منظمة دول شرق الكاريبي تفتتح قنصلية في «الداخلة» المغربية

من حفل تدشين قنصلية منظمة دول شرق الكاريبي في الداخلة أمس (ماب)
من حفل تدشين قنصلية منظمة دول شرق الكاريبي في الداخلة أمس (ماب)
TT

منظمة دول شرق الكاريبي تفتتح قنصلية في «الداخلة» المغربية

من حفل تدشين قنصلية منظمة دول شرق الكاريبي في الداخلة أمس (ماب)
من حفل تدشين قنصلية منظمة دول شرق الكاريبي في الداخلة أمس (ماب)

افتتحت منظمة دول شرق الكاريبي، أمس، قنصلية عامة في الداخلة، ثانية كبريات مدن الصحراء المغربية، مؤكدةً بذلك دعمها القوي لسيادة المغرب على صحرائه ووحدته الترابية.
وترأس حفل تدشين هذه القنصلية العامة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزير الأول لكومنويلث دومينيكا، روزفلت سكيريت. علماً بأن نحو 24 دولة حتى الآن فتحت تمثيليات دبلوماسية في الصحراء المغربية.
وشهدت مدينة الداخلة دينامية دبلوماسية قوية مع تدشين قنصليات كل من سيراليون، والسنغال، وغامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وبوركينا فاسو، إضافةً إلى غينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، والكونغو الديمقراطية، وهايتي.
وقال بوريطة إن فتح قنصلية عامة بالداخلة تمثل ست دول من «منظمة دول شرق الكاريبي»، يؤكد الدعم المتزايد لمغربية الصحراء.
وأوضح بوريطة، في لقاء صحافي مشترك مع الوزير الأول لكومنويلث دومينيكا، عقب افتتاح القنصلية أن «ميزة هذه القنصلية أنها ليست لبلد واحد، بل لستِّ دول تمثل منظمة دول شرق الكاريبي، مما يؤكد الدعم المتزايد لمغربية الصحراء ولتعزيز سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية».
كما أبرز بوريطة عراقة العلاقات بين المغرب وكومنويلث دومينيكا، وقوة الشراكة التي تجمع بينهما برعاية الملك محمد السادس، ومنذ اللقاء الذي جرى بينه وبين سكيريت منذ ست سنوات، مؤكداً أنه منذ ذلك الوقت عرفت العلاقات تطوراً مهماً جداً في كل المجالات، حيث أعطى البلدان نموذجاً لشراكة متنوعة.
وأكد بوريطة أن هذه الزيارة لها «طعم خاص» لأنها تهم مدينة الداخلة والصحراء المغربية، مما يعطيها رمزية خاصة من خلال افتتاح قنصلية لدول منظمة شرق الكاريبي، وأهمية خاصة مع التوقيع على خريطة طريق للتعاون خلال السنوات الثلاث المقبلة. مشيداً بالدعم الشخصي للوزير الأول لكومنويلث دومينيكا، الذي كان «حاسماً» في تعزيز حضور المغرب في منطقة الكاريبي، موضحاً أن مواقفه الشخصية والثابتة لدعم الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها على صحرائها «كانت واضحة منذ اليوم الأول»، وفي كل المنظمات الإقليمية وعلى مستوى الأمم المتحدة.
في سياق ذلك، أشار بوريطة إلى أنه تحدث مع سكيريت حول كيفية تعزيز التعاون من خلال هذه القنصلية، بين المملكة المغربية ومنظمة دول الكاريكوم، التي تضم 14 دولة من منطقة الكاريبي، مؤكداً إمكانية الاشتغال مع الوزير الأول وبدعم منه على تهييء منتدى بين المغرب والكاريكوم، مثل منتدى المغرب والباسيفيك، المنعقد بالعيون منذ ثلاث سنوات، لعقده في الداخلة ربما قبل نهاية هذه السنة.
وأوضح بوريطة أن التعاون بين دول الكاريكوم الـ14 والمملكة المغربية، انطلاقاً من الداخلة، يمكن أن يشكّل رافعة لتطوير العلاقات في مجموعة من المجالات، بالاعتماد على العلاقات الثنائية الإيجابية جداً مع هذه الدول، مذكّراً بأن 12 دولة تقريباً من بين 14 غيّرت اليوم موقفها من قضية الصحراء المغربية.
وخلص إلى أنها «مرحلة مهمة في علاقاتنا الثنائية، وهي كذلك مرحلة مهمة لتطوير التعاون بين المملكة المغربية ودول هذه المنطقة».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».