العالم يترقب قرعة مونديال 2022 في الدوحة... والمنتخبات العربية تنتظر معالم المنافسات

اعضاء كونغرس الفيفا خلال انعقاد الجمعية العمومية أمس بالدوحة على هامش سحب قرعة المونديال (إ.ب.أ)
اعضاء كونغرس الفيفا خلال انعقاد الجمعية العمومية أمس بالدوحة على هامش سحب قرعة المونديال (إ.ب.أ)
TT
20

العالم يترقب قرعة مونديال 2022 في الدوحة... والمنتخبات العربية تنتظر معالم المنافسات

اعضاء كونغرس الفيفا خلال انعقاد الجمعية العمومية أمس بالدوحة على هامش سحب قرعة المونديال (إ.ب.أ)
اعضاء كونغرس الفيفا خلال انعقاد الجمعية العمومية أمس بالدوحة على هامش سحب قرعة المونديال (إ.ب.أ)

يترقب عشاق كرة القدم في مختلف أنحاء العالم عملية سحب قرعة مونديال قطر 2022 اليوم (الجمعة) في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات الذي سيرسم معالم المنافسات التي تنطلق في الفترة من 21 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين.
وأعلن السويسري جاني إنفانتينو على هامش سحب القرعة وانعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي أمس ترشحه رسميا لولاية ثالثة لرئاسة (الفيفا) ومؤكدا على أن النسخة المقبلة للمونديال ستكون أعظم بطولات كأس العالم في التاريخ. وفي حال أعيد انتخابه رئيسا، ستكون ولايته الثالثة هي الأخيرة له بحسب قوانين فيفا. وتجرى انتخابات رئاسة الفيفا مطلع عام 2023 على هامش اجتماع الجمعية العمومية (الكونغرس) في موعد يحدد لاحقا. ووجه فيفا الدعوة إلى جميع الأعضاء لحضور الكونغرس المنعقد بالدوحة، بما في ذلك الاتحاد الروسي، رغم استبعاد منتخب الأخير من الملحق الفاصل المؤهل للمونديال في أعقاب العملية العسكرية في أوكرانيا. وكان أليكسي سوروكين رئيس اللجنة المنظمة لمونديال روسيا 2018، حاضرا أمس، لكن لم يتضح وجود وفد أوكراني.
وأعرب إنفانتينو عن ثقة في قدرة كرة القدم للعب دور في السِلْم وتوحيد الناس وقال: «أسرة كرة القدم تمكنت من إرجاع اللعبة مرة أخرى في ظل تحديات جائحة كورونا ونجحت في البقاء متماسكة، ومع الأحداث البشعة التي تحدث في أوكرانيا هناك عدة حروب أخرى، نؤمن ببقاء كرة القدم لتوحد الجميع والرياضة تبقى لتجمع الناس».
وأهدى رئيس الفيفا أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قميصاً مطبوعا عليه رقم 22 من الخلف.
وأكد الأمير تميم أن بطولة كأس العالم ستكون شيئا استثنائيا ولا يضاهى، وقال: «نحن لا نمثل بلدنا فقط ولكن العالم العربي بأكمله».
وقال إنفانتينو تعليقا على المنشآت والملاعب التي شيدتها قطر: «لم أشهد من قبل دولة جاهزة بهذه الدرجة لاستضافة نهائيات كأس العالم مثل قطر».
وأوضح إنفانتينو أمام أعضاء كونغرس الفيفا: «نجحنا في حصد 6.4 مليار دولار كإيرادات للفيفا، استثمرنا مليارا منها في كرة القدم النسائية وأنا أثق أن أموال الاتحاد الدولي لا تتبخر بل تذهب لمن يحتاجها ونحن نريد أن نستمر في الاستثمار لكرة القدم». وتجنبا للصدام مع أوروبا المعارضة لأي تغيير في نظام البطولات أوضح إنفانتينو: «نحن لم نقترح إجراء كأس العالم كل سنتين بل أجرينا دراسة للجدوى».
ويتوقع أن يزور قطر نحو مليون و200 ألف سائح لمتابعة أول كأس عالمية على أرض عربية، علما بأن أكثر من 800 ألف تذكرة قد بيعت حتى الآن في مرحلة المبيعات الافتتاحية.
وكشف الاتحاد الدولي أخيرا بأنه تلقى طلبات تقدر بنحو 17 مليوناً، لكن المتاح فقط هو مليونا بطاقة لمتابعة المباريات.
وتحظى عملية سحب قرعة المونديال الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط باهتمام كبير وأشار الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم ناصر الخاطر إلى أن نحو 200 مليون شخص حول العالم يترقبون حفل القرعة التي ستنقل أحداثها أكثر من 350 قناة حول المعمورة.


