مستشارة للأسد: دور روسيا ليس الرد عسكرياً على غارات إسرائيل

لونا الشبل قالت إن هناك «سوريين يريدون رد الجميل» لموسكو بالقتال معها في أوكرانيا

صورة أرشيفية لدمار بعد غارة إسرائيلية قرب دمشق (رويترز)
صورة أرشيفية لدمار بعد غارة إسرائيلية قرب دمشق (رويترز)
TT

مستشارة للأسد: دور روسيا ليس الرد عسكرياً على غارات إسرائيل

صورة أرشيفية لدمار بعد غارة إسرائيلية قرب دمشق (رويترز)
صورة أرشيفية لدمار بعد غارة إسرائيلية قرب دمشق (رويترز)

قالت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل، إن الاتفاقات العسكرية بين دمشق وموسكو لا تشمل رد روسيا عسكرياً على الغارات الإسرائيلية في سوريا، مشيرة إلى أن «هناك الكثير من السوريين في الحقيقة أبدوا رغبتهم في التطوع والقتال إلى جانب روسيا في عمليتها العسكرية (في أوكرانيا) من باب رد الجميل».
ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن الشبل قولها في مقابلة مع القسم العربي في «بي بي سي»، «هناك الكثير من السوريين في الحقيقة أبدوا رغبتهم في التطوع والقتال إلى جانب روسيا في عمليتها العسكرية من باب رد الجميل لوقوفها مع الشعب والجيش السوري في الحرب على الإرهاب وتقديمها الدماء في سبيل ذلك، لكن من معرفتنا بتطور الأوضاع الميدانية والعمليات العسكرية في روسيا ليس هناك داع لوجود متطوعين الآن. وبالمقابل، فروسيا لم تطلب متطوعين سوريين بشكل رسمي من الدولة السورية، وبالتالي لا يمكن للدولة السورية أن تقوم بأي إجراء رسمي طالما ليس هناك طلب من روسيا بهذا الخصوص». وزادت «التحالف بين سوريا وروسيا لا يعني فقط عملية عسكرية هنا أو طائرة تحلق هناك أو أن نحارب الإرهاب في مكان ما، بل يعني أننا على موجة واحدة في القضايا الكبرى، وهذا يعني أننا كنا على علم بما جرى».
وعن الغارات الإسرائيلية، قالت الشبل، إن «استخدام السلاح بين دولتين يتعلق بالاتفاقية القائمة بينهما ولا يتعلق بالأهواء الشخصية والمطالبات والصراخ؛ فالاتفاقية الموقّعة بين الجانبين السوري والروسي تتعلق بأن تساعد روسيا سوريا في مكافحة الإرهاب وضرب المجموعات الإرهابية وليس هناك أي بند لحماية الحدود، وبالمقابل ليس هناك أي طرف يستطيع أن يخوض حرباً بدلاً عن سوريا، لكن بالجانب السياسي لأن الموضوع ليس فقط عسكرياً فروسيا لم تأل جهداً ولم تتوقف عن التواصل مع إسرائيل هذا الكيان الغاصب والمحتل والكاذب. لنكن واضحين: روسيا على المستويين السياسي والدبلوماسي لم تصمت تجاه العدوان الإسرائيلي، أما على المستوى العسكري فهذا ليس دورها».
وأضافت الشبل، أن لسوريا «الحق في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا الحق لا يسقط بالتقادم لكن عندما ترد دولة فإنها ترد وفق الظروف التي تراها مناسبة في الزمان والمكان المناسبين، وعندما ترى أن هذا الرد سيصب في مصلحتها».
ولفتت الشبل إلى أن «تحرير معظم الأراضي السورية كان بجهود الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وبدعم الحليف الروسي، وبالتالي فتحرير كل المناطق المحتلة هو على كاهل السوريين، وخاصة في الشمال الشرقي الذي تزداد فيه عمليات الفصائل الشعبية ومقاومتها ضد الميليشيات الانفصالية. من يخرج المحتل الأميركي من سوريا هي المقاومة في تلك المناطق». وزادت «هناك احتلال آخر هو التركي الذي اجتاح هذه المناطق قبل أن تنشغل روسيا في عمليتها العسكرية الأخيرة».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد، بأن قوات «الفرقة 25» التابعة لقوات الحكومة السورية، التي يقودها سهيل الحسن، وتُعرَف بـ«قوات النمر»، واصلت تدريباتها في وسط سوريا وشمالها الغربي «استعداداً» إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا. ورصد «المرصد»، انطلاق المروحيات التدريبية من مطار حميميم في محافظة اللاذقية غرب سوريا، وشارك في التدريبات نحو 700 عنصر سوري، وضباط من القوات الروسية.
وتأتي التدريبات بعد عودة ممثلين عن القوى العسكرية الموالية لروسيا من جولة استطلاع في روسيا ضمت «ممثلين عن الفرقة 25 ولواء القدس الفلسطيني (التابع للجبهة الشعبية - القيادة العامة، بزعامة الراحل أحمد جبريل) وكتائب البعث والفيلق الخامس (الذي أسسته موسكو في ريف درعا)».
وقال متحدث باسم «الكرملين»، إنه بوسع السوريين الانضمام إلى القوات الروسية المحاربة في أوكرانيا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات المدعومة من روسيا.
وكان وسطاء في دمشق ومناطق الحكومة بدأوا في الترويج لتوقيع عقود مع شباب سوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا. وضمت قائمة «المرشحين الجدد» نحو 23 ألفاً من الشبان الذي كانوا قاتلوا إلى جانب قوات الحكومة ضمن ميليشيات «جمعية البستان» التي كانت تابعة لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، ثم جرى حلها في إطار حملة لتفكيك جميع الأذرع السياسية والاقتصادية والعسكرية في «إمبراطورية مخلوف»، ومن «قوات الدفاع الوطني» التي أسهمت إيران في تأسيسها من اللجان الشعبية بدءاً من عام 2012، ثم تراجع دورها مع التدخل العسكري الروسي نهاية 2015، وتراجع العمليات العسكرية في السنتين الماضيتين بين قوات الحكومة والمعارضة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.