السلطات التونسية تواصل التحقيق مع نواب البرلمان المجمد

إضراب يشل الإعلام العمومي احتجاجاً على «تردي» الأوضاع المهنية

جانب من إضراب قطاع الإعلام العمومي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)
جانب من إضراب قطاع الإعلام العمومي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)
TT

السلطات التونسية تواصل التحقيق مع نواب البرلمان المجمد

جانب من إضراب قطاع الإعلام العمومي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)
جانب من إضراب قطاع الإعلام العمومي في العاصمة التونسية أمس (إ.ب.أ)

في إطار المحاولات التي تقوم بها السلطات التونسية لتحديد هوية النائب البرلماني، الذي كان وراء دعوة النواب لعقد جلسة للبرلمان المجمد منذ أكثر من ثمانية أشهر، واصلت أمس فرقة مكافحة الإرهاب التحقيق مع نواب البرلمان التونسي المنحل، بعد أن انطلقت التحقيقات مع بعضهم أول من أمس، على أن تتواصل الاستماع إليهم إلى غاية الأربعاء المقبل، بتهمة «التآمر على أمن الدولة الداخلي». وشملت التحقيقات الأولية راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة والبرلمان المجمد، وسميرة الشواشي النائبة الأولى لرئيس البرلمان، وطارق الفتيتي النائب الثاني للغنوشي، كما حضر عدد كبير من النواب إلى ثكنة القرجاني وسط العاصمة، حيث ينتظر الاستماع إليهم أمام المحكمة الابتدائية.
وتمحورت الأسئلة الموجهة للنواب المتهمين بالتآمر ضد أمن الدولة الداخلي، حول كيفية إرسال دعوات الحضور للجلسة البرلمانية الافتراضية، التي عقدت الأربعاء الماضي، وتحديد هوية النائب البرلماني الذي كان وراء فكرة عقد جلسة برلمانية.
وتوجه أمس عدد من نواب البرلمان في وقت واحد إلى المكان الخاص بالاستنطاق والتحقيق معهم، ما أدى إلى اكتظاظ المكان الذي علته أصوات غاضبة من الاتهامات، خصوصاً أن بعضها قد تصل عقوبته حد الإعدام، كما ظهرت بعض الاحتجاجات لكن سرعان ما طوقتها وحدات أمنية كانت موجودة بعين المكان.
في السياق ذاته، قال الغنوشي إنه استجاب لاستدعاء النيابة العامة «احتراماً للقضاء التونسي»، رغم تمسكه وبقية النواب بعدم دستورية أو قانونية القرارات، التي اتخذها رئيس الجمهورية إثر تجميد وحل مجلس نواب الشعب.
ومن ناحيته، قال طارق الفتيتي، النائب الثاني لرئيس البرلمان المجمد، إنه سيمثل الثلاثاء المقبل أمام أنظار المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية في «حالة تقديم» على حد قوله، وهو ما يعني، وفق مصادر حقوقية تونسية، البدء في المحاكمة الفعلية، خصوصاً أن الفتيتي قد تدخل في الجلسة البرلمانية الافتراضية.
في غضون ذلك، أكدت كلار بازي مالاوري، رئيسة «اللجنة الأوروبية للديمقراطية من خلال القانون»، المعروفة باسم «لجنة البندقية» إثر لقائها الرئيس سعيد، أنها ناقشت معه كيفية العودة إلى النظام الدستوري، والإعداد لإصلاح الدستور التونسي وفق الاستفتاء، الذي أعلن عن تنظيمه يوم25 يوليو (تموز) المقبل، والانتخابات البرلمانية، المنتظر عقدها في 17 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
من جانبه، استقبل توفيق شرف الدين، وزير الداخلية التونسية، وفداً من اللجنة الفرعية لمنع التعذيب، وهي لجنة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أنهت زيارتها إلى تونس أمس.
وتناول اللقاء عرضاً مختصراً لنتائج الزيارات، التي قام بها الوفد إلى تونس، وسبل تعزيز وتدعيم آليات تكريس المنظومة الحقوقية، باعتماد مقاربة تشاركية، تعتمد التنسيق مع المنظمات والهيئات الوطنية والدولية.
ونوه رئيس الوفد بالتنسيق والتعامل الإيجابي، والسريع لوزارة الداخلية التونسية مع عناصر الوفد خلال زيارته إلى عدد من مراكز الأمن والحرس، قصد الاطلاع على ظروف الاحتجاز وإتمامهم لمهامهم في أحسن الظروف. كما أثنى على تيسير الدخول إلى المراكز المذكورة وحسن الاستقبال، وظروف الاحتجاز في مجملها، مثمناً عمل ومجهودات الوحدات الأمنية في تونس.
على صعيد آخر، نفذ صحافيو مؤسسات الإعلام العمومي أمس إضراباً عاماً عن العمل، تنفيذاً للقرار الذي اتخذته نقابة الصحافيين التونسيين في 22 من مارس (آذار) الماضي، احتجاجاً على تردي الأوضاع المهنية، وعدم استجابة الحكومة لعدد من المطالب المهنية.
وشمل الإضراب العام صحافيي وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وكالة الأنباء الرسمية)، والإذاعة التونسية المركزية وفي الجهات، ومؤسسة «سنيب - لابريس».
واقتصرت نشرات الأخبار في «وكالة تونس أفريقيا للأنباء»، أمس، على تغطية الإضراب، وبشكل استثنائي على الأخبار العاجلة، وفق تراتيب الإضراب التي أصدرها فرع النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بوكالة الأنباء الرسمية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.