السودان: مقتل متظاهر في احتجاجات جديدة

جانب من الاحتجاجات في الخرطوم (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات في الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

السودان: مقتل متظاهر في احتجاجات جديدة

جانب من الاحتجاجات في الخرطوم (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات في الخرطوم (أ.ف.ب)

قتل متظاهر، اليوم الخميس، في الخرطوم برصاص الشرطة السودانية التي تصدت لتظاهرات جديدة شارك فيها آلاف السودانيين احتجاجاً على انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) وعلى غلاء المعيشة، بحسب ما أفادت نقابة أطباء مستقلة موالية لـ«الديمقراطية»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت لجنة الأطباء المركزية إن شاباً في الثالثة والعشرين «قُتل برصاصة حية أطلقتها قوات الأمن وأصابته في صدره».
ويرتفع بذلك إلى 93 قتيلاً عدد ضحايا قمع المظاهرات منذ انقلب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر على شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية التي تشكلت في أغسطس (آب) 2019 بعد بضعة أشهر من إسقاط عمر البشير، إثر انتفاضة شعبية أنهت حكماً دام 30 عاماً، وفق المصدر نفسه.
والخميس، هتف المتظاهرون «تسقط حكومة الجوع» و«العسكر إلى الثكنات»، في إشارة إلى مطلبهم الذي يتحركون من أجله بانتظام منذ أكثر من 5 أشهر، وهو عودة الجيش إلى ثكناته، والتنحي عن السلطة وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية.
وتظاهر آلاف كذلك في بورسودان (على البحر الأحمر) في شمال شرقي السودان، وفي مدني (وسط)، وفي القضارف (جنوب شرق)، وفي ضواحي الخرطوم.
ويحتج المتظاهرون أيضاً على هيمنة الجيش على اقتصاد البلاد، التي فقدت، رداً على الانقلاب، المساعدات الدولية التي كانت تمثل نحو 40 في المائة من إيراداتها.
إلى ذلك، انهار الجنيه السوداني، كما بات السودان يعاني ارتفاع أسعار القمح بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحذّر ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرزيس، الاثنين، من أن السودان يتجه «نحو الانهيار الاقتصادي والأمني»، ما لم تتم العودة إلى المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها بعد إسقاط البشير.
وأكد أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و«إيقاد» (منظمة تضم دول شرق أفريقيا) قررت توحيد جهودها من أجل إطلاق محادثات سياسية في السودان.
وما زال السودان بلا رئيس وزراء منذ استقالة عبد الله حمدوك في يناير (كانون الثاني) بعد أن حاول التعاون مع العسكريين من أجل إعادة الشراكة بينهم وبين المدنيين واستكمال المرحلة الانتقالية التي يفترض أن تفضي إلى انتخابات حرة.

والأربعاء، حذّر «أصدقاء السودان»، وهي مجموعة تضم دولاً ومؤسسات مانحة، من «الضغوط الاقتصادية الهائلة» التي يواجهها الشعب السوداني.
وقالوا إن العودة إلى المرحلة الانتقالية التي يقودها المدنيون «ستفتح الباب أمام إعادة المساعدات الاقتصادية وتخفيف الديون الدولية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.