بدء التجربة الأخيرة لصاروخ سترسله ناسا إلى القمر

صاروخ ناسا «ارتيميس 1» وعلى رأسه الكبسولة أوريون (أ.ب)
صاروخ ناسا «ارتيميس 1» وعلى رأسه الكبسولة أوريون (أ.ب)
TT

بدء التجربة الأخيرة لصاروخ سترسله ناسا إلى القمر

صاروخ ناسا «ارتيميس 1» وعلى رأسه الكبسولة أوريون (أ.ب)
صاروخ ناسا «ارتيميس 1» وعلى رأسه الكبسولة أوريون (أ.ب)

بدأت أمس (الجمعة) في فلوريدا تجربة أخيرة للصاروخ الجديد لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) «إس إل إس» المقرر إرساله في وقت لاحق من السنة الجارية إلى القمر.
وسيتم في حال نجاح التجربة تحديد موعد إطلاق بعثة «أرتيميس 1»، وهي الأولى ضمن عودة الأميركيين إلى القمر، لكن أي رائد فضاء لن يشارك في هذه الرحلة.
وبدأ الاختبار قرابة الساعة الخامسة من بعد ظهر أمس (الجمعة) بالتوقيت المحلي، ومن المقرر أن ينتهي بعد ظهر الأحد.
وكان الصاروخ البالغ طوله 98 مترا موضوعاً خلال الأسبوعين الأخيرين على منصة الانطلاق 39بي في مركز كيندي الفضائي، وعلى رأسه الكبسولة أوريون التي سيكون رواد الفضاء موجودين فيها مستقبلاً.
وبدأ أمس (الجمعة) العد العكسي الذي يستمر أكثر من 45 ساعة. وينبغي أولاً تشغيل الصاروخ والكبسولة، وفحص أنظمة الاتصالات، وتنفيذ جملة من الاستعدادات.
وقبل نحو ثماني ساعات من الإقلاع الوهمي، ستملأ خزانات الصاروخ بأكثر من ثلاثة ملايين لتر من الوقود المبرد - الهيدروجين السائل بحرارة 267 درجة مئوية تحت الصفر والأكسجين بحرارة 170 درجة مئوية تحت الصفر.
وسيتوقف العد العكسي قبل تسع ثوان، أي مباشرة قبل تشغيل المحركات، وذلك يهدف محاكاة إجراء الإلغاء القسري للإقلاع، بسبب حال الطقس مثلاً أو مشكلة فنية.
بعدها سيسحب الوقود من خزانات الصاروخ.
وتعتزم وكالة الفضاء الأميركية تمكين العامة من الاطلاع على مختلف مراحل التجربة عبر مدونتها طوال نهاية الأسبوع. ويتوفر كذلك نقل حي بالفيديو عبر يوتيوب، ولكن من دون صوت. وعللت ناسا ذلك بأن بعض المعلومات قد تكون حساسة.
وقال المسؤول عن تطوير أنظمة الاستكشاف في ناسا توم ويتماير في مؤتمر صحافي هذا الأسبوع إن المركبات المماثلة للصاروخ «إس إل إس» تبدو «مشابهة جداً للقدرات الباليستية التي قد تكون دول أخرى مهتمة بها».
وستعلن ناسا النتائج الأولى لهذا الاختبار الاثنين.
لكن ويتماير شرح أن «تقويم مدى نجاح الاختبار ومعرفة ما إذا كانت ثمة حاجة إلى تصحيح» بعض الأمور «غير المألوفة» التي قد تلاحظ خلال الاختبار «قد يستغرق بضعة أيام».
وأمل في الإعلان عن موعد إقلاع «أرتيميس 1» في الأيام القليلة المقبلة. وقد لا يكون ممكناً إطلاق الصاروخ في مايو (أيار)، ولكن يمكن أن يحصل ذلك في مطلع يونيو (حزيران) أو بداية يوليو (تموز).
وسيعاد الصاروخ بعد التجربة العامة إلى الحظيرة الخاصة به لإجراء سلسلة أخيرة من عمليات الفحص، على أن يتم إخراجه منها بعد ذلك استعداداً للإقلاع.
وستكون «أرتيميس 1» أول رحلة لصاروخ «إس إل إس» الذي تأخر تصميمه وتصنيعه سنوات. وسيدفع «إس إل إس» الكبسولة «أوريون» إلى المدار القمري، قبل أن يعود إلى الأرض.
ومن غير المتوقع أن تهبط أي رحلة مأهولة على سطح القمر قبل بعثة «أرتيميس 3» المرتقبة في 2025 على أقرب تقدير.


مقالات ذات صلة

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بين يدَي تاكاو دوي نموذج هندسي لـ«ليغنوسات» (رويترز)

أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء

انطلق أول قمر اصطناعي خشبي في العالم صنعه باحثون يابانيون إلى الفضاء، الثلاثاء، في اختبار مُبكر لاستخدام الأخشاب باستكشاف القمر والمريخ.

«الشرق الأوسط» (كيوتو اليابان)
لمسات الموضة استغرق العمل على هذه البدلة سنوات طويلة تفرغ لها 10 عاملين في دار «برادا» (أ.ف.ب)

الموضة تصل إلى القمر

ما أكدته رحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في النصف الثاني من عام 2026 أن التكنولوجيا وحدها لم تعد كافية وأن الموضة وسيلة إغراء قوية.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

يرتدي رواد فضاء رحلة «أرتيميس3» من «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» إلى القمر، التي حُدِّدَ سبتمبر (أيلول) 2026 موعداً لها، بزّات فضائية من دار «برادا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق «شجرة القمر» على الأرض (أ.ب)

مدرسة أميركية تزرع «شجرة القمر» ببذور حلّقت في الفضاء

زُرِعت «شجرة القمر»، كما أُطلق عليها، ببذور طارت حول القمر، ثم وُضعت على عربة شحن برفقة تلاميذ يحملون مجارف للمساعدة في حفر موطنها الجديد.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».