برومو «الاختيار 3» يخطف الأنظار في مصر

يتناول نهاية حكم «الإخوان» في 2013

خالد الصاوي يجسد دور خيرت الشاطر (من البرومو الرسمي للمسلسل)
خالد الصاوي يجسد دور خيرت الشاطر (من البرومو الرسمي للمسلسل)
TT

برومو «الاختيار 3» يخطف الأنظار في مصر

خالد الصاوي يجسد دور خيرت الشاطر (من البرومو الرسمي للمسلسل)
خالد الصاوي يجسد دور خيرت الشاطر (من البرومو الرسمي للمسلسل)

استطاع برومو الجزء الثالث من المسلسل المصري «الاختيار»، خطف الأنظار بقوة في مصر خلال الساعات القليلة الماضية، لا سيما أنه يتناول مرحلة سياسية مثيرة من تاريخ مصر، وهي نهاية حكم «الإخوان» للبلاد في عام 2013.
وحقق البرومو الرسمي الذي تم طرحه قبيل انطلاق الماراثون الدرامي في مصر بساعات، مشاهدات كبيرة، كما تصدر قائمة الأكثر تداولاً على عملاق البحث «غوغل» في مصر.
وعلى غرار جزأيه السابقين، فإن «الاختيار 3»، يضم عدداً كبيراً من الفنانين، على رأسهم نجوم الصف الأول،  أحمد عز، وكريم عبد العزيز، وأحمد السقا.
مسلسل «الاختيار 3» الذي يحمل اسم «القرار» يعرض عبر قناة «ON»، تحت شعار «حقائق تعرض لأول مرة».
وكشف البرومو عن السياق العام للمسلسل، حيث أشار إلى دور القوات المسلحة، في حماية البلاد من الانقسام، وحمل البرومو جملاً حوارية متبادلة بين أبطال العمل أحمد عز وكريم عبد العزيز وأحمد السقا، عن مخاطر مظاهرات الإخوان، واقتراب مصر وقتئذ من مخاطر الحرب الأهلية، وكواليس «أخطر 96 ساعة في تاريخ مصر»، بحسب ما جاء في الإعلان الترويجي للمسلسل.
ولفت الفنان المصري عبد العزيز مخيون، الأنظار، بتجسيده شخصية محمد بديع، مرشد تنظيم الإخوان، بالإضافة إلى الفنان خالد الصاوي، الذي يجسد شخصية خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان. وفق برومو العمل.
مسلسل الاختيار 3 بطولة أحمد عز، وكريم عبد العزيز، وأحمد السقا، وياسر جلال، وخالد الصاوي، وعبد العزيز مخيون، ومحمود البزاوي، وأمير المصري، بيومي فؤاد، وصبري فواز، وإيمان العاصي، وسمر مرسي، وآدم الشرقاوي، ودنيا المصري، وناردين عبد السلام وعدد كبير من الفنانين الذين يشاركون في البطولة، وآخرون يظهرون كضيوف شرف خلال الحلقات. وهو من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي

وحقق مسلسل الاختيار صدى واسعاً خلال الموسمين الماضيين، وتصدرت بعض حلقاته الترند بشكل لافت، ففي موسمه الأول، الذي تناول مجابهة الجيش المصري للتنظيمات الإرهابية وخصوصاً في شمال سيناء، احتفى عدد كبير من الفنانين والمسؤولين والمشاهدين المصريين بالحلقة الثامنة والعشرين من المسلسل، التي عرضت تفاصيل «معركة البرث بين ضباط الجيش المصري، والعناصر الإرهابية التي استهدفت الكمين بشمال سيناء»، حيث اجتاحت حمى «معركة أحمد المنسي الأخيرة» بمسلسل «الاختيار» الذي لعب بطولته الفنان أمير كرارة، مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتصدرت قوائم الأكثر بحثاً وتعليقاً واستحوذت على اهتمام عدد كبير من المصريين والمواقع الإخبارية.
وفي موسمه الثاني، حظي المسلسل بنسبة مشاهدة كبيرة في موسم رمضان الماضي، إذ احتل مرتبة متقدمة في السباق الرمضاني، وفق متابعين ونقاد، وتناول الجزء الثاني تضحيات «رجل الظل» أو الأمن الوطني، بوزارة الداخلية المصرية، وتسليط الضوء على الاضطرابات الأمنية التي شهدتها مصر عقب ثورة 2013 ومحاولات التنظيمات المتطرفة الانتقام من السلطات المصرية بعد عزل الرئيس الراحل محمد مرسي عبر شن سلسلة من الهجمات العنيفة التي خلفت عشرات القتلى والجرحى، وركزت الحلقات الأولى من المسلسل على أزمة «اعتصام رابعة» بجانب إبراز الدور «البطولي» لعناصر تفكيك المتفجرات.
وخلال الجزء الثاني من المسلسل، تقلصت مساحة المعارك المباشرة التي ظهرت في الجزء الأول بكثافة لصالح المشاهد الاجتماعية وخيوط الصراع الدرامي الفرعية مثل قصة الحب الصامتة بين «الضابط يوسف» الذي يجسده أحمد مكي، و«عالية» التي تزوجها في النهاية.
وحققت حلقة اغتيال ضابط الأمن الوطني «محمد مبروك» خلال أحداث الجزء الثاني من العمل، صدى واسعاً في مصر، وتفاعل معها جمهور «السوشيال ميديا» بالإضافة إلى المواقع الإخبارية المصرية.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض