قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الروسي إلى نيودلهي، سعياً لإقناعها بعدم الرضوخ لضغوط الغرب، حذرت الولايات المتحدة الهند من التقارب مع موسكو.
وامتنعت الهند عن التصويت على قرارات في الأمم المتحدة تفرض عقوبات على موسكو عقب إطلاقها عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط). وتستمر الهند في شراء النفط الروسي، فيما تعد موسكو أكبر مزوديها بالسلاح، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
في المقابل، تشارك نيودلهي قلق الغرب إزاء تزايد نفوذ بكين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقد قتل 20 جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين في اشتباك عند الحدود المتنازع عليها في جبال همالايا في 2020. ونقلت وسائل إعلام محلية عن داليب سينغ، كبير مخططي العقوبات في واشنطن، قوله خلال زيارة لنيودلهي إن الهند لا يمكنها الاعتماد على روسيا في حال وقوع اشتباك آخر. ونقلت عن سينغ قوله: «لا أظن أن أحداً سيصدق أنه في حال انتهكت الصين مرة أخرى خط المراقبة، ستهب روسيا للدفاع عن الهند».
وأعلنت موسكو التي تخضع لعقوبات غربية قاسية رداً على حربها في أوكرانيا عن شراكة «غير محدودة» مع الصين، التي امتنعت بدورها أيضاً عن إدانة أنشطة موسكو الحربية. ووصل لافروف إلى نيودلهي في ساعة متأخرة الخميس آتياً من الصين، حيث أشاد ببكين معتبراً أنها جزء من «نظام عالمي جديد عادل متعدد الأقطاب». وقال لافروف في نيودلهي، خلال لقائه نظيره الهندي س.جايشنكار، أمس، «يرغب زملاؤنا الغربيون هذه الأيام في اختزال أي قضية دولية ذات مغزى بالأزمة في أوكرانيا (...) نقدر أن الهند ترى الوضع مع جميع الحقائق في الحسبان، وليس فقط بطريقة أحادية الجانب». وأضاف متحدثاً بالإنجليزية، إن «الصداقة هي الكلمة المفتاح لوصف تاريخ علاقاتنا، وعلاقاتنا كانت متينة جداً خلال عدة فترات صعبة في الماضي».
من جانبه، ركز جايشنكار على «أهمية وقف العنف وإنهاء الأعمال العدائية». وتابع: «يجب حل الخلافات والنزاعات من خلال الحوار والدبلوماسية واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول وسلامة أراضيها».
وتسعى الهند وروسيا إلى وضع آلية دفع بالروبية والروبل لتسهيل المبادلات التجارية، والالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على البنوك الروسية، وفق تقارير إعلامية. ووجهت روسيا كتاباً إلى وزارة الدفاع الهندية تطلب تسهيل مدفوعات بقيمة 1.3 مليار دولار معلقة منذ الشهر الماضي، حسب صحيفة «إيكونوميك تايمز» المحلية.
من جانبه، قال سينغ إن الولايات المتحدة على استعداد لمساعدة الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، على تنويع مصادرها من الطاقة والدفاع. لكنه أضاف أنه ستكون هناك عواقب للدول التي تسعى للالتفاف على العقوبات. وقال، «أتيت إلى هنا بروح صداقة لشرح آليات عقوباتنا، وأهمية الانضمام إلينا، وللتعبير عن عزم مشترك وللدفع بمصالح مشتركة. ونعم ستكون هناك تداعيات بالنسبة للدول التي تسعى بنشاط للالتفاف على العقوبات أو التعويض عنها». وأضاف: «نحرص ألا تقوم الدول كافة، خصوصاً حلفاؤنا وشركاؤنا، بوضع آلية تعزز الروبل وتسعى لتقويض النظام المالي القائم على الدولار».
والهند عضو في تحالف «كواد» الرباعي، الذي يضم أيضاً الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، وينظر له كقوة في مواجهة الصين.
وبعد الاشتباك عند الحدود مع الصين في 2020، أرسلت الهند عتاداً عسكرياً كبيراً إلى الحدود، وغالبيته روسي المنشأ.
الولايات المتحدة تحذر الهند من التقارب مع روسيا
الولايات المتحدة تحذر الهند من التقارب مع روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة