مستوطنون يقتحمون الأقصى ويستعدون لطقوس «الفصح»

TT

مستوطنون يقتحمون الأقصى ويستعدون لطقوس «الفصح»

اقتحم عشرات المستوطنين، الاثنين، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ما رفع مستوى التوتر في المدينة التي تشهد مواجهات ليلية مع بداية رمضان.
ووصل عشرات المستوطنين إلى الأقصى رغماً عن حراس المسجد والمصلين، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في ساحاته، وتقدمهم عدد من الحاخامات الذين أجروا نقاشات حول إحياء عيد الفصح العبري في الأقصى، والذي يصادف هذا العام منتصف شهر رمضان، من 15 إلى 22 رمضان.
والأحد، اقتحم أيضاً حاخامات المسجد، وعقدوا المحاضرات حول الفصح، ورافقهم في هذا الاقتحام عدد من طلاب المعاهد.
وأكد الحاخامات أن وقت أداء «قربان الفصح» في الأقصى قد حان، ولم يعد يحول دونه شيء.
ويحضِّر الحاخامات لاقتحام الأقصى بشكل واسع، وتقديم قرابين هناك، على الرغم من الوضع المتوتر، وتحذيرات مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين من تفجر الأوضاع خلال رمضان.
وقادت مثل هذه الاقتحامات المتواصلة إلى توترات متصاعدة، انتهت في رمضان الماضي إلى مواجهات دامية في القدس والمدن المختلطة في إسرائيل، وحرب في غزة.
وقالت حركة «فتح»، أمس، إن سلوك سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في شهر رمضان، ممنهجة ومدروسة، وتنذر بتفجير الأوضاع.
وأدانت الحركة الممارسات العدوانية اليومية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، والاقتحام الاستفزازي الذي قام به وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد لمنطقة باب العمود في القدس المحتلة، والوعود التي أطلقها لغلاة المتطرفين اليهود لاقتحام الأقصى.
وقال الناطق باسم حركة «فتح» في القدس، محمد ربيع، في بيان صحافي، إن «هذه التصرفات الاستفزازية، والاعتداءات على المصليين والتضييق عليهم واعتقالهم، وإطلاق النار وقنابل الغاز والصوت، تكشف النية المبيتة لحكومة الاحتلال بالاستهتار بمشاعر المسلمين في الشهر الفضيل».
وحذرت حركة «فتح» من عواقب هذه السياسة العدوانية التي تمارسها حكومة الاحتلال، وتنذر بتفجير الأوضاع، وتحويل الصراع إلى حرب دينية مفتوحة، تقوّض أركان السلم والأمن الدوليين، وتؤجج مشاعر المسلمين في مختلف بقاع العالم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.