف الجمهور عن الاهتمام الكبير الذي يلاقيه المسلسل منذ بدء عرضه».
ويشارك الفنان أحمد بدير في ثلاثة أعمال رمضانية بالموسم الجاري فبجانب مسلسل «الاختيار3»، يشارك في الجزء الثاني من مسلسل «المداح»، بالإضافة إلى مسلسل «راجعين يا هوى» أمام خالد النبوي.
ويعد أحمد بدير، أحد الممثلين الذي أثروا الفن المصري، بأعمال مهمة في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية والتي فاقت مائتي عمل، وكان قد بدأ مشواره الفني من خلال مسارح مراكز الشباب عقب تخرجه في كلية الآداب جامعة القاهرة بسبعينات القرن الماضي وقدم أول أدواره السينمائية من خلال فيلم «العصفور» للمخرج الكبير يوسف شاهين الذي اختاره للتمثيل في عدد من أفلامه ومنها «إسكندرية ليه»، و«عودة الابن الضال»، و«سكوت هنصور» كما شارك في فيلمي «الحب الذي كان» و«الكرنك» من إخراج علي بدرخان، وانطلق أحمد بدير، بقوة على خشبة المسرح من خلال عروض ناجحة من بينها «بكالوريوس في حكم الشعوب»، ومسرحية «ريا وسكينة» أمام شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».