تقرير فلسطيني: ميليشيات المستوطنين «تعربد» في الضفة والقدس بحماية جيش الاحتلال

قوات إسرائيلية تقوم بعمليات تفتيش في إحدى القرى الفلسطينية قرب جنين 30 مارس (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تقوم بعمليات تفتيش في إحدى القرى الفلسطينية قرب جنين 30 مارس (إ.ب.أ)
TT

تقرير فلسطيني: ميليشيات المستوطنين «تعربد» في الضفة والقدس بحماية جيش الاحتلال

قوات إسرائيلية تقوم بعمليات تفتيش في إحدى القرى الفلسطينية قرب جنين 30 مارس (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تقوم بعمليات تفتيش في إحدى القرى الفلسطينية قرب جنين 30 مارس (إ.ب.أ)

اتهم تقرير رسمي فلسطيني، مجالس المستوطنات، بالتنسيق مع جيش الاحتلال، من أجل توسيع اعتداءات وعربدة الميليشيات المسلحة للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس.
وأكد «المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان» التابع لمنظمة التحرير، في تقريره، أن «مستوطنين يهوداً مسلحين، ومنهم شبيبة التلال الإرهابية، بدأوا بالحضور إلى حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة خلال أيام شهر رمضان، بحجة أنهم سيدافعون عن اليهود المستوطنين الذين يسكنون في الحي»، وذلك «ضمن مخطط استيطاني مدروس تقوم بتنفيذه جهات في مجالس المستوطنات بتواطؤ وتشجيع من الباطن مع جيش الاحتلال، الذي يوفر الحماية لعربدة المستوطنين المتطرفين، الذين ينتمون لمنظمات إرهابية كشبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن وغيرها».
وحسب التقرير، فإن هذه الجماعات بدأت تستعد عشية رمضان للبدء بنشاطها، وأن المستوطنين ينوون ممارسة عمليات إرهابية كالتي نفذوها في مدينة اللد خلال فترة العدوان على غزة العام الماضي، وذلك عندما اقتحموا بالمئات مدينة اللد، واعتدوا على منازل المواطنين العرب فيها، وتخلل ذلك إطلاق رصاص على المنازل العربية وعلى مسجد وتحطيم ممتلكات في ظل توفير حماية الشرطة الإسرائيلية لهم.
كانت الفترة المتوترة في رمضان الماضي، شهدت اشتباكات غير مسبوقة بين العرب واليهود في الداخل، إلى الحد الذي اعتبرت فيه أوساط سياسية وأمنية إسرائيلية أن ما يجري يمثل حرباً أهلية.
ورفعت إسرائيل حالة التأهب، وقالت إنها تستعد لشهر من التصعيد المحتمل، خلال رمضان، في الداخل والضفة والغربية وربما في غزة.
وقال التقرير، «يقوم المستوطنون بمباركة جيش الاحتلال وحمايته ببناء المزيد من البؤر الاستيطانية في مخطط يتجاوز ما يسمونه تباطؤ حكومة الاحتلال في إقرار المزيد من المشاريع والخطط الاستيطانية... مسلسل إقامة البؤر الاستيطانية يتنقل من محافظة لأخرى في الضفة الغربية، بدءاً بجبل صبيح مروراً بالمعرجات وانتهاء بالأغوار».
ورصد التقرير كيف أقام مستوطنون بؤرة جديدة قرب تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات الواقعة بين محافظتي رام الله وأريحا، حيث أحضروا معدات بناء وخزان مياه، وأقاموا مسكناً، كما وضعوا مقاعد استراحة في منطقة سهل موفية، بالأغوار الشمالية، وثبتوها بالإسمنت كمقدمة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة، فيما نصب مستوطنون من مستوطنة «مجدوليم» إلى الجنوب من مدينة نابلس على الطريق في اتجاه الأغوار من مفترق زعترة، أربعة بيوت متنقلة (كرفانات) على أراضي بلدة قصرة بهدف توسيع المستوطنة على حساب أراضي المواطنين، ونصبوا كارافانين في أراضي قريوت جنوب نابلس في منطقة البطاين الواقعة بين مستوطنتي «شيلو» و«عيليه»، وهذه الخطوة تأتي في إطار ربط المستوطنات ببعضها، والاستيلاء على المزيد من أراضي المواطنين.
إضافة إلى ذلك، أعاد مستوطنون بناء منازل في بؤرتين استيطانيتين قرب رام الله، بعد أن تم هدم 20 مبنى فيهما، منذ أيام قليلة لتنفيذ قرار قضائي بذلك كونها غير قانونية.
وتناول التقرير تكثيف المستوطنين لهجماتهم الاستيطانية خلال عام 2021، واعتداءاتهم على الأرض والمواطنين الفلسطينيين.
وقال التقرير: «اتبع المستوطنون خططاً مدروسة من المجالس الإقليمية للمستوطنات والجمعيات الاستيطانية الفاعلة في مجال التوسع الاستيطاني، من خلال إقامة بؤر جديدة للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية الرسمية، ونشاط رعوي للمستوطنين، وصدامات متكررة بين المستوطنين وأجهزة الأمن الإسرائيلية للتوسع الاستيطاني، كما تصاعدت حملات الانتقام التي يشنها المستوطنون على القرى الفلسطينية، واعتراضهم المستمر لمركبات أبناء شعبنا والاعتداء عليها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.