انفانتينو يتطلع للاستمرار في رئاسة الفيفا لولاية ثالثة (رويترز)

وستقام المباريات على 8 ملاعب معظمها تم تشييده لهذا الحدث وتقع في منطقة لا تفصل بينها أكثر من 50 كيلومتراً، ما سيسهل عملية انتقال أنصار اللعبة من ملعب إلى آخر.
يذكر أن النسخة الحالية هي الأخيرة التي تضم 32 منتخبا، لأن العدد سيرتفع إلى 48 منتخبا في البطولة المقبلة عام 2026 المقررة في ثلاث دول وهي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وسيشارك في النهائيات 32 منتخباً عرفت هوية 29 منها حتى الآن وتبقى ثلاث مباريات في ملاحق مختلفة تجمع الأولى بين بيرو خامس أميركا الجنوبية وخامس آسيا (الإمارات أو أستراليا)، وبين نيوزيلندا بطلة أوقيانوسيا وكوستاريكا خامس منطقة كونكاكاف (أميركا الوسطى والشمالية والبحر الكاريبي)، بالإضافة إلى الملحق الأوروبي حيث تنتظر ويلز التي تخطت النمسا قبل أيام الفائز من مواجهة أسكوتلندا وأوكرانيا على أن تقام جميع هذه المباريات في يونيو (حزيران) المقبل.
وكانت لجنة تنظيم المنافسات بالاتحاد الدولي قد وافقت على تفاصيل أوعية سحب قرعة المنتخبات المشاركة وفقاً للتصنيف العالمي الصادر أمس الخميس.
ويشارك في النهائيات 4.5 منتخبات من آسيا (نصف مقعد يعني خوض أحد المنتخبات ملحقاً دولياً)، 5 من أفريقيا، 3.5 من كونكاكاف، 4.5 من أميركا الجنوبية، 0.5 من أوقيانوسيا، 13 من أوروبا وقطر الدولة المضيفة.
وضمن 29 منتخبا تأهلها إلى النهائيات وهي: قطر (الدولة المضيفة) وإيران وكوريا الجنوبية واليابان والسعودية عن قارة آسيا، والبرازيل والأرجنتين والإكوادور والأوروغواي عن أميركا الجنوبية، وألمانيا، الدنمارك، فرنسا، بلجيكا، كرواتيا، إسبانيا، صربيا، إنجلترا، سويسرا، هولندا، البرتغال، بولندا عن أوروبا، وغانا، السنغال، المغرب، تونس، والكاميرون عن أفريقيا،
وكندا والولايات المتحدة والمكسيك عن أميركا الشمالية والكاريبي (كونكاكاف).
وتشير إجراءات سحب القرعة إلى توزيع 28 منتخباً متأهلاً وفقاً لمبدأ رياضي معتمد على الأوعية الأربعة (1 إلى 4) بناءً على التصنيف العالمي. وسيكون منتخب قطر في الوعاء الأول تصنيف (A1) بصفته ممثلاً للدولة المضيفة. وسيجري وضع المنتخبات التي تحتل المراكز من 8 إلى 15 في التصنيف بالوعاء رقم 2، والفرق التي تحتل المراكز من 16 إلى 23 في الوعاء رقم 3، في حين سيضم الوعاء رقم 4 المنتخبات التي تحتل الترتيب من 24 إلى 28 إضافة إلى المنتخبين اللذين سيتأهلان من الملحقين الدوليين الحاسمين (آسيا - أميركا الجنوبية/ كونكاكاف - أوقيانوسيا)، زائد المنتخب الذي سيتأهل من الملحق الأوروبي.
وسيجري توزيع منتخبات كل اتحاد قاري على المجموعات الثماني، بحيث لا يشارك منتخبان من نفس الاتحاد القاري في مجموعة واحدة، باستثناء أوروبا الممثلة بثلاثة عشر منتخباً، حيث سيتنافس منتخبان أوروبيان في خمس مجموعات من أصل ثمانية.
ورغم أن القرعة النهائية ستحدد المجموعات، إلا أن جدول المباريات النهائي سيتم تأكيده بعد توزيع المباريات على الاستادات، وتحديد أوقات المباريات لكل يوم من أيام المنافسات.
ويشارك في عملية سحب القرعة قائدا البرازيل وألمانيا كافو ولوثار ماتيوس الفائزين بكأس العالم 2002 و1990 تواليا، بالإضافة إلى نجوم آخرين أمثال علي دائي (إيران)، وجاي جاي أوكوتشا (نيجيريا)، ورابح ماجر (الجزائر)، وتيم كايهل (أستراليا) وعادل مال الله (قطر).
وسيكون المنتخب الإيطالي الغائب الأكبر عن هذه النهائيات وذلك للمرة الثانية تواليا، بعد سقوطه المدوي على أرضه أمام مقدونيا الشمالية في الملحق. وكان الفريق الإيطالي غاب أيضاً عن مونديال روسيا وذلك للمرة الأولى منذ 60 عاما.
وتوج المنتخب الإيطالي بطلا لكأس أوروبا الصيف الماضي بعد صيام دام 53 عاما، لكن مستواه تراجع في الأشهر الأخيرة وفشل في حسم أمره في مجموعته حيث كان المركز الأول من نصيب سويسرا.
كما يغيب منتخبان عربيان بارزان هما المصري ونجمه محمد صلاح بعد خروجه بركلات الترجيح أمام السنغال في سيناريو مماثل لنهائي كأس الأمم الأفريقية في فبراير (شباط) الماضي، والجزائري بطل أفريقيا عام 2019 بعد خروجه الدراماتيكي على أرضه أمام الكاميرون بالخسارة 1 - 2 في الثواني الأخيرة من الوقت الممدد في الملحق، علما بأن المنتخبين العربيين تقدما بشكوى للفيفا من أجل إعادة المباراتين جراء مخالفات ومشاكل تعرضا لها في اللقاء الحاسم.


