تحذيرات يمنية من سياسة إهدار الفرص

TT

تحذيرات يمنية من سياسة إهدار الفرص

حذّر مشاركون في المشاورات اليمنية التي تحتضنها الرياض، برعاية خليجية من سياسة إهدار الفرص التي آلت إليها كل المحاولات السابقة للأطراف السياسية التي فرطت في مساعي إنقاذ الصف الوطني من الانقسامات الحادة، داعين لاستثمار فرصة الاجتماع في الرياض لتعزيز الجهود والمبادرات الهادفة لإيقاف الحرب وإنهاء معاناة اليمنيين.
وتواصل المشاورات اليمنية أعمالها لليوم الثاني، في محاولة لكسر الجليد وتقريب وجهات النظر، وتدشين تفاهمات وطنية، في ظل مشاركة عدد كبير من الأطراف، هو الأوسع منذ تنامي الخلافات الجانبية والتنافسية التي ساهمت في تعقيد المشهد الداخلي اليمني.
وقال المحلل السياسي الدكتور عبد الملك اليوسفي، أن المعضلة الحقيقية التي حصلت خلال سبع سنوات من الحرب، هي الفرص المهدرة، وأن ما يمكن تلمسه في هذه المشاورات، هو أنها ستكون فرصة لن تلتحق بسابقاتها من المرات المهدرة، بالنظر إلى الإيجابية في قبول وتعاطي مختلف القوى السياسية المشاركة والفاعلين في المشهد اليمني مع الخطوة.
وأضاف «نتمنى أن تتحول هذه المشاورات، إلى إرادة صادقة وتشخيص حقيقي للمعضلات القائمة والخروج بمقاربات من أجل الحل، يجهز مجموع اليمنيين لرؤية سياسية وتنموية واقتصادية وإغاثية متكاملة، للذهاب نحو إطار الحل الشامل مع جماعة الحوثي، في حال توفرت لديها إرادة السلام، أو اتخاذ المسار الآخر وتجهيز الدولة والمجتمع من أجل المعركة الفاصلة».
ولفت اليوسفي إلى أن حشد عناصر القوة مجتمعة، أمر مهم وضروري من أجل الخطوة الكبرى لإقرار السلام في البلاد، واصفاً المعركة بأبعد من مواجهة عسكرية بالسلاح، بل هناك عناصر قوة محيّدة بسبب الخلافات السياسية، يستمد الحوثي إزاءها قوة إضافية، نتيجة ضعف واختلاف الأطراف المتنازعة.
وأضاف «حسب ما رأيته من أجواء في المحادثات والمشاورات من القيادات السياسية، تبدو هناك رغبة جادة لإصلاح الاختلالات، سواء في المشهد السياسي أو النسيج الوطني وبنية الدولة، لتجهيزها في سبيل المعركة أو السلام المستدام بسقف واحد للمسارين، وهو ما يمكن ليمن واحد مستقر يعيش مثل بقية البلدان بأهداف تنموية وحضارية، ويخرج من مستنقع الحرب».
من جهته قال الدكتور عبده سعيد، أمين عام مجلس الشورى اليمني إن المشاورات، فرصة ثمينة لجمع الفرقاء اليمنيين، ومن بينهم جماعة الحوثي في حال أرادت السلام.
وأضاف «بالنظر إلى محطات السلام التي لم تستجب لها جماعة الحوثي، سواء المبادرات الخليجية منها أو الأممية، يعبرون عن كونهم مشروع حرب وليس مشروعاً للسلام». وأن اليمن الذي يلعب دوراً رئيسياً في الإقليم، يتعلق بما يسمى الاقتصاد الأزرق، بفضل إطلالته على عدد من الممرات المائية المهمة للاقتصاد العالمي، ويشكل مشروع الحوثي تهديداً لجغرافيا الاستقرار في المنطقة، ولأسس التعايش في الإقليم، ويجري توظيفهم من قوى إقليمية في ملفات الحوار مع المجتمع الدولي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».