إقصاء الجزائر من المونديال يأخذ أبعاداً سياسية متسارعة

مجلس الأمة هاجم حكم المباراة وطالب بتغيير أنظمة الحكامة الدولية

جانب من اجتماع مجلس الأمة أول من أمس (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع مجلس الأمة أول من أمس (الشرق الأوسط)
TT

إقصاء الجزائر من المونديال يأخذ أبعاداً سياسية متسارعة

جانب من اجتماع مجلس الأمة أول من أمس (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع مجلس الأمة أول من أمس (الشرق الأوسط)

تحول إقصاء منتخب الجزائر لكرة القدم من مونديال قطر، على أيدي لاعبي الكاميرون إلى قضية تحمل أبعاداً سياسية متسارعة في الجزائر.
ففي تصريحات حادة، اتهم صالح قوجيل، الرجل الثاني في الدولة بحسب الدستور، حكم اللقاء الغامبي باكاري غاساما بـ«الانحياز» لـفريق الكاميرون، وطالب الهيئات الرياضية في البلاد بالذهاب بعيداً من أجل تغيير منظومة الحكامة على الصعيد الدولي.
وأصدر مجلس الأمة (المؤسسة الثانية في البلاد بعد الرئاسة)، الذي يرأسه قوجيل، بياناً أول من أمس، عقب اجتماع تناول فيه الإقصاء من المونديال بعد الهزيمة أمام الكاميرون، معبراً عن «عميق أسفه لعدم تمكن عناصر المنتخب الوطني من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال 2022».
وقال إنه «يشدد على دعوة القائمين على شؤون كرة القدم في بلادنا من أجل العمل بمنطق ثقافة الدولة، وبما يليق بهيبة الجزائر، بلد المليون ونصف المليون شهيد... وذلك على مستوى الهيئات الكروية الدولية والجهوية والقارية، من أجل تغيير أنظمة الحكامة، خاصة في مجال التحكيم، من خلال اختيار الحكام وفق مسطرة واضحة تعتمد وتتأسس على أساليب التنسيق والتشاور القبلي، من خلال تدبير قوانين إجرائية جديدة تفرض ذلك... حتى لا تتسبب الحسابات الأنانية والسياسوية والضيّقة في جر الشعوب إلى متاهات، هم في غنى عنها، والخاسر الكبير فيها هو الرياضة والروح الرياضية».
وأفاد مجلس الأمة بأن «التحكيم السيئ المقرون بالانحياز الواضح، فاصلة يجب تسليط الضوء عليها، والعمل من أجل ألا يتكرر... لأنه وكما سبق للجزائر أن كانت سبباً في تغيير طرق برمجة المباريات في كأس العالم وكبرى الدوريات، نتيجة تداعيات مسرحية مباراة ألمانيا–النمسا التي عاقت تأهل منتخبنا الوطني آنذاك إلى الدور الثاني بعد ملحمة خيخون (الفوز على ألمانيا الغربية سابقاً) في كأس العالم سنة 1982... وجب على الهيئات المسيرة لكرة القدم في بلادنا، في زمن الجزائر الجديدة، أن تعمل بنضالية واجتهاد أكبر مع نظيراتها من أجل تدارك هذه السلوكيات المشينة، التي شوّهت الرياضة والكرة المستديرة في القارة السمراء».
ومنذ الثلاثاء، ظلّت ردود الفعل إزاء الإقصاء محصورة في إطار رياضي. لكن بعد تدخل قوجيل، الذي يعطيه الدستور صلاحية خلافة رئيس الجمهورية في حال الاستقالة أو العجز، فقد أخذت الحادثة بعداً شبيهاً بقضية دولة، خاصة أن البلاد لا تزال تعيش نكسة حقيقية، بعدما كان طموحها كبيراً في الوصول إلى المونديال وتخطي أدواره الأولى، قياساً إلى قيمة اللاعبين الذين ينشط معظمهم في كبرى الدوريات الأوروبية. وحظي المنتخب في السنوات الأخيرة، بدعم لافت من الرئيس عبد المجيد تبون، وقائد الجيش الفريق سعيد شنقريحة.
وأعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم، أول من أمس، أنه تقدم بشكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد الحكم غاساما، مطالباً بفتح تحقيق بشأن ما اعتبره انحيازاً للفريق الخصم، وإعادة المباراة التي حُرمت على أثرها الجزائر من التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها. وبعد هذا الإعلان مباشرة، قدّم رئيس الاتحاد شرف الدين عمارة استقالته، فيما صرّح مدرب المنتخب جمال بلماضي بأنه سيفكر في مستقبله.
من جانبه، أكد الاتحاد الجزائري أنه «سيعتمد على جميع الوسائل من أجل استعادة حق المنتخب الوطني». ويشكك الجزائريون في أحقية احتساب الهدف الأول للمنتخب الكاميروني، وإلغاء هدف مهاجم منتخبهم إسلام سليماني بداعي التسلل، فضلاً عن اللقطات التي طالب فيها اللاعبون الجزائريون بالحصول على ركلتي جزاء.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.