مقالات ذات صلة

السعودية: افتتاح مختبر للكشف عن المنشطات بالرياض مطلع 2027

رياضة سعودية الاتفاقية تهدف لتطوير مختبر متخصص للكشف عن المنشطات والمحظورات في الرياضة (واس)

السعودية: افتتاح مختبر للكشف عن المنشطات بالرياض مطلع 2027

وقّعت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني اتفاقية تعاون مع الاتحاد السعودي للطب الرياضي بوزارة الرياضة؛ لإنشاء مختبر متخصص للكشف عن المنشطات والمحظورات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عربية «كاف» أعاد انتخاب الجنوب أفريقي موتسيبي رئيساً لولاية جديدة مدتها أربع سنوات (أ.ف.ب)

​الاتحاد الأفريقي يعيد انتخاب موتسيبي لأربع سنوات مقبلة

أعاد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) انتخاب الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيساً لولاية جديدة مدتها أربع سنوات حتى مارس 2029

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية وقّع ترمب على الأمر التنفيذي في المكتب البيضاوي إلى جانب إنفانتينو (أ.ف.ب)

ماذا يعني إعلان ترمب تشكيل فريق عمل كأس العالم 2026؟

وقّع الرئيس دونالد ترمب أمراً تنفيذياً بإنشاء فريق عمل تابع للبيت الأبيض لاستضافة كأس العالم 2026.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو يقدم للرئيس الأمريكي دونالد ترمب الكرة الرسمية الجديدة لكأس العالم للأندية (أ.ف.ب)

ترمب: الخلاف حول الرسوم الجمركية يجعل كأس العالم أكثر إثارة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن التوترات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، المستضيفتين لكأس العالم 2026 ستكون مفيدة للبطولة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبياليس محاطاً بكاميرات وسائل الإعلام (أ.ف.ب)

النيابة العامة تطلب إلغاء محاكمة روبياليس... وإعادتها بسبب «انحياز القاضي»

طلبت النيابة العامة الإسبانية، الخميس، إلغاء محاكمة الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لويس روبياليس وإعادتها، في قضية تقبيله لاعبة المنتخب الوطني جيني هيرموسو.